صنعاءنيوز / نظام مير محمدي -
نظام مير محمدي
كاتب حقوقي وخبير في الشأن الإيراني
أكدت الرئيسة المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية السيدة مريم رجوي أن سياسة نشر الحروب التي يمارسها النظام الإيراني في المنطقة أخطر بمئة مرة من برنامجه النووي، داعية حكومات العالم إلى إدراج قوات الحرس التابعة للملالي على قائمة المنظمات الإرهابية بسبب الممارسات الإجرامية لهذه القوات في قمع الشعب الإيراني وتصدير الإرهاب الى دول المنطقة.
وقالت في كلمةٍ ألقتها خلال مؤتمر عُقد في مجلس اللوردات بحضور أعضاء في مجلسي العموم واللوردات البريطانيين وخبراء في شؤون الشرق الأوسط والإرهاب وممثلين عن الجاليات الإيرانية لمناقشة الدور التخريبي لنظام الملالي في المنطقة ومستقبل الاحتجاجات الشعبية في إيران:
"إنني أقدر جهودكم في دعم مقاومة الشعب الإيراني من أجل الحرية والديمقراطية، إن نظام الملالي في مرحلة السقوط، ويتميز الوضع الحالي في إيران بأربعة اتجاهات مهمة: التعبئة القمعية للنظام لمنع الانتفاضة المقبلة، غضب متراکم للمجتمع، توسع وحدات المقاومة لمجاهدي خلق في عشرات المدن، وإثارة الحروب الخارجية من قبل قوات حرس النظام".
وذكرت رجوي أنه: "منذ بداية عام 2023، تم إعدام ما لا يقل عن 600 شخص في إيران، ويقبع آلاف السجناء بانتظار الإعدام، وتعاني النساء من أبشع أشكال التمييز، وفي مثل هذه الأيام من العام الماضي، اندلعت انتفاضة كبيرة في أكثر من 280 مدينة في إيران، وقتلت قوات الأمن التابعة للنظام ما لا يقل عن 750 شخصاً وأصابت العديد من الآخرين واعتقلت 30 ألف شخص، وبحسب النظام، أصيب خلال هذه الانتفاضة 5000 من عناصر الحرس، كما قُتل نحو 200 من عناصر الحرس، وهكذا أدرك النظام أنه في مرحلة السقوط".
وبينت أنه: "في العام الماضي، نفذت وحدات المقاومة أكثر من 3000 عملية لخرق أجواء الكبت والقمع، ونظمت قطاعات مختلفة من المجتمع آلاف الإضرابات والاحتجاجات، ومؤخراً، استهدفت القوات الأمنية، الجمعة الماضية، المواطنين والأطفال في زاهدان بالرصاص والغاز المسيل للدموع، واعتقلت مئات الأشخاص. لقد أدخلت هذه الأحداث النظام في مزيد من حالة الرعب لما سيحدث في الانتفاضة التالية".
وتابعت بالقول: "لقد أشعل خامنئي وحرسه حرباً رهيبة في الشرق الأوسط لتجنب الإطاحة بهم، لولا هذا النظام لما اندلعت الحرب الحالية، لقد كان نظام الملالي أهم عقبة أمام السلام في الشرق الأوسط خلال العقود الثلاثة الماضية، وطالب خميني، مؤسس هذه الدكتاتورية الدينية، في وصيته بإسقاط الحكومات في المنطقة وتشكيل «دولة إسلامية»".
وأشارت الى: "أن الجذر الرئيسي لحروب الأربعين سنة الماضية في المنطقة، وخاصة الحرب الحالية، هو نظام الملالي، وكان هذا النظام في حالة حرب مع العراق لمدة ثماني سنوات، بينما كان تفادي الحرب أمر ممكن، ويقود الحرس حرباً إجرامية ضد الشعب السوري منذ عام 2011، ويعد النظام الاستبدادي الديني أحد الأطراف الرئيسية في الحرب في اليمن منذ عام 2015، ويواصل التدخل في العراق من خلال الإرهابيين بالوكالة، ويحكم لبنان لسنوات من خلال مجموعة ميليشياوية، لقد قال خامنئي إنه إذا لم يقاتل في غزة ولبنان وسوريا والعراق واليمن، فعليه أن يقاتل المواطنين في طهران والمدن الأخرى في إيران، إني أكدتُ مراراً وتكراراً منذ عقدين من الزمن أن سياسة نشر الحروب التي يمارسها هذا النظام في دول المنطقة أخطر بمئة مرة من برنامجه النووي، إن نظام الملالي يقدم نفسه كمدافع عن الشعب الفلسطيني، بينما هو عدوهم".
وأضافت رجوي: "لقد عوّل خامنئي على تقاعس أوروبا والولايات المتحدة في إثارة الحرب في المنطقة ومواصلة عمليات الإعدام داخل إيران، وفي خطابه يوم 17 تشرين الأول/ أكتوبر، برر خامنئي قتل المدنيين، ووزير خارجيته يهدد مراراً وتكراراً بأن يديه على الزناد، في هذه الحالة، الحل الصحيح مهم للغاية، ولم يدفع النظام أي ثمن طوال أربعة عقود من تصدير الإرهاب وترويج الحروب والتعدي على دول المنطقة "، مؤكدةً أنه أنه: "مِن أجل السلام والحرية، ينبغي استهداف رأس الأفعى في طهران".
وأوضحت أنه: "في الأيام الأخيرة، حذروا النظام من المشاركة في هذا الصراع، هذه التحذيرات غير فعالة، ويجب محاسبة النظام على إشعال الحرب، ولإطفاء الحريق، يجب على العالم أن يقف ضد من أشعل النار أي النظام الإيراني، وإلا فإن هذا النظام سيشعل الحرب من جديد في مكان آخر وبطريقة أخرى، إن أي قتل للأبرياء والمدنيين يغذي الفاشية الدينية في إيران ويمنح النظام درعا وغطاء لاحتواء الانتفاضة وتجنب الإطاحة به".
وبشأن إدراج قوات الحرس في قائمة الإرهاب، ذكرت رجوي أنه: "لسوء الحظ، تجاهلت الحكومات الغربية تحذيرات المقاومة الإيرانية وما كشفته من طبيعة هذا النظام بشأن إثارة الحرب، وخاصة دور الحرس وقوة القدس الإرهابية ووكلائهما لمدة ثلاثة عقود، لقد أكدنا طوال عقدين من الزمن على ضرورة إدراج حرس النظام الإيراني في قائمة الإرهاب، لقد فتح التأخير في هذا التصنيف الطريق أمام الحرس لزيادة نفوذه واستخدام المرافق الأوروبية لتطوير المشاريع النووية، وتصدير الإرهاب والترويج للحروب، والوصول إلى معدات القمع، لذلك حان الوقت لأن يطلب برلمان إنجلترا من الحكومة البريطانية إدراج الحرس على قائمة الإرهاب في أسرع وقت ممكن، والاعتراف بنضال الشعب الإيراني من أجل إسقاط النظام وكذلك النضال المشروع للشباب الإيراني ضد الحرس، مع الشكر لأعضاء المجلسين على دفاعهم عن الديمقراطية وحقوق الإنسان في إيران".
من جهتهم، طلب البرلمانيون البريطانيون المتحدثون من حكومتهم تصنيف حرس النظام الإيراني كمنظمة إرهابية، لأنه المسؤول عن القمع الداخلي والوكيل لتصدير إرهاب الدولة الذي يمارسه النظام إلى الشرق الأوسط وأجزاء أخرى من العالم.
|