كتب الدكتور/ ميرفت ميشال استاذ العلوم السياسة - كتب الدكتور/ ميرفت ميشال استاذ العلوم السياسة مقالا جاء فيه:
اليمن والعقد القادم
بطبيعة الحال كثر اللغط حول واقع اليمن الشقيق، ومن خلال قراءة التاريخ يمكن للدارس والمتابع استشراف المستقبل خلال العقدين القادمين.
1) البعد التاريخي
لليمن ميزة تاريخية ، فلها موروث تاريخي ، بحقب متفاوتة، بإعتبارهم أصل العرب، وكما يطلق عليهم مدد النصرة في عهد الخلافات الإسلامية.
2) البعد المناخي
لا توجد دولة في العالم تحمل أكبر تنوع مناخي كمثل اليمن.
فعلى سبيل المثال دول الخليج حارة، واوروبا مناخ بارد ،وكذلك روسيا صقيع جاف أو رطب، بينما في اليمن فيها الجو الحار مثل مدينة عدن والحديدة وحضرموت، جو بارد مثل محافظات شمال الشمال وصنعاء ، وجو معتدل مثل تعز وإب.
فهذا التنوع المناخي يمكن للبلاد من استثماره في السياحة الطبيعية على مدار العام .
ad
3) البعد التضاريسي
كذلك التنوع التضاريسي في اليمن له دلالات عسكرية وزراعية وثروات حيوانية وسمكية، فلم تتوفر في دولة واحدة أن يجتمع فيها السهل والوديان والقيعان والبحار والخليج والجزير والجبال مثل اليمن.
4) البعد الثقافي
وهنا يتمايز المواطن اليمني الأصل عن شعوب العالم بعفوية تامه.
فمن حيث تأثير العادات والزي اليمني وتصديرها للخارج فمثلا دول شرق آسيا نجد زيهم القميص والرداء والتي تعرف بـ الفوطة والشميز تم أخذها من التاجر اليمني الذي أثر بدينه وهيئته هناك دون قصد أو تكلف.
وأما بالنسبة للتأثير اللغوي ، دعوني ألقي بكم لمحة عن فرنسا، حيث كانت تسعى جاهدةً لفرض اللغة الفرنسية في كل قطر استعمرته ، على غرار اليمن الذي تنسب له عروبة الجزيرة العربية فأطلق عليهم بالعرب العاربة ، بل وصل الأمر بهم عبر هجرتهم أذابو بطبعهم المتعايش لغة أهل مصر " الأقباط" وبلاد شمال افريقيا البربر " بلاد المغرب العربي عبر تواجدهم في الأكبر بجيوش الفتح الإسلامي، وكذلك بدول الجوار لليمن في القارة السمراء مثل السودان والصومال وجبوتي، فكل هذه الدول لم تكن تنطق بالعربية وسميت بالعرب المستعربة لولا التأثير لهوية الشخص اليمني. لذلك نجد قبل ٨ سنوات تحطم الطائرة اليمنية المتجهه صوب جزر القمر.
ad
دعوني افصح لكم ما وراء الستار ، لم يكن الحادث عفويا بالمرة.
فبعد أن قامت فرنسا بمحو اللغة العربية بجزر القمر أبان الإحتلال ، وجدت عودة اللغة العربية إلى لسان أهل الجزيرة، ويرجع السبب بحسب الدراسة إلى الدين الإسلامي المتمثل بالقرآن بلغة العرب، وإلى هجرات اليمنيين المتتالية والمتزايدة بكثره، ويعد السبب الثاني هو الرئيسي بحسب أن كثير من الدول الإسلامية ليست عربية، فكانت همزة الوصل بين البلدين الطيران الجوي، فقد كانت الطارة اليمنية تنقل اليمنيين الى الجزيرة عادوا أحياء اللغة العربية وبدأ توارري اللغة الفرنسية، والتي عقب تحطم الطائرة قامت فرنسا بتعويض المتضررين والحكومة اليمنية بطائرة أخرى مقابل تضليل الرأي بتهم متبادلة من خلل الصيانة واوا من الشركة المصنعة ليكون مبرراً لحرف مسار الحقيقة للشعب اليمني
5) بعد الثروات
أهم عامل للثروة هو ذلك المواطن اليمني الفلاح والصانع والحرفي والمتعلم...
فهناك طليعة لليمنيين متعلمة وقادرة على إدارة البلاد . بعكس ماهو حاصل في دول الجوار التي قامت حضارتها اليوم على البنيان لا على الإنسان، كما هو حاصل في دبي. التي أصبح المواطنين الإمارتيين في دبي يمثلون الأقليات من تعداد السكان بفعل الأجانب، فنشئت المدارس وبفعل التمثيل الأجنبي أصبحت اليوم معظم مدارسها تدرس باللغة الإنجليزية.
ad
فباتت اليوم مهدده لتغيير هوية الجيل الممسوخ فكريا، وكذلك ايدلوجياً.
لذلك لم تكن اليمن تدير الحفاظ على المورورث إلا عفوياً.
أضف إلى ذلك من ثروات نفطية، فاليمن ينام على أكبر مخزون نفطي ومعادن.
فاليمن بلد بكر، وبواقع تفكك دول الجوار بسبب نضوب النفط فسيكون الحظ ملائم للسوق اليمنية من النهوض، والتي لن تتجاوز العقد القادم .
أضف إلى ذلك أن اليمن ضمن دول التحول المناخي القائم على خط الإستواء، فهذا يعني أنها ستكون أمطار على مدار العام، بما سيعزز من رفع مستوى الثروة المائية، والزراعية ، والحيوانية.
أضف إلى الثروات السمكية الأجود عالمياً، والصناعية، من خلال استخراج الذهب والحديد المتشبعه في جبالها.
أيضا إلى ماذكر، فلو تأملتم موقع اليمن في الخارطة ، فهي تهيمن على مضيق باب المندب، ويحدها بحرين الأحمر وبحر العرب ، محيط الهاندي والتي تطل عليه جزيرة سقطرى، اسطورة العجائب والغرائب.
الحديث عن اليمن يطول، ولكن قد يخطر ببال أحدنا أن يسأل، كيف لبلد مثل اليمن يقوم من غيبوبته في واقع مرير، ملئ بالحروب والتشظي، وهيمنة الخارج فبات منزوع السيادة.
ad
سأجيب بطريقة تمعنية، هناك أكثر من دراسة تقول ان اليمن سيقود المنطقة خلال العقدين القادمين.
فالرهان يجب أن يقرأ كيف سيؤول المجتمع الإقليمي والدولي..
فهل يمكن أن يبقي على قوته خلال العقدين القادمين ليوقف عملية التنمية في اليمن؟. بالطبع لا.
وذلك بسبب تفكك دول الجوار مما يجعلها تخطب ود اليمنيين، ومن خلال ظواهر الإحتباس الحراري الذي يغرق الغرب مخزونهم النفطي بفعل الفياضانات والزلازل وعلى رأسها أمريكا.
إذا اليمن يقرب ليعيد مجده، ويرسم مستقبلاً ليليق به، فسيكون هذا البلد يحظى بخطب مصالحه لا أطماعهم، ويرجع ذلك بسبب الأبعاد التي ذكرناها آنفاً.
عاش اليمن السعيد ، آمنا مستقراً. |