صنعاءنيوز / يحيى القحطاني -
اثبتت اﻷيام واﻷحداث، أن ما يجري وما زال يجري على اﻷرض اليمنية، منذ عام النكبة اليمنية 2011م وحتى تاريخة، بأننا أمه معطوبة بأدوات التخلف والجهل واﻹتكالية والعجز، والتعصب والغباء السياسي والتنموي وبﻻدة العقل.
على يد أحزابنا السياسية والجماعات الدينية والقبلية، بمختلف مسمياتهم وتشكيﻻتهم ومليشياتهم، هذه اﻷحزاب والجماعات، نجدها وقد تحولت إلى وكر لعصابات مناطقية أو مذهبية أو قروية أو أسرية (انا الحزب والحزب انا)، (وانا الجماعة والجماعة انا).
حولوا دوائر اﻷحزاب والجماعات إلى إقطاعيات أبدية، لنافذين داخل ذلك الحزب أوتلك الجماعات، وكانوا وﻻ يزالون عبارة عن هبارين وتجارحروب، غلبت عليهم اﻹنتهازية وثقافة التهويش، أفاكين ﻻ دين لهم وﻻ ضمير، عبارة عن مشاريع عصابة ومافيات مرخصة، تعبر عن مصالح زعامات تقليدية وإصولية، أستحوذت على كل مقدرات اليمن أرض وإنسان.
تلك اﻷحزاب والجماعات، ﻻ ترى أبعد من تحت قدميها، ومعيار النجاح لديها، إنما تتمثل بقدرتها على اﻹستحواذ، وإقصاء كل من يبحث عن معايير وطنية ونزيهة، فتغول الفساد داخلها وتحكم في مقدراتها، وكانت وﻻ زالت تستدعي المشكﻻت، ﻻ لتحلها بل لتتواجه وتتحارب بها، وعجزت جميعها عن تقديم النموذج المثالي للناس.
تلك اﻷحزاب والجماعات يستغلون، الظروف إﻹقتصادية ﻷبناء الشعب اليمني ويرفعون شعارات تكتيكية، بينما ظلت أزماتنا وقضايانا وحروبنا المديدة ضد انفسنا ومصالحنا، خارج مرمى الحلول منذ عقود طويلة، وكانوا وﻻيزالوا يتاجرون:
~ بمصير شعب
~ وحياة شعب
~ ومعيشة شعب
~ وآمال شعب
~ وأمن شعب
~ واستقرار شعب
~ ووحدة اﻷرض والشعب..
لهم حساباتهم الخاصة، وأطماعهم الخاصة، ومصالحهم الخاصة، ويسعون بكل اندفاع، بالتواطؤ فيما بينهم حينا، والتنافس والمكر فيما بينهم احيان آخرى، لتحقيق مآربهم وأغراضهم الدنيئة.
وفي سبيل كل ذلك، ﻻ يهم ان يقتل اﻷطفال والنساء والشيوخ اﻷبرياء وتمزق جثثهم اشﻻء، وﻻ يابهون وﻻ يبالون بأحزان وآﻻم اﻷطفال اليتم، والنساء اﻷرامل واﻷمهات الثكالى، ﻻيبالون بالجرحى والمرضى والمصابين، وﻻ يهمهم ما أحدثوه من شرخ جسيم، في حياة الشعب وإنكسار مريع وتحطم لكل آمالهم، وسلبهم لمرتباتهم وسعادتهم وأمنهم، والهدوء والسكينة والاستقرار التي كانوا ينعمون بها.
كل الملوك والرؤساء والوزراء، وزعامات اﻷحزاب والجماعات، ودويﻻت خليجية ودول إقليمية وغربية، لهم مصالح واطماع بشعة ودنيئة في اليمن، يسعون لها بهوس شديد ولهث محموم، الكل يسعى لمآربه وﻻ يبالي بالشعوب، التي يريقون دماء اﻷبرياء ليل ونهار، وتجتاح اﻷحزان واﻵﻻم والبؤس والشقاء والجوع والفاقة والعوزحياتهم.
وإن ما يحدث في كل أرجاء اليمن، ﻷمر يدعو الى الذهول، وإلى الوجوم، وأمر يشغل الفكر حقا، إستغراب حقيقي !!! كيف يحدث كل هذا ؟ وطوال اعوام ؟؟ ولماذا !!!! ؟؟؟ كيف اجتاح الباطل في نفوس هؤﻻء وسحق الحق بداخلهم !!!! ؟؟ وكيف طغى الظلم على العدل فطمسه !!!! ؟؟ وكيف اشتدت القسوة فماتت الرحمة في قلوبهم !!!! ؟؟ لماذاكل هذا القتل والقتلى !!!! ؟؟ ولماذا كل هذا الخراب والدمار والبؤس والخوف والرعب.
منذ خمسة اعوام وشعب اليمن يقتل أطفاله ونسائه، وتمتهن كرامته وينكل به، ويسحق تحت سمع وبصر العالم، من قبل دول عدوانية إجرامية هدفها اﻷساسي سلب خيرات وثروات الشعب اليمني، باطﻻ في باطل وحرام في حرام، وﻻ يلوح في اﻷفق ما ينقذ الشعب اليمني من مأساته وﻻ ما يبشر بانفراج له ..!!!! ﻻ لشيء وانما ﻷن هناك امور كثيرة وترتيبات خطيرة ولعبة حقيرة لم تكتمل بعد منكبة قوى الشر واﻹجرام على انجازها ضد اليمن أرض وإنسان.
كل أولئك الذين ارتكبوا هذه الجرائم البشعة المنكرة الجسيمة في حق الشعب، في حق اولئك البشر اﻷبرياء، متدثرين متنكرين بثوب التقوى والورع، ومنهم بثوب الوطنية، ومنهم بثوب الثورية، ومنهم بثوب الدين، ومنهم من يدعي التضحية من اجل الشعب، ومنهم من يدعي تخليص اليمن الجارة الشقيقة، من براثن الظلم والضيم والتعلل بإعادة الشرعية.
ومعها الدول الصديقة المتدثرة بثياب الديمقراطية والعدالة واﻹنسانية لشعوبها والظلم والعنف واﻹبادة للشعوب اﻷخرى، والمحركة لما يدور وفق ما تمليه اطماعها واحقادها.
كل هؤﻻء يقينا وﻻشك، يعلم بهم الله، ويعلم كل الشرور الكامنة في نفوسهم، ويرى سبحانه وتعالى افعالهم، وبالتأكيد سينزل عليهم غضبه، وينتقم منهم اشد إنتقام، ويرينا فيهم عذاب وخزي وذل وكرب ومحن ومهانة، في الدنيا واﻵخرة، وسينجي الله الشعب اليمن، من بطشهم وطمعهم ومكرهم ودسائسهم وطغيانهم، فهو المنجي وهو الحافظ وهو الرحمن الرحيم، والله من وراء القصد...!!! |