shopify site analytics
كيف نحمي الأطفال من الإصابة بالسكري مستقبلا - فصائل عراقية مستعدة للقتال إلى جانب "حزب الله" "ضد أي عدوان" - تقرير إسرائيلي يرصد عديد القوات والترسانة الصاروخية لـ"حزب الله" - روسيا تؤكد تورط واشنطن وتتوعد بالرد - بكين تدعو واشنطن إلى وقف استخدام القضايا الاقتصادية سلاحا - توقعات بارتفاع درجة الحرارة في اليمن - عدد كبير لحالات الوفاة بين حجاج بيت الله - ربط المسؤولية بالمحاسبة متى؟ - ماذا وراء الوساطة العُمانية الجديدة بين الملالي وفرنسا - القدوة يكتب: الحرب الخفية في الضفة ومجازر الإبادة الجماعية -
ابحث عن:



الجمعة, 01-يوليو-2011
صنعاء نيوز - يتبـوأ المـفكر العربي الاسلامي العالمي عبد الرحمن ابن خلدون1 مكانة فكرية متميزة في تاريخ الفكرالبشـري، وهذه الدراسة تبين موسوعية ابن خلدون، كمـا توضح  قدرة ابن خلدون على الربط بين مجالات صنعاء نيوز/كتب الدكتور/ابوبكر محسن الحامد * -

يتبـوأ المـفكر العربي الاسلامي العالمي عبد الرحمن ابن خلدون1 مكانة فكرية متميزة في تاريخ الفكرالبشـري، وهذه الدراسة تبين موسوعية ابن خلدون، كمـا توضح قدرة ابن خلدون على الربط بين مجالات المعرفة والعلوم. والمقصود بالموسوعية في هذا البحث الاحاطة بأشياء مختلفة والقدرة على الربط بينهـا. ولانـجد كلمة "موسوعية" عادة في القواميس او المعاجم العربية، واذا وجدت فانها توجد بمعنى موسوعة. يشير مجدي وهبة وكامل المهندس في معجم المصطلحات العربية في اللغة و الادب الى كلمة موسوعة، او دائرة المعارف، اوالمعلمة، وانها تعني انـسيكلوبيديا encyclopedia اي: "مؤلف يتضمن بيانا عن كل فروع المعرفة، . . . "، وانها تعني ايضا: "مؤلف يتضمن كل ماوصلت اليه المعرفة عند نشره في فن او علم معين، وترتب مواده عادة ترتيبا هجائيا او غير ذلك."
حين يكتب معاصر ابن خلدون الوزير الطبيب لسان الدين ابن الخطيب2 في كتابه الاحاطة في اخبار غرناطة عن ابن خلدون يشير الى ابرز صفات ابن خلدون وهي الموسوعية فهو يرى ان ابن خلدون عالم" جم الفضائل، باهر الخصل، . . . متقدم في عدة فنون عقلية ونقلية، متعدد المزايا . . . ." (عنان، 46). وفي العصر الحديث تشارك لسان الدين الخطيب مجموعة متميزة من المفكرين رايه في موسوعية ابن خلدون و"تعدد مزاياه". وفي عصرنا الراهن كتب علي عبد الواحد وافي في كتابه عبقريات ابن خلدون : ". . . كان متمكنا من بحوث المنطق الصوري، ومنطق المادة, وكان واسع الاطلاع في بحوث الفلسفة او الميتافيزيقا وان لم يكن متمكنا منها كل التمكن، وذلك انه كان يرى مخالفتهما للشريعة الاسلامية وضررها على العقــــــــيدة" (183). 7 ويشيرادوارد سعيد الى اعتماد كوسيين دي برسيفال (Caussin de Perceval ) في كتابه مقالات في تاريخ العرب (بأجزائه الثلاثه 1847-1848) على اعمال ابن خلدون8 وقد وصف عدد من المفكرين الغربيين9 اتساع فكر ابن خلدون.
والامثلة على موسوعية ابن خلدون كثيرة, فكتابه العبـر يركز على تاريخ الـدول و الامم، وطبائع الشعوب. نجد مثـلا في كـتابه هذا وصفا لمختلف الامم, والاديان, والمشارب والمذاهب كما يبين ذلك هو بنفسه:
أنشأت في التاريخ كتاباً رفعت به عن أحوال الناشئة من الأجيال حجاباً وفصلته في الأخبار والاعتبار باباً باباً وأبديت فيه لأولية الدول والعمران عللاً وأسباباً وبنيته على أخبار الأمم الذين عمروا المغرب في هذه الأعصار وملؤوا أكناف النواحي منه . . . وشرحت فيه من أحوال العمران والتمدن وما يعرض في الاجتماع الإنساني من العوارض الذاتية ما يمتعك بعلل الكوائن وأسبابها ويعرفك كيف دخل اهل الدول من أبوابها . . . ورتبتة على مقدمة وثلاثة كتب : المقدمة، في فضل علم التاريخ وتحقيق مذاهبه والإلماع بمغالط المؤرخين الكتاب الأول: في العمران . (موسوعة العلامة ابن خلدون، 1: 6- 7)
ونلاحظ الربط الشامل والموسوعي بين مظاهر الحضارة في كتاب العبـر" فنهاية المقدمة هي تغطية موسوعية عامة للعلوم والفنون" المعروفة آنذاك.بـل ان موسوعية هذا الكتاب (العبر) و (المقدمة) منه بالذات تـتـضـح اكثر اذا ما لاحظنـا في تغطية ابن خلدون فيهمـا لواقع العالم آنذاك وللسمات الاساسية للمجتمعات البارزة في عصره بالذات. نجده يتحدث عن الشعر عند العرب، وعن الدرجات الروحية عند اليهود والمسيحييـن وعن صفات البربر والترك و التتر. فهذا مثلا وصف لاهم مايميز العرب وهو ملكة الشعر والترنم فيقول: " وأما العرب فكان لهم أولاً فن الشعر يؤلفون فيه الكلام أجزاء متساوية على تناسب بينها في عدة حروفها المتحركة والساكنة ويفضلون الكلام في تلك الأجزاء تفصيلاً يكون كل جزء منها مستقلاً بالإداة لا ينعطف على الآخر يسمونه البيت فيلائم الطبع بالتجزئة أولاً ثم بتناسب الأجزاء في المقاطع والمبادىء ثم بتأدية المعنى المقصود وتطبيق الكلام عليها فلهجوا به فامتاز من بين كلامهم بحظ من الشرف ليس لغيره لأجل اختصاصه بهذا التناسب . . . وهذا التناسب الذي من أجل الأجزاء والمتحرك والساكن من الحروف قطرة من بحر من تناسب الأصوات كما هو معروف في كتب الموسيقى" (موسوعة العلامة ابن خلدون، 1: 409). يـلاحظ القارىء طريقة ابن خلدون في تفكيك الاجزاء المكّـوية للكل، اي للايقاع العام، لينتهي الى جمال تناسب الاصوات في الموسيقى. وفي هذا ربط غير مباشر بين الشعر والصوت او بالاحرى بين الشعر والموسيقى, ولا يخفى على اي باحث اهمية ذلك عند دراسة الشعر او بالاحرى دراسة موسيقى الشعر. وهذا وصف لاهم سمة تميز امة اخرى وهي امة اليهود، واما السمة التي تميزهم فـهي انشغالهم باقامة امور دينهم, وتعظيم المكانة الروحية للكوهن بينهم:
بقي بنو إسرائيل من بعد موسى ويوشع صلوات الله عليهما نحو أربعمائة سنة لا يعتنون بشيء من أمر الملك إنما همهم إقامة دينهم فقط. وكان القائم به بينهم يسمى الكوهن كأنه خليفة موسى صلوات الله عليه يقيم لهم أمر الصلاة والقربان ويشترطون فيه أن يكون من ذرية هارون صلوات الله عليه لأن موسى لم يعقب. ثم اختاروا لإقامة السياسة التي هي للبشر بالطبع سبعين شيخاً كانوا يتولون أحكامهم العامة. والكوهن أعظم منهم رتبة في الدين وأبعد عن شغب الأحكام (موسوعة العلامة ابن خلدون، 14: 409 ) .
وهذا وصف لطوائف من المسيحييــن، الملكية واليعقوبية والنسطورية، يركز فيه ابن خلدون على اهم درجات الروحية، كالاسقفية والبطريكية، في التركيب الديني للمسيحيــيـن:
وكان الأساقفة يدعون البطرك بالأب أيضاً تعظيماً له. فاشتبه الاسم في أعصار متطاولة يقال آخرها بطركية هرقل بالإسكندرية فأرادوا أن يميزوا البطرك عن الأسقف في التعظيم فدعوه البابا ومعناه أبو الأباء. وظهر هذا الأسم أول ظهوره بمصر على ما زعم جرجيس بن العميد في تاريخه، ثم نقلوه إلى صاحب الكرسي الأعظم عندهم وهو كرسي رومة لأنه كرسي بطرس الرسول كما قدمناه فلم يزل سمة عليه إلى الأن (موسوعة العلامة ابن خلدون، 14: 1216 ) .
ثم يـركز ابن خلدون على "تعدد" هذه الطوائف وقادتها الروحييـن، ويمزج كل ذلك مع انواع الخلافات التي تحدث بين هذه الطوائف و المراكز او الاماكن التي تتواجد فيها، من ذلك قوله:
ثم اختلفت النصارى في دينهم بعد ذلك وفيما يعتقدونه في المسيح وصاروا طوائف وفرقاً واستظهروا بملوك النصرانية كل على صاحبه فاختلف الحال في العصور في ظهور فرقة دون فرقة إلى أن استقرت لهم ثلاث طوائف هي فرقهم ولا يلتفون إلى غيرها وهم الملكية واليعقوبية والنسطورية، ثم اختصت كل فرقة
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)