صنعاءنيوز / أسعد أبو الخطاب -
الإنفصال عن شخص في علاقة سامة قد ينتج عنه أضرار نفسية ومعنوية وجسدية وإجتماعية٬ لأن الإرتباط بالصدمة النفسية والدخول في عوامة سيستمر حتى بعد الأنفصال ويصعب الخروج منها.
كيف يمكن لشخص الخروج من العلاقة السامة وتفادي اثارها السلبية يجب فهم معادلتين :
1- دور الذكريات في المشاعر ٬
2- معرفة الفرق الجذري بين حب الذات وقيمة الذات من المنظور الفلسفي شرحت بالتفصيل في الجزء الأول أهم .
علامات تُبيّن أنك في بداية علاقة سامة بدون أن تشعر وهي :
أ. ولعة الحب .
ب. محور الكون .
ج. المماثلة .
محاولة الطرف المخادع عزلك إجتماعياً نميمة الطرف المخادع بخصوص علاقات سابقة وفي الجزء الثاني شرحت دينامكية هذا النوع من العلاقات٬ كما وضّحت كيف تدخل في عوامة لا تستطيع الخروج منها.
لهذا السبب فإن علاقتك بالطرف المخادع أو الشخصية المصابة بالنرجسية (شاب أو شابة) لن تنتهي حتى بعد الانفصال .
لان هذه العوامة التي وضعك فيها الطرف المخادع أو الشخصية النرجسية باستخدام الثلاث نقاط والمشروحة في الجزء الاول وهي :
1. ولعة الحب .
2. محور الكون .
3. المماثلة .
هي في الواقع كحقنة مخدرة لك يجعلك الطرف المخادع تدمن عليها لسببين :
1. لأنها تساعد الطرف المخادع من التحكم بك بعد الانفصال والعودة لك متى يشاء .
2.تجعلك غافل عن حقيقة مهمة بالنسبة لك هي مصدر قلق للطرف المخادع .
وماهي تلك الحقيقة المهمة؟
يعود الطرف المخادع أو الشخصية المصابة بالنرجسية لك بعد الانفصال لعدة أسباب بالتفصيل كالتالي :
1. اذا كنت لا تزال مصدر لإحتياجاته الإجتماعية :
كمصدر مالي مثلاً أو بسبب علاقاتك الإجتماعية في التسهيل لأمور يحتاجها الطرف المخادع وغير ذلك
سيعود وقتها الطرف المخادع لك بأساليب ماكرة ويأخذ ما يحتاجه منك بطريقة غير مباشرة ويعطيك جرعة مخدرة جديدة ثم يختفي .
2. يستخدمك كمصدر لإستقراره العاطفي :
وذلك عندما يكون الطرف المخادع في علاقة جديدة وينقطع عن الطرف الجديد بسبب مشكلة بينهم
عندها سيعود الطرف المخادع لك حتى يكون مستقراً عاطفياً في إبتعاده عن المصدر الجديد وعندما يعود للطرف الجديد سيخلق مشكلة معك بعد إعطائك جرعة مخدرة جديدة ثم يغادر .
3. يستخدمك الطرف المخادع كنافذة لتفريغ مشاعره السلبية وهمومه واحزانه :
هذا السبب في "الغالب" تستخدمه الشخصية النرجسية٬ يقوم بتفريغ المشاعر السلبية معك حتى يظهر الطرف المخادع بشكل إيجابي ورائع أمام المصدر الجديد٬ بحيث يستطيع تطبيق النقاط الثلاثة (ولعة الحب، محور الكون والمماثلة) والتي ستشكل جرعة مخدرة للطرف الجديد كما فعل معك في بداية علاقتكم .
4. إستفزازك حتى تنفعل :
وهو سبب يخص الشخصية النرجسية فقط٬ لأن الشخصية النرجسية يستمتع في أن يراك منفعل فقد يعود لك بشكل طبيعي ثم يبدأ بالاستفزازات٬ لأن إنفعالك لإستفزاز الشخصة النرجسية يعطيها الشعور بأنها لاتزال قادرة على التحكم بك وكذلك شعورها بالأهمية عند إنفعالك وهذا قد يكون نتيجة شعور تلك الشخصية الدائم بعدم الأهمية والإحتقار منذ أن كان طفلا/طفلة بين أسرتهم والان بعد معرفتك لأسباب رجوع الطرف المخادع لك أسأل نفسك .
من هو المتحكّم الحقيقي في هذه العلاقة؟
الإجابة الصحيحة هي الحقيقة التي يحاول الطرف المخادع إخفائها عنك بالحقنة المخدرة في اللحظة التي يدرك الطرف المخادع بأنك فهمت هذه النقطة وأنك المتحكم بالعلاقة بسبب ان الطرف المخادع محتاج لك سيصيب ذلك الطرف قلق شديد
لانه طالما يعطيك جرعات مخدرة ولو بسيطة عند عودته لك فهذا يعني انه لا يزال محتاجك لك مستقبلا
ويفعل الطرف المخادع ذلك حتى يضمن قبولك لعودته فعندما يتركك الطرف المخادع ويتم قطع كل سبل التواصل معك تشعر أنه لن يعود وتبدأ فيك أعراض انسحاب لتلك الحقنة المخدرة التي قد أعطاك جرعة منها (ولعة الحب. محور الكون والمماثلة)
ولكن بنسبة 100 % سيعود الطرف المخادع لك بعد فترة طالما انه مستمر بأعطائك الجرعة المخدرة عندما يعود وعلى الاغلب سيعود في فترة اقل من شهور حتى لا تتشافى نهائياً من اعراض الإنسحاب (الحزن والأرق والإحباط وغيرها)
عندما تعلم هذه الحقيقة ستبدأ في قلب موازين المعادلة الاولى وهي المشاعر في الذكريات لانك ستعلم علم اليقين أنها زائفة وجرعة سامة يعطيك أياها طرف مخادع وعليه فإن أعراض الانسحاب من إختفائه عنك ستبدأ تدريجياً بالتناقص إذا بدأت بتطبيق المعادلة الثانية في الخروج من العوامة التي وضعك فيها الطرف المخادع وهي معرفة الفرق الجذري بين حب الذات وقيمة الذات الكثير يعتقد أن حب الذات هو نفسه قيمة الذات ولكن الواقع هناك فرق كبير بينهما نبدأ بقيمة الذات :
وهو أن تضع حدود لنفسك لا تسمح لأحد بتجاوزها حفاظاً على قيمتك الذاتية تختلف هذه الحدود من شخص لاخر لذلك ذكرت في أحد كتاباتي الفلسفية سابقاً "أن درجة تساهلك مع الاخرين ترسم حدودك الشخصية التي تحدد أسلوبهم في التعامل معك"
أهمية هذا الكلام في العلاقة السامة :
عندما تضع حدوداً للطرف المخادع في علاقتكما وتوضّح لذلك الطرف بأنها خطوط حمراء لا تسمح بتجاوزها، سيوهمك بأنه فهم ذلك بعد ذلك، ستلاحظ أن الطرف المخادع تجاوز حدودك لأكثر من مرة وهذا يعود لسببين لا ثالث لهما وهما :
1- عدم احترام الطرف المخادع لك لانه يعتبر أن لا قيمة لك في نظره وذلك بسبب طمسه لعقلك بتلك الجرعة المخدرة والتي تمكنه من التحكم فيك مما يجعلك بلا قيمة ذاتية أمام ذلك الطرف .
2- أن يكون ذلك الطرف من الأساس متخلّف عقلياً وليس طرف مخادع ولا يفهم كلام الناس نتيجة تخلّفه العقلي .
أن الشخص الذي يحب في البقاء على علاقة أو التواصل مع أي من هاتين الحالتين ؟
يعتبر مع إحترامي يصبح بلا قيمة أمام جميع الناس وليس فقط أمام الطرف المخادع لهذا السبب سيدمر نفسه اجتماعياً بالتدريج بدون أن يشعر ان لم ينتبه لهذه النقطة قبل فوات الأوان.
الناشط الحقوقي* |