صنعاءنيوز / محمد سالم بارماده - كُتب بواسطة : محمد سالم بارماده
من المفيد القول أن ما يمر به وطني اليمن في هذه البرهة الزمنية من أحداث يؤكد على إننا أمام منعطف صعب وخطير فإما باتجاه الخضوع الكامل للهيمنة الإيرانية من خلال أدواتها والتي انقلبت على شرعية الوطن لتنفد أجندة إيران في بلادنا أو باتجاه الحرية وتحقيق حلم اليمن الاتحادي المشروع الكبير لكل أبناء الوطن وهو حلم البسطاء من أبناء الشعب اليمني وهم الغالبية العظمى, حلمهم في العيش بحياة كريمة ومستقرة , حياة آدمية آمنة تحترم كل فرد, حلمهم في الاستقرار والحياة الكريمة ، حلمهم بتأسيس دولة اتحادية قوية ، تقضي على الفساد والمركزية بعد تحقيقه .
رغم كل الأوجاع والماسي التي يمر بها وطننا الغالي اليمن والنازفة في القلب، ورغم كل الخلافات الدامية في الوطن، إلا إن حلم اليمنيين في يمن اتحادي جديد أقوى من كوابيس إيران وأذنابها في اليمن وتوابعها وأدواتها ومن لف لفها, وهو السبيل الأسرع للخروج من الأزمة الراهنة التي يمر بها وطننا, وبالتالي ألوصول إلى ما يستحقه الشعب اليمني في السلام والعيش الكريم وتحقيق تطلعاته وفقاً لمرجعيات السلام والقرارات الدولية ذات الصلة .
ومن يتأملَ المشهد السياسي في وطني وبكلِ تفاصيله, يستطيع القولَ إن المشاريع الصغيرة ستظل صغيرة أيا كانت ومن أي جهة كانت،حتى تنتهي وتُضمحل، لأنها ببساطة لا تلبي طموحات الشعوب، ولا يمكن أبداً مهما حاول أصحابها أن يكتب لهم النجاح، فمن غير المعقول أن تقوم دولة على التعصب الجهوي أو الحزبي أو القبلي أو المذهبي، وإنما سيكتب عليها وزر المصائب التي ارتكبتها, أما المشاريع الكبيرة تبقى وتمكث في الأرض وتنفع الناس, ولعل ابرز هذه المشاريع الكبيرة تحقيق حلم اليمن الاتحادي الجديد الذي دافع عنه ولا زال الرئيس هادي, لذا فأنني لا بالغ لو قلت إن هادي واليمن الاتحادي توأمان لن يفترقا أبداً, وأصحاب الرهانات الخاسرة والتهيوءات القاصرة والمصالح الذاتية سواء كانوا في الداخل أو الخارج .
والمتابع للمشهد السياسي اليمني أيضاً يدرك إن اليمنيين كانوا ولازالوا يحلمون بقيام دولة اتحادية يمنية جديدة, كيف لا وهم قد توافقوا عليها في مخرجات الحوار الوطني والتي تُمثل خياراً لا حياد عنه, دولة ديمقراطية مستقلة ذات سيادة تقوم على الإرادة الشعبية لكل اليمنيين دون استثناء, والمواطنة المتساوية وسيادة القانون, دولة مدنية حلموا بها وناضلوا من اجلها طويلاً, دولة اتحادية تضمن التوزيع العادل للسلطة والثروة في ظل حكم رشيد, فلا أمل ولا استقرار في اليمن والمنطقة من دون تطبيق مشروع اليمن الاتحادي الجديد على ارض الواقع .
أخيراً أقول ... أحلام الشعوب قد تتعثر, تتلكأ أحياناً وتخبو أحياناً أخرى, ولكن لن تموت, تعترضها دسائس ومؤامرات وخيانات المأجورين والنفعيين, ويسجل لهم التاريخ صفحات من سواد تبقى أبد الآبدين, فأحلام الشعوب أكبر من كل متآمر وانقلابي انتهازي وصولي, ومن كلّ منبطح استجار بالأجنبي, لأنها تحمل طموح وآمال الشعوب , فلا صوت يعلو فوق صوت اليمن الاتحادي , والله من وراء القصد .
|