صنعاءنيوز / عادل الشجاع -
بالأمس أعلن المجلس الانتقالي عن دولته بعد أن كان قد سبقه إلى ذلك الحوثي ، ونحن لا نعترض على ما أقدم عليه المجلس الانتقالي ، فهذا حق من حقوقه يعبر عن نفسه بالطريقة التي يريدها دون أن يفرضها على الآخرين بالقوة ، ومثلما يفتخر هؤلاء بانتمائهم إلى المجلس ، نحن نفتخر بانتمائنا إلى الجمهورية اليمنية ، وبصفتنا نمثل هذه الجمهورية نطالب كل من لا يعترف بالجمهورية ، أن يتخلى عن المنصب الذي يتقلده باسم الجمهورية اليمنية ويسلم جواز سفره وبطاقته الشخصية التي تحمل اسم الجمهورية اليمنية .
وأنا هنا أطالب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية وجميع الدول التي تربطها علاقات مع الجمهورية اليمنية ، ألا تتعامل مع ما يسمى مجلس القيادة الرئاسي ، لأنه لم يعد ممثلا للجمهورية اليمنية ، وإنما أصبح ممثلا للمجلس الانتقالي ، وسوف نقوم نحن أبناء الجمهورية اليمنية بتشكيل قيادة خلال الأيام القادمة تمثل دولة الجمهورية اليمنية ، ولن نسمح بارتكاب أخطاء إضافية ، لأن تبعات الأخطاء التي ارتكبت باسم الشرعية كانت قاتلة وسمحت بالتفريط في قرارات مجلس الأمن الدولي الذي أكد التزامه في كل قراراته بوحدة اليمن وسيادة واستقلال وسلامة أراضيه والوقوف إلى جانب الشعب اليمني .
إننا نتحدث باسم الجمهورية اليمنية ولنا الحق في ذلك ، مثلما أن للآخرين الحق في الحديث عن أنفسهم ، ولن نعتدي أو نسطوا على سلطاتهم ، ولن نتحدث باسمهم ، بالمقابل نطلب منهم ألا يسطوا على حقوقنا وألا يتكلموا باسمنا ، وأن يكونوا عند مستوى ما قرروه أو اختاروه لأنفسهم ، عليهم أن يتحدثوا باسم الدولة التي يريدونها ومثلما رفعوا علمها ، عليهم أن يحملوا جوازها ، فلن تكون الجمهورية اليمنية مصممة فقط لممارسة السلطة ، بينما العمل باسم كيان آخر .
أعلن الانتقالي دولته في مقابل دولة الحوثي ، ولكنهما مازال يحملان هوية الجمهورية اليمنية ، يعود السبب في ذلك إلى غياب أصحاب الشرعية المعترف بها في أروقة الأمم المتحدة وبقية المنظمات الإقليمية والدولية ، وقد حان الوقت لأن نخاطب العالم بأننا أصحاب الجمهورية اليمنية وأن من يتحدث باسم دولة مفترضة عليه أن لا يستغل شرعية الجمهورية اليمنية لإدارة دولته المفترضة .
ولست بحاجة للقول ، بأننا لم نعد بحاجة إلى التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات ، لأن هذا التحالف أصبح يتعامل مع كيانات ليس لها أي مسمى ، لا في الدستور ولا في مخرجات الحوار الوطني ولا في المبادرة الخليجية ولا في القرارات الدولية ولا حتى في مؤتمرات الرياض المتعددة ، وأصبح هذا التحالف يتعامل مع كيانات لا تنتمي إلى الجمهورية اليمنية ، ومن حقنا أن نبحث عن حلفاء يقفون معنا لتحقيق قرارات الشرعية الدولية .
إن التحالف حينما أسس بقيادة السعودية ، كان ذلك التأسيس من أجل تحرير اليمن وليس من أجل تقسيمه بين المليشيات وطالما تورط التحالف في ذلك ، فعلينا أن نعيد النظر في التحالف لا أن نستسلم له ولمتطلباته ، فلماذا يبقى التحالف وهو يرفض تنفيذ القرارات الدولية ؟
دون فك الارتباط مع التحالف ومع من يتحدثون باسم دول افتراضية ويتكئون على موروث الدولة اليمنية ، نقول لهم بأن دماء الشهداء الذين قتلوا باسمها لن تكون جسرا لتشكيل دولكم المزعومة ، وهنا أدعو كل من ينتمي إلى الجمهورية اليمنية بأن يمارس حقه في حمايتها ،بشتى الطرق والوسائل ، إلى كل محامي وحقوقي ودبلوماسي وناشط سياسي ، عليكم أن تتحركوا في كل المحافل للحديث باسم اليمن وطرد السفراء الذين لا يتحدثون باسم اليمن وإدارة السفارات بدلا عنهم ، فهذا حق لكل من يعتز بوطنه اليمن ومن حق من لا يعترفون باليمن أن يمثلوا أنفسهم بعيدا عن استخدام اسم اليمن . |