صنعاءنيوز / بقلم مجدى حسين -
مجرموا اسرائيل وأمريكا لا يأبهون البتة بحكام وشعوب البلاد العربية ، ولا يتأثرون بالمظاهرات المليونية فى كثير من العواصم العربية .و رغم أنها مهمة من زاوية التعبئة للقضية ، والضغط لتحسين مواقف الحكام ، ولكنها لن توقف المذبحة . وقد جربنا ذلك فى معارك عديدة سابقة .. كالمظاهرات الكبرى ضد غزو العراق فى مصر ومختلف دول العالم ، فهى لم توقف تدمير وتقسيم العراق واحتلاله ، ولكن الأمريكيين خرجوا صاغرين بقوة السلاح والمقاومة ، كما خرج الاسرائيليون بقوة السلاح من لبنان عام 2000 ومن غزة عام 2005 وكما خرج الأمريكيون من أفغانستان ومن الصومال . بل تم طرد القوات الأمريكية من لبنان عام 1983 عقب مقتل 241 من المارينز فى تفجير كبير .
الآن لايزال الاسرائيليون مترددين فى الاجتياح البرى بل يتجهون إلى إلغائه مع الاستمرار فى عملية الغزو الجوى بهدف تسوية غزة بالأرض بحيث لا يبقى فيها حجر على حجر ، ومع استمرار الإغلاق يصبح من المحتم على البشر أن ينزحوا فهم بلا مأوى أو طعام أو شراب أو كهرباء أو دواء أو علاج مع استمرار استهداف المستشفيات . ثم تقوم بعض القوات البرية بعمليات نوعية محدودة بحثا عن بعض أكمنة المقاومة تحت الأرض . والحقيقة لقد أبيدت مؤخرا قوة اسرائيلية من 3 دبابات وعدد من القوات الخاصة حاولت التسلل إلى غزة. ولكن تعتمد الخطة المقبلة أساسا على نظرية فصل السمك عن الماء . فنظرية المقاومة الشعبية تعتمد على الحاضنة الشعبية بحيث يكون المقاتلون كالسمك فى الماء ، والجماهير هى الماء فإذا تم تجفيف الماء يموت السمك تلقائيا . وهذه عملية تستغرق وقتا طويلا ولذلك تحدث بعض العسكريين عن حرب تستمر لشهور ، وهذا أمر غير واقعى بالنسبة للكيان ، ولكن هكذا يفكرون . وهذا سيؤدى إلى التوسع فى نطاق المذبحة لتسريع عملية تجفيف المياه . وبالفعل خلال آخر يومين قتلوا أكثر من 1500 مدنى فلسطينى . إن غزة تتحول ببساطة وبمعدلات متسارعة إلى هيروشيما ونجازاكى فى اليابان اللتين ضربتا بقنبلتين نوويتن أمريكيتين ، وقد قال الخبراء بالفعل أن غزة ضربت حتى الآن بربع قنبلة نووية. وأنها قصفت خلال أسبوع بنفس القوة التدميرية التى استخدمتها أمريكا فى أفغانستان خلال عام واحد .
بهذا المعنى نحن فى سباق مع الزمن ، ليس لأسباب إنسانية فحسب وهذا واجب فى حد ذاته ، ولكن بحسابات الأمن القومى المصرى والعربى وبحسابات استراتيجية التحرير . فغزة تمثل 2 % من مساحة فلسطين ولكنها الجزء المحرر والأكثر فاعلية فى التسليح والمقاومة ، والسماح بضرب غزة ، أقصد محوها من الخريطة وقد محيت بالفعل 30 % من الوحدات السكنية ومعظم أبنية المؤسسات وما فيها ، السماح بمحوها يعنى توجيه ضربة قاصمة للقضية الفلسطينية والمقاومة التى ضربت أمامنا أروع الأمثلة فى التضحية والفداء والكفاءة .
حتى فتح معبر رفح إن حدث وهو يؤجل كل يوم ، حتى إن حدث وضرورى أن يحدث ، فلن يكفى وحده لوقف الخطة الشريرة الجهنمية لاسرائيل ، وهى عملية الإبادة بالنيران والقصف مع استمرار وقف الكهرباء والمياه وهى أمور لا يستطيع المعبر أن يوفرها . لهذا أقول إن إطلاق النار بهذه الصورة المجنونة على المدنيين ، وهى مخططة وأصبحت تتم بصورة مربعات لإزالة حى تلو آخر ، وهو نفس ما قامت به الطائرات الأمريكية مع المدن الألمانية فى الحرب العالمية الثانية ، إن وقف إطلاق النار الذى يجرى بهذه الصورة المجنونة على المدنيين لا فى قتال مع قوات مسلحة ، ضرورة حياة لغزة كشعب وكمقاومة وكقضية فلسطينية وككرامة مصرية و عربية . ولذلك قلت إن القتال سيصبح ضروريا بعد أيام قليلة للتصدى لهذه الجريمة الكبرى .
لقد حان الوقت حتى لا نترك شرف القتال والجهاد فى يد محور المقاومة وحده ونحن نرى حزب الله يضرب الكيان من جنوب لبنان بعمق 5 كيلومتر وعلى طول الحدود 80 كيلومتر ، مع انتقاء أهدافه بدقة ، ليضرب قواعد عسكرية ودبابات فأصاب عشرات الجنود والدبابات فى الكيان المحتل وأدت عملياته لتهجير حزام يتسع باستمرار من الشمال إلى الجنوب وهو أمر أدى مع صواريخ غزة وعملياتها فى الجنوب إلى شلل شبه كامل فى الحياة الاسرائيلية . كذلك تواصل المقاومة العراقية ضرب القواعد الأمريكية فى سوريا والعراق وقطع إمدادات الغاز عن إحدى قواعد أمريكا بسوريا . وقام أنصار الله فى اليمن بأستهداف مدمرة أمريكية فى البحر الأحمر وهذه ليست سوى البداية .
لماذا تستبعد مصر والأردن وسوريا ولبنان أن يجتمع قادة جيوشها لتوجيه تحذير للكيان الصهيونى ؟ لماذا لا تتشجع الحكومات عندما ترى ألف مقاتل فلسطينى يركعون 15 ألف من قوات النخبة الاسرائيلية ، ويهاجمونهم فى عقر مواقعهم فيستسلمون أو يهربون . لتتحقق معجزة الآية القرآنية : ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (23) المائدة
وهذه الآية كانت موجهة لبنى اسرائيل الذين خافوا من القوم الجبارين فى فلسطين ، ولكن اليوم انعكست الآية فالفلسطينيون هم المؤمنون .
أعلم أن الأنظمة قد نسيت الحرب واعتبرتها من الأمور التى عافى عليها الزمن ، أو موضة قديمة . ولكن ليست هذه هى سنة الله فى خلقه ، حتى قال لنا : كتب عليك القتال وهو كره لكم .
ولكن ماذا تفعلوا إن وجدتم مجموعة من اللصوص تقتل فى أبناء قريتكم أو جيرانكم بل وتقتل منكم عند الضرورة . وإذا لم تكن الجيوش ضرورة فلماذا أنفقتم عليها عشرات المليارات ؟ يمكن أن نعلن أننا دول كالفاتيكان لا جيش عندها . أبدأوا على الأقل بوقف كل أشكال التطبيع وقطع العلاقات الدبلوماسية ، وإلغاء كامب ديفيد ووادى عربة . وإلغاء الاتفاقيات الابراهيمية اللعينة . أقطعوا البترول عن أمريكا وانجلترا كما فعل اللملك فيصل رحمة الله عليه .
وأذكر القيادات السياسية والعسكرية بأن دستور 2019 المعدل ينص على أن مصر جزء من الأمة العربية يعمل على تكاملها ووحدتها .وأن مصر جزء من العالم الاسلامى . الباب الأول المادة الأولى .
تكلم السيف فاسكت أيها القلم !
|