صنعاءنيوز / طاهر الشلفي -
تتوالى النجاحات تباعا في اصلاح المنظومة التعليمية في بلادنا رغم حرب العدوان والحصار المطبق جوا وبرا وبحرا منـذ تسعة اعوام.
ويعلـم الجميع حجـــــــم المؤامرة الموجهـة لإجهاض العملية التعليمية، ومنع ديمومتها خلال التسع سنوات الماضية، وحتماً بأن تلك المؤامرة قد أثرت على كافة جوانب العملية التعليمية وما يتصل بها من المباني والأثاث والتجهيزات المدرسية والوسائل التعليمية، والكتب المدرسية، ومما فاقم الأزمة أكثر هو نقل البنك المركزي الى عدن والذي نتج عنه ايقاف مرتبات كافة المعلمين والمعلمات.. أضف الى ذلك حرمان الإدارات المدرسية من النفقات التشغيلية وغيرها.
ورغم كل ذلك، الا أن العملية التعليمية استمرت صامدة أمام كل المؤامرات بجهود المخلصين من المعلمين والمعلمات والادارات المدرسية والتعليمية في الريف والحضر.. وما استمرارية تنفيـــذ اختبارات الشهادتين الأساسية والثانوية هذا العام بآليتها الحديثة وتحقيقها نجاحات ملحوظة كعملية قياس وتقويم تجاوزت مستوى كبير من التجاوزات والاختلالات الفنية والعلمية والادارية وصولا للوقوف بحزم للحد من ظاهرة الغش وسلبيات اخرى، إلا أحد مظاهر الصمود..
فاالمتابعون عن قرب من المهتمين بالعملية التعليمية يؤكدون بأن عملية الاختبارات هذا العام تمكنت من تحقيق نجاحات متقدمة في عملية القياس والتقويم، من خـلال «حوسبة الاختبارات» وما رافقه من التنوع في وضع الأسئلة بنسب متفاوتة وشمولية للمنهج التعليمي، اضافة لتنفيذ الاختبارات متعددة النماذج والذي وصل حد العشرين نموذج اختباري في القاعة الواحدة،
لتتجاوز بذلك كل الاختلالات العلمية والفنية والادارية وصولا للوقوف بحزم للحـد من ظاهرة الغش التي ظلت ترافق سيـر عملية الاختبارات خلال سنوات طويلة.
اضف الى كل ما ذكر تفعيل لوائح هامة جدا تمثلت في آلية تحديد الزيارات الاشرافية واقتصارها على موجه المادة، وكذا لائحة الاجراءات القانونية بحق الذين يعملون على تكدير سير اجواء الاختبارات سواء من الطلبة داخل اللجان او اولياء الامور خارج المراكز الاختبارية وكذا المتساهلين في ذلك.
نعــم هذه المعالجات والاصلاحات من الطبيعي أنها لا تروق للطلبة الذين ركنوا لوسائل الغش بوسائلها المتعددة، ولم يتوقعوا بان هناك جهـودا حثيثة تبذل ولو تدريجيا في سبيل معالجة التجاوزات والاختلالات التي ترافق سير عملية الاختبارات سابقا.
و حتما بهكذا اصلاحات لأهم عملية ترتكز عليها كافة الجوانب التنموية في بناء البلدان، سوف تسهم مستقبلا اسهاما فاعلا في تخرج الآلاف من أبنائنا الطلبة بحصيلة علمية جيدة تمكنهم من مواصلة التعليم الجامعي بتفوق واقتدار للتخرج الى سوق العمل والمساهمة بحق في عملية البناء التنموي في كافة مجالات الحياة.
ولأجل ذلك نتمنى من الجميع سلطات مركزية و محلية، اشرافية وتنفيذية واولياء امور وكافة شرائح المجتمع المساهمة بفاعلية في تكريس ثقافة تقـديس التعليم والاهتمام بالمتعلمين والمعلمين ونبـذ وتجريم كافة الظواهر المشينة بحق التعليم وكافة منتسبـيه.
|