صنعاءنيوز / جمال البحري - تحت شعار (جعل الصحة النفسية والرفاهية للجميع أولوية عالمية) أقام مركز الارشاد والرعاية النفسية بجامعة ذمار، امس، ندوة علمية بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية في إطار نشر الوعي الصحي النفسي.
وفي الندوة أكد رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور محمد الحيفي، في كلمة له تحت عنوان (الهندسة النفسية)، أن الإنسان يكتسب من محيطه الأسري المعتقدات، والقيم ، والمعايير، وتلك المدخلات هي التي تكون تصوره عن العالم بغض النظر عما يحدث في العالم الخارجي، وإن العالم سيتغير بالنسبة له إذا تغير ما في ذهنه.
وأضاف: أن بلدان العالم الصناعي تهتم بمراكز، ومؤسسات الهندسة النفسية بهدف تصميم السلوك، والتفكير، والشعور، وكذا تصميم الأهداف، للفرد أو الأسرة أو المؤسسة، وتصميم الطريق الموصل إلى هذه الأهداف بغية تغيير المشاعر الذهنية.
وذكر أنه في مجال التربية والتعليم تقدم الهندسة النفسية جملة من الطرق والأساليب لزيادة سرعة التعليم والتذكير، وإتقان تهجي الكلمات للأطفال، وتشويق الطلاب للدراسة والمذاكرة، ورفع مستوى الأداء للمدرسين، وزيادة فعالية وسائل الإيضاح، وتنمية القدرة على الابتكار، وشحذ القدرة على التفكير وتحسين السلوك، وترك العادات الضارة، وكسب العادات الحميدة، والصحة النفسية والجسدية تستخدم طرق الهندسة النفسية.
وأشار رئيس الجامعة إلى أنه في مجال التجارة والأعمال، أخذت الشركات العالمية الكبيرة تعتمد الهندسة النفسية، فيما يتعلق بالمهارات اللطيفة المتعلقة بالأداء الإنساني في التعامل مع الآخرين وتحديد الأهداف، والتخطيط الإستراتيجي، وغيرها من مهام الهندسة النفسية التي تمدنا بأدوات ومهارات التعرف على شخصية الإنسان ، وطريقة تفكيره وغير ذلك من العوامل.
وختم الدكتور الحيفي بقوله: أن الهندسة النفسية علم يستند على التجربة والاختيار، ويقود إلى نتائج محسوسة ملموسة، وتنظر إلى قضية النجاح والتفوق على أنها عملية يمكن صناعتها، وليست وليدة الحظ أو الصدفة، ذلك أن احدى قواعد الهندسة النفسية تقول: أنه ليس هناك حظ بل هو نتيجة، وليست هناك صدفة بل هناك أسباب ومسببات مع وجود التوفيقات الإلهية في حالة إبعاد النفس عن الرذائل، وإدخالها في ميدان خدمة المجتمع.
وفي الندوة أمد رئيس مركز الرعاية والإرشاد النفسي الأستاذ الدكتور عبد الكريم زبيبه، أن الاستاذ الدكتور محمد الحيفي أول رئيس لجامعة ذمار يشمل مركز الارشاد والرعاية النفسية بالجامعة بهذا القدر من الاهتمام والرعاية والحفاوة، موضحاً: أن الصحة العامة لا تكتمل إلا بالصحة النفسية، حيث أن الإنسان الصحيح نفسياً هو الانسان المنتج المبدع المفيد لمجتمعة، و أن مفهوم الصحة النفسية، وتعريف الإنسان الصحيح نفسياً هو الإنسان المنتج في بيئته وأسرته ومجتمعه، حسب تعريف منظمة الصحة العالمية، حيث أن الصحة النفسية موجهة للجميع، فالمتعافين أيضاً محتاجين للرعاية النفسية لإخراج ما لديهم من طاقات كابحة ليعطي كل فرد من المجتمع أقصى ما لديه من إبداع خلاق يستفيد منه المجتمع، حيث أن الإنسان المكتئب أو المحبط لسبب مؤقت قد ينجز ما عليه من مهام، ولكن لن يكون ذلك الإنجاز خلاقاً، وسيخلو من روح الإبداع، وقد لا يستطيع إنجاز مهامه كما سبق له ذلك في الأحوال العادية.
وأضاف: نسعى لاستخراج السعادة من الجميع؛ لأنها كفيلة بخلق الإبداع، كما يسعى مركز الإرشاد والرعاية النفسية الذي أُسس في العام 2009م، وما زال يناضل حتى اليوم بجهد كادره، وخريجي علم النفس بالجامعة الذين يعملون في المركز من سنوات طوعاً وبدون أي مقابل.
ولفت إلى أن المركز يحمل على عاتقه القيام بأهم وظائف الجامعة، وهي خدمة المجتمع في الجانب النفسي، وبشكل مجاني على مستوى مدينة ذمار، والمحافظة، والمحافظات المجاورة، وبالأخص يستفيد منه طلبة الجامعة، وكلياتها، ومن ذلك فقد حصلت كلية الطب البشري عن زيارة فريق الاعتماد الأكاديمي للجامعة على نقطة، وقوة كانت هامة، ومؤثرة، وهي أن لدى الجامعة مركز إرشاد ورعاية نفسيه يقدم خدماته لمنتسبي الجامعة، وبشكل مجاني.
وختم الدكتور زبيبه: أن المركز يتتبع احتياجات المجتمع حسب الاختصاص، وقد لوحظ مؤخراً ازدياد عدد الحالات المصابة باضطراب التوحد في أوساط الأطفال، فسارع المركز بجهود الدكتور المتخصص عبده الحميري لافتتاح قسم خاص بمكافحة الاضطراب التوحدي لدى الأطفال، وأيضا مجاناً، كذلك لم نتوقف عند هذا الحد؛ بل نقوم بعمل دورات تدريبة مجانية لخريجي جامعة ذمار المختصين، وكذلك الأطباء المتخصصين في بعض المراكز المتخصصة بالطب النفسي بالعاصمة، لزيادة مهارتهم، وتعريضهم للتجارب الميدانية لرعاية أفراد المجتمع ورعايتهم، وهذه إضافة عملية ميدانية مهمة ترفع مهاراتهم الأكاديمية التي اكتسبوها على مقاعد الدراسة الجامعية.
كما تم تقديم عدد من ورقات العمل في الندوة التي ساهمت في إثراءها بافكار مهمة حول موضوع الصحة النفسية. قدم أ.د. عبده الحميري ورقة عمل حول اضطراب طيف التوحد، و قام د. فؤاد زايد بتقديم ورقة عمل حول اختصاصات العمل النفسي، و تحدثت د. انتصار کرمان حول أهمية الصحة النفسية والعمل التطوعي، و قدم أحمد مثنى ورقة عمل حول الصحة النفسية كحق للجميع. تلك الورقات ساهمت في إثراء الندوة وتزويد الحاضرين بمعلومات قيمة وفرصة للتواصل وتبادل الأفكار والخبرات في مجال الصحة النفسية.
بدوره أكد ممثل مستشفى السعادة للصحة النفسية بذمار محمود مجلي، انعكاس آثار الحرب العدوانية على الوضع النفسي للمواطن، وكذا ما نتج عن انقطاع الرواتب، وغلاء للمعيشة لأكثر من ثمان سنوات، تسببت في زيادة الضغوط النفسية، والاضطرابات بدرجات مخيفة، ومازالت في استمرار، و ارتفاع، حيث أنه من واقع دراسة حديثه يعاني ٦٠% من الأشخاص من ضغوط نفسية، وعدد ٢٠% من الاكتئاب، وخلال العام 2022م بلغ عدد الحالات التي قيدت في المرافق الصحية بذمار ( ١٢٥٠٠) حالة، إضافة إلى أعداد أخرى تم إحالتها لأمانة العاصمة ومحافظات أخرى.
وختم بقوله: أنه يتطلع لمزيد من التعاون مستقبلاً مع مركز الارشاد والرعاية النفسية بجامعة ذمار، وكل الجهات العاملة في مجال الصحة بالمحافظة.
حضر الندوة: أ.د آمال المجاهد عميد كلية العلوم الإدارية، ود. محمد حطرم أمين عام الجامعة، ومديرا عموم مكتب الزكاة بالمحافظة إبراهيم المتوكل، و الأحوال المدنية عبدالكريم البخيتي، وعدد من الأكاديميين، والخبراء، والمختصين في مجال الصحة النفسية، وعدد من مدراء العموم، وأمناء عموم الكليات بالجامعة.
https://www.tu.edu.ye/index.php/site/views/counsel/3450/2349 |