صنعاء نيوز/د كمال البعداني - في مثل هذه الليلة . ليلة التاسع والعشرين من مايو عام 1453م كانت جيوش وخيول القائد الاسلامي العظيم السلطان محمد بن مراد بن محمد وكان يطلق عليه ( محمد الثاني ) ، كانت على موعدٍ مع التاريخ مع فتح اشهر مدينة في ذلك الوقت ، القسطنطينية صبيحة اليوم الثاني الثلاثاء 29 مايو ، ومن بعد ذلك اليوم اصبح لقبه ( محمد الفاتح ) . واصبح العالم يؤرخ ما قبل فتح القسطنطينية وما بعد الفتح ، و بعد كان اسمها ( القسطنطينية او بيزنطة ) تحول اسمها الى ( اسلام بول ) اي مدينة الاسلام ، لقد احدث فتح القسطنطينية دويا هائلا بل زلزالاً في كل إنحاء أوروبا والعالم كافة وكان له ما بعده . فقد اصبحت هذه المدينة منطلقا لجيوش الفتح الاسلامي في قارة اوروبا ورُدد الأذان في العديد من الدول الأوروبية واستعرض الجيش الاسلامي في عاصمة المجر ، واصبحت ( اسلام بول ) هي عاصمة القرار العالمي في ذلك الوقت ، وبعد 465عام على فتحها كانت هزيمة تركيا في الحرب العالمية الثانية ، والذي كان من نتيجتها حل الخلافة الاسلامية وصعود ( كمال اتا تورك ) الى الحكم ، فسلخ تركيا عامة واسلام بول خاصة من هويتها الاسلامية وغير اسمها الى اسطنبول ، واغلق المساجد ومنع الحج ومنع الأذان باللغة العربية ، كما منع تدريس اللغة العربية او لبس اللباس العربي ، واستمر الامر على هذا الحال حتى جاء الزعيم رجب طيب اردوغان فاعاد لتركيا هويتها الاسلامية ، وربطها بمحيطها العربي والاسلامي ، واصبح تعليم اللغة العربية الزامي في المدارس التركية ، وحول تركيا من دولة هامشية ينخرها الفساد من كل جانب الى دولة مهابة بين دول العالم ، يتابع انتخاباتها العالم بالكامل ، وهذا الامر بالطبع لم يعجب اوروبا وامريكا ، فحاربوه بشتى الطرق بما فيها محاولة الانقلاب العسكري ، وفي الانتخابات الاخيرة وقفت أوروبا وامريكا بكل امكانياتها المادية والاستخباراتية والاعلامية مع مرشحها ( كمال ) الذي وعدها بإعادة تركيا الى عصر (كمال ) !! لكن الشعب التركي قال كلمته في هذه الليلة ، كنت اتمنى من كل قلبي ان يكون مثل هذا الماراثون الانتخابي في دولة من دول وطني العربي الكبير ، ولكن. …….!! فلا تلومون الشارع العربي ان تابع بشغف اخبار الانتخابات التركية ، فتركيا دولة مسلمة وقوتها قوة لنا ، لا تلومونا في الشارع العربي فمن يعيش في الظلام يفرح بالضوء المتسلل اليه من مصباح الجيران .
يوم من الدهر لم تصنع نتائجه دول اوروبا
بل صنعها احفاد الفاتح العظيم …. #كمال_البعداني |