صنعاءنيوز / حيدر حسين سويري -
السفر من الأمور المحببة إليَّ جدا، فهو متعة المشاهدة والمنظر والسياحة والاستجمام والاطلاع على ثقافات الشعوب الأخرى، لذا فكلما سنحت لي فرصة للسفر لم اتكاسل عنها ابداً.
كنت فيما سبق عندما أسافر إلى إيران براً، أذهب صوب منفذ مهران الحدودي، والذي تقابله مدينة (بدرة وجصان العراقية)، انطلاقاً من بغداد / كراج النهضة، وما أن نخرج من حدود بغداد حتى نركب طريقاً وعراً، خالي من النبات المحاذي للشارع، فضلا عن عدم وجود الاراضي الزراعية، وكذلك هو طريق واحد (ذهاباً وإياباً) تملؤه الحفر والمطبات، خطرٌ ليلا بصورة مفزعة، يخلو من الانارة، ولا وجود للمحلات او الأسواق او المطاعم السياحية على جانبيه، فهو عبارة عن أرض خلاء من كل شيء، سوى الأراضي الجرداء، الى ان تصل منطقة بدرة فتتنفس الصعداء بأنك رأيت بشراً ومدينة، بعد أن تعبرها مكملاً وجهتك صوب المنفذ، تقف السيارة في كراج للسيارات، والكراج عبارة عن ساحة من التراب والحصى، ليس فيها اية خدمات، لتستقل سيارة كيا (11 راكب) قديمة لا تمتلك أي مقومات الركوب، تنقلك الى المنفذ بـ (5 الاف دينار)، بعد ذلك تأتي الى بناية المنفذ لتجدها هي الأخرى لا تمتلك أي مقومات لاستقبال المسافرين، فهي عبارة عن غرف قديمة متهرئة، لا تصلح لأي شيء، ساعد الله الشباب الذي يعملون فيها، فهم شباب جميلو المنظر والكلام، لكنهم يعملون في ذلك المكان الخرابة المكفهر، والخالي من الخدمات تماماً، حتى تعبر الى الجانب الإيراني فترى شيئاً مختلفاً تماماً، من حيث البناية والخدمات وقاعات جلوس المسافرين، المجهز بأحدث الأجهزة، لا خلل فيه سوى تلك الوجوه المكفهرة، التي لا تعرف عن استقبال الضيف شيئاً.
الان أعود مع تجربتي الأخيرة قبل أيام بالسفر عبر منفذ المنذرية – خسروي، كنا حجزنا عند شركة نقل المسافرين الى مدينة قم المقدسة، في باصات سياحية VIP وبسعر (40 الف دينار فقط)، انطلقنا من مدينة الكاظمية المقدسة مرورا بمنطقة الشعب ثم الراشدية حيث بوابة بغداد الجميلة، دخولا الى محافظة ديالى مروراً بمركزها مدينة بعقوبة ثم مدينة شهربان وصولا الى مدينة الخانقين ثم منطقة المنذرية، كان الطريق جميلاً جداً، من حيث السعة والتعبيد والأشجار على جانبي الطريق، مروراً بالمناطق الزراعية ذات الهواء العذب والرائحة الطيبة، مع توفر الأبنية والمحلات والمطاعم السياحية، واستراحات المسافرين المتوفرة بشكل كثير وكبير وجميل، مع ملاحظة البناء والاعمار في الأبنية والطرق والجسور، حتى تم ايصالنا الى المنفذ، فكانت ثمة بناية جميلة جداً لا تقارن بأية نسبة مع منفذ بدرة – مهران، من حيث البناية وسهولة العبور، كذلك لاحظت وجود العنصر النسوي في منفذ المنذرية، وارتداء الملابس المدنية للموظفين، على عكس منفذ مهران فلا وجود للعنصر النسوي كذلك ارتداء الموظفين لملابس الشرطة.
بقي شيء...
أتمنى تطوير المنفذين والطرق المؤدية اليها كما المنافذ المتطورة، ولا بأس من الاستفادة من الجانب الإيراني.
|