صنعاءنيوز / - قضايانا ورؤيتنا؛ إضاءة بضياء أهل الرأي والفكر (الموقف الأردني الباسل من أجل فلسطين)
جميل أن تتناغم أفكارنا وتتناسق مع هويتنا وانتماءاتنا بدءا من الانتماء الإنساني إلى الانتماء الصادق لمفردات الهوية، والأجمل من ذلك أن نكون حروفاً تامةً كاملة معبرة في مكانها وموقعها اللائق بها على السطور، وعلى دراية بواقعنا صادقين مخلصين وفاعلين ناضجين ناهضين بحس مسؤول على مساطر الارتقاء بأوطاننا ومجتمعاتنا ومحيطنا وعالمنا الإنساني الرحب.
فلسطين المحتلة المغتصبة منذ أكثر من مئة عام هي قضية أحرار العالم اليوم إضافة إلى كونها قضية العرب والمسلمين، واليوم يتصاعد نزيف الدم الطاهر في فلسطين بشكل عام وفي غزة الصامدة بشكل خاص حيث يقطعون الماء والغذاء والدواء والوقود وكافة وسائل الحياة، وتُقتل النساء والأطفال، ويُقتل الرضع الخُدج في حضاناتهم، ويتم قتل المرضى داخل المستشفيات، ويتم أسر المدنيين والتنكيل بهم.. وباختصار تتعرض غزة للإبادة الجماعية.
لقد أجرينا أحاديث سابقة حول العديد من الأوضاع الراهنة عربية وإسلامية وشرق أوسطية؛ سياسية واقتصادية وفكرية مع قامة عربية مرموقة منتمية مسؤولة وصادقة من أهل الرأي والفكر والرؤى التحررية النائب والإنسان والعربي الأردني الأصيل الذي لم يقف أي بعد عائقاً بينه وبين إخلاصه وعطائه سواء تعلق ذلك بالمجتمع الأردني أو بعالمنا العربي والإسلامي، واليوم يوم فلسطين وغزة الصامدة، وبحديثنا مع سعادة النائب الدكتور عيد النعيمات* وجدنا فلسطين متجذرة في قلبه وجوارحه وخرجنا بزبدة الصدق من الحديث ودقة الرأي وصواب الرؤية في الحوار المستفيض الذي دار مع سعادته حول فلسطين وقضايا المنطقة على النحو التالي/
- سعادة النائب للتجربة السياسية دور في صياغة الأفكار والقرارات ونضجها، وللصدق والشجاعة والشفافية والثقة بالذات دورٌ في صناعة المواقف والقرارات القوية وإيصال الرسائل الصعبة؛ وهكذا كان الأردن الذي يواجه على عدة جبهات معقدة وفي منطقةٍ يُعد وصفها بالمضطربة أمرٌ في غاية التفاؤل فما نعيشه في المشرق العربي من قضايا شائكة أمر مُقلق بل ومرعب أيضا، وقد كان خطاب جلالة الملك في الأمم المتحدة خطاباً من قبل مؤثراً ومثيرا للاهتمام وقد وقعت محاذيره اليوم على أرض الواقع كما كان لجلالته وللدبلوماسية الأردنية الدور الأهم في الدفاع عن فلسطين ومجازر الإبادة الجماعية في قطاع غزة كما تمكن جلالته من تغيير المسار السياسي الغربي فيما يتعلق بالعدوان على غزة، ونتساءل هنا ونجيب من خلال معاليكم في هذه الإضاءة الخاصة من قضايانا ورؤيتنا عن فلسطين وغزة وما يجري هناك، وتأتي أسئلتنا لسعادته على النحو الآتي:-
السؤال الأول - لا يخفى على أحد ما قام الأردن قيادة وشعباً من أجل إنهاء العدوان على غزة.. كيف ترون سعادتكم ذلك على الصعيدين الرسمي والشعبي، وكيف يرى الشعب الأردني الدور الذي تؤديه حكومته؟ وكيف ينظر الشعب الأردني إلى اتفاقيات وادي عربة واتفاقيات الأخرى المبرمة برعاية الولايات المتحدة الأمريكية، وكيف تنظر إليها الحكومة الأردنية؟
الجواب الأول: نراه دوراً طليعياً مشرفاً، ونحن نناصر الحق ضد أفانين الظلم والباطل ونعمل بقناعة خالصة وبإصرار شديد وإننا ماضون في هذا الأمر مهما كلفنا، فنحن أقرب إلى فلسطين ديمغرافيا وجغرافيا ومن أولى الأولويات لدينا هو الوقوف معهم ومساندتهم والعمل على تثبيتهم في أرضهم رافضين اجتثاثهم منها، ونسعى لتوفير ما يلزمهم منا وفقا لهذا الواجب الأخلاقي والإسلامي والإنساني ونحن في الأردن نعد فلسطين صنو الأردن ونرى أن القتال والصمود الفلسطيني هو دفاعاً عن الشرف العربي، وبالمناسبة دفاع الاردن عن فلسطين ليس بجديد علينا فقد خاض الجيش العربي الأردني والمتطوعون الأردنيون أشرس المعارك التي دارت رحاها على الأرض الفلسطينية وتشهد ارضها ان الدمين الاردني والفلسطيني قد اختلطا في تراب فلسطين في مختلف مراحل الصراع العربي الإسرائيلي، ونحن في الاردن نعد المقاومة التي تقاتل في غزة وتدافع عنها بمنزلة راس الحربة التي تقاتل نيابة عن الأمة التي إذا انكسرت - لا قدر الله - ستكون العواقب وخيمة وستنتهي القضية الفلسطينية وتتبخر وتذهب حقوق الشعب الفلسطيني التي ناضل من أجلها عشرات السنين وستتمرد إسرائيل على من حولها وستعيث في المنطقة فسادا وجورا، ولذلك فإن الأردن بقيادة الملك الذي يقود السياسة الخارجية ومنذ اليوم الأول للأزمة وهو يقارع العالم محاولا إيقافها مبينا فداحة إسرائيل وتجاوزها كل المواثيق والمعاهدات الدولية في حربها على أهل غزة الذين يدفعون غاليا ثمن هذه الحرب العمياء، ولم يدخر جهدا في حشد الدول العربية والإسلامية للحد من هذه الكارثة الإنسانية موظِفاً جميع علاقاته مع الدول جميعها وخصوصا المؤثرة في حلبة السياسة العالمية، ومسخرا أيضا كل إمكاناتنا دعما للأشقاء الفلسطينيين من غذاء ودواء ومستشفيات والأهم من هذا وذاك نشاط دبلوماسيته وحراكها المتسارع لإيقاف هذه الجريمة النكراء.
وعندما حدثت حرب العدوان على غزة، وأمام الرد الصهيوني الإبادي والاستمرار في هذا الإجرام الذي لم يسلم منه الإنسان والحيوان والشجر والحجر وحرق كل مظاهر الحياة وقضى على سبلها اقتنع الأردنيون تماما بأن هذا الكيان المارق لا يجوز الارتباط معه بأي أمر مهما كانت درجة أهميته بالنسبة إليهم، وأن الثقة منزوعة منه؛ وعليه تعالت الأصوات الشعبية التي طالبت بإلغاء معاهدة وادي عربة وما ترتب بعدها من اتفاقات وعبر البرلمان الأردني بقوة عن ذلك في خلال مداخلات نوابه عن الحرب على غزة التي أخذت مساحة واسعة من جلساته، وأوكل إلى اللجنة القانونية دراسة الاتفاقيات الموقعة مع الصهاينة ومدى قابلية تجميدها أو إلغائها وفقا لأحكام القانون الدولي، ولا أعتقد أن موقف الحكومة الأردنية ببعيدٍ عما ينادي به الشعب الأردني من حيث المبدأ؛ لكن السياسي ينظر دائما إلى الأمور بعقلانية وهو المعني بالحسابات المتوقعة لكل موقف من المواقف التي تواجهه، وقد ينظر إليها أيضا من خلال مصالح الدولة العليا ذات التشعبات السياسية المختلفة، وتبعا لاجتهادات القانونيين في دوائر الحكومة ومدى ملاءمة ذلك للقانون الدولي الذي يرتكز على أن الأردن بلد منفصل وفلسطين ليست جزء منه.
ومن الملاحظ أن الشعب الأردني لا يأبه بهذه الاتفاقيات وهناك نسبة كبيرة من الأردنيين غير راضين عنها وليسوا على قناعة بجدواها، وهذا نابع من معرفتهم الأكيدة باليهود الذين لا يحافظون على العهود والمواثيق منذ فجر التاريخ؛ ولكن الشعب الأردني قد ساير الوضع القائم وتماشى مع حكوماته التي ترى هي أيضا أن السلام خيار استراتيجي رغم أنه خيارٌ صعب، وهو أحسن الخيارات السيئة الأخرى في ظل تشرذم عربي وانكفاء كل دولة على قضاياها الخاصة، وذهب الأردنيون إلى السلام عندما يأسوا من الوحدة العربية ورأوها صعبة المنال، وخصوصا بعد غزو العراق ووضع سوريا على لائحة الإرهاب وظهور بوادر مشروع النظام العالمي الجديد لإعادة ترتيب منطقة الشرق الأوسط.
السؤال الثاني - في الوقت الذي يقاتل فيه الأردن من أجل إنهاء العدوان على غزة وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني يفاجئ بفتح جبهة تصعيدية أخرى من قبل ميليشيات التهريب الموالية للنظام الإيراني انطلاقاً من الأراضي السورية، والسؤال هنا كيف تفسرون سعادتكم التزامن بين هذا التصعيد والعدوان على غزة.. على الرغم من وجود اتفاقيات بهذا الشأن؟ ألا ترون سعادتكم وجود تواطؤ من قبل الملالي على غزة منذ البداية للقضاء على السلطة الفلسطينية وضرب القضية الفلسطينية برمتها ثم ممارسة الضغوط على الأردن كونه الداعم الأول للقضية الفلسطينية؟
الجواب الثاني: هناك تفسير واحد وهو استغلال توجه الدولة الأردنية بطاقاتها وإمكاناتها كافة لحشد الدعم الدولي للتخفيف من العدوان الغاشم الذي تقوم به عصابات الكون الإجرامية الإرهابية الصهيونية على أهلنا في غزة واستثمار هذا الموضوع لمحاولة خلخلة الموقف الأردني المتقدم بطبيعة الحال عن غيره من المواقف العربية والعمل على إبطاء تقدمه ومحاولة إيقاف اندفاعه المتواصل ليتوجه إلى الحدود الشرقية والشمالية وقد سبق أن كان هناك من احتشد على الحدود الاردنية من جهة العراق في بدايات الأزمة مطالبا بفتح الحدود باتجاه إسرائيل ولو فُتِحت الحدود أمامهم لما توجهوا صوب إسرائيل التي لها أيضا خطوط تماس مع سوريا ولبنان وهم مهيمنون في كلا الدولتين، لكن القصد من هكذا توجهات عدائي ضد الأردن، بالإضافة إلى أن هذا الأمر بحد ذاته عبثٌ كبير ومطلبٌ ليس في مكانه ويعبر عن نوايا خبيثة تلتقي مع ما يريده الإرهابيون من تجار السموم بالأمة وبالأردن، وهم بذلك يقدمون خدمة كبرى للكيان الصهيوني الذي تقف الأردن سياسيا بوجهه وتكشف نواياه ومخططاته في فلسطين وتعمل بكل شجاعة على إحباطها وتشتيتها ومنابر العالم تشهد لدبلوماسية الأردنية بذلك، ومن ناحية أخرى نحن في الأردن لن نألوا جهدا في الدفاع عن أرضنا ووجودنا مهما بلغت التضحيات ولدينا قوات مسلحة مدربة ولها القدرة على التعامل بحرفية مع من يضمر للأردن الشر تساندها أجهزة عيونها مفتوحة داخليا وخارجيا ناهيك عن أن هؤلاء الإرهابيين ليس لهم في الداخل من يناصرهم أو يمد يده إليهم إلا بعض المأجورين الفرادى الذين يستفيدون ماليا من هذا التهريب ويمررونه بدورهم لأنحاء أخرى من المعمورة، هذا بالإضافة لدرجة الوعي الكبير في أوساط الأردنيين الذين يتفهمون ضرر هذا التحرش السياسي ويدفعهم للالتفاف حول قيادتهم وقواتهم المسلحة؛ وعليه لا نرى في مثل هذه المحاولات أي تأثير يُذكر بصرف النظر عمن يدعمها ويقف وراءها، ولن يكون الأردن بإذن الله تعالى خاضعا لأحد مهما بلغت درجات الابتزاز وتعددت وسائله، وشخصياً أرى بأننا نحن العرب محاصرين بمؤامرة قوتي احتلالٍ معاديتين واحدة في الشرق تدعي الرغبة في الحوار والسلم والتعايش وفي الوقت ذاته تعترف باحتلال أربعة عواصم عربية، بالإضافة إلى خذلانها لأهل غزة ولم تبال بمأساتهم محاولة المتاجرة بصمودهم، وهي تقدم خدمة لأعداء الأمة بطريقة أو بأخرى بكل ما تقوم به، وقوة الاحتلال الأخرى هي الكيان الصهيوني الذي يحتل فلسطين ويبطش بالشعب الفلسطيني منذ 75 سنة ويسعى اليوم لإبادة غزة وتهجير أهالي الضفة الغربية.
السؤال الثالث- كيف تقيمون سعادتكم المساعي الملكية، والدبلوماسية الأردنية، وكيف يقيمها الشعب الأردني؟
الجواب الثالث: لسنا وحدنا في الأردن من يقيم ببالغ التقدير والإعجاب المساعي الملكية الأردنية الرامية لإنهاء الحرب الإبادية على غزة وإيجاد حلٍ عادل للقضية الفلسطينية بل العالم كله يقدر ذلك ويثمنه عالياً ويشهد بالتغيير الذي حققه جلالة الملك في وجهات النظر الأوروبية التي كانت تقف بحزم مؤيدة حرب العدوان على غزة، لقد كانت جهود عظيمة ومثمرة، أما الدبلوماسية الأردنية التي عملت بشجاعة بتوجيهات جلالة الملك إلى جانب جهود جلالته فقد لاقت احتراماً إقليميا وعالمياً كبيراً وتقييما رفيعا وتقديرا لائقاً من قبل دول وشعوب العالم وقد نظر الشعب الأردني إلى ذلك بفخر واعتزاز وتقدير فقد كانت تعبيراً كاملاً عنه وعن مطالبه ورؤيته ومن هذا المنطلق التوافق التام بين الموقفين الشعبي والرسمي في الأردن.
السؤال الرابع - محنة فلسطين بشكل عام وغزة بشكل خاص فاقت التصور والتحمل.. فهل ترون سعادتكم أن المواقف العربية اليوم تجاه فلسطين بالحجم الذي ينبغي أن تكون عليه؟
الجواب الرابع: سؤال في مكانه الصحيح وتوقيته المناسب والإجابة عليه هي (لا) فإنني أرى أن المواقف العربية بجملتها لا ترقى لمستوى الحدث ولا تتناسب جسامة الموقف وفداحته، وهي تشير إلى اختلاف بين ما يخرج إلى السطح مباشرة وإلى ما ينضح من سياساتهم المبطنة التي تشير للأسف إلى التناقض الواضح في القول والعمل عند كثير من الدول العربية، وقد صرحت وكيلة وزارة الخارجية الإسرائيلية بأن البعض من الدول العربية طلب منها في العلن إيقاف الحرب وتطلب منها في السر استمرارها وعدم إيقافها، وكشفت وسائل التواصل الاجتماعي عن جزء من هذه المواقف المخجلة التي لا تتفق مع شريعتنا ولا مع قوميتنا ولا حتى جيرتنا في حين أن هناك كثيراً من شعوب العالم ودوله متعاطفة كلها مع الفلسطينيين وصرحت بالاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال وقت الحرب، واستغرب مواقف بعض الدول العربية التي تتفرج منتظرة نهاية معركة الصمود والثبات الفلسطيني وهي لا تدري أنها الضحية القادمة، والمشكلة هي أن هذا الأمر قد انتقل إلى الشعوب فأمنت بصدق الرواية الإسرائيلية وتماشت معها، والخلاصة أن العرب لو أرادوا إيقاف الحرب لأوقفوها ولديهم الوسائل والأدوات التي تمكنهم من ذلك وبسهولة تامة.
السؤال الخامس - معاناة الأردن جراء الحدود السورية المنفلتة وعصابات ميليشيات النظام الإيراني كبيرة خاصة في ظل فقدان السيادة السورية، فهل ترون سعادتكم أن الجبهة الكبيرة على الحدود السورية مجرد أزمة حدود أم استهداف للأردن ودول المنطقة خاصة بعد وقوع أربع عواصم عربية أسيرة بيد النظام الإيراني؟ وهل هناك حلول ممكنة أمام هذا العدوان الصريح الذي طال أمده؟
الجواب الخامس: التهديدات التي يتعرض لها الأردن على الحدود مع سوريا كبيرة لكننا لها بالمرصاد وقادرون على حماية أمننا وسيادة وطننا مهما كان حجم التهديدات، والأزمة ليست مجرد أزمة حدود وإنما هي مساعي عدوانية ليس ضد الأردن فحسب بل ضد جميع دول المنطقة إذ تحاول قوى الشر تلك نقل أزماتها خارج أراضيها وتصدير سمومها إلى باقي الدول العربية من خلال جعل الأردن دولة ممر لسمومهم ومؤامراتهم، وبالتالي فإن القوات الأردنية التي تقف في حالة إنذار تام منذ سنين تقف كسدٍ منيع دفاعا عن الأردن والدول العربية ولولا يقظة القوات المسلحة والقوات الأمنية الأردنية لغرقت دول المنطقة بالمخدرات والأزمات، ولقد حاولوا ولا زالوا يحاولون استهداف الأردن لكنه كان وسيبقى عصياً عليهم، والحلول بهذا الشأن موجودة ممكنة ومن وجهة نظري لن تكون إلا بالوحدة العربية والتضامن العربي الذي يُخلص الدول العربية المهيمن عليها من قبل إيران والعمل على إشاعة الديمقراطية الحقيقية في البلاد العربية وإعطاء الدور الكبير لمؤسسات المجتمع المدني للعمل سياسيا في الوسط العربي بالإضافة إلى محاولة التأثير في سلوكيات دول الجوار ومنها إيران لتكون دولة حرة وديمقراطية وغير نووية وتحترم مبادئ حسن الجوار وتقيم علاقات صادقة وحسنة مع جيرانها العرب والعالم.
وليعلم الجميع بأن الأردنيون يقفون وراء القيادة السياسية الرامية إلى إيقاف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والتحدي بحزم لمحاولات تهجير الفلسطينيين من أرضهم، ودور جلالة الملك لا يحتاج إلى برهان بشأن دعم القضية الفلسطينية وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية ودعم الأهل في فلسطين بشكل عام وقطاع غزة بشكل خاص في مواجهة العدوان الإسرائيلي، وتوجهات جلالته الدولية وتواصله المستمر مع قادة العالم لوقف العدوان مُقدرةٌ عند الشعب الأردني وعند أصحاب الضمائر الحية، والأردنيون يقفون خلف جلالته بطواعية؛ ذلك لأن الأردن من الدول التي سمحت لمواطنيها بالتعبير عن آرائهم بأريحية فملأوا الساحات والشوارع منددين بالغطرسة الإسرائيلية وحرك الأردنيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي وجدان الشعوب عندما ركزوا على نقض الرواية الإسرائيلية وكشفوا كذلك فظاعة الجرائم المُرتكبة بحق الشعب الفلسطيني.
والأردن من أكثر الدول التي تسير القوافل والمساعدات والجسور الجوية لمساعدة الأشقاء؛ بالإضافة إلى إرسال المستشفيات الميدانية لمعالجة الإصابات في فلسطين وغزة، كما أن القيادة في الأردن في حالة انعقاد مستمر لمتابعة الأحداث هناك وكانت التوجيهات الملكية الصريحة بتقديم كل ما يمكن أن يساعد الإخوان هناك، فضلاً عن وسائل الإعلام الأردنية التي تحولت إلى تغطية خاصة ومباشرة واستضافت آلاف المعلقين حول هذه الحرب البشعة، فالموقف الرسمي يتحد مع الموقف الشعبي ويتناغم معه ولذلك لا نجد أي تباين من شأنه أن يؤثر على الثقة بين القيادة والشعب.
*الدكتور عيد النعيمات – نائب وكاتب أردني وشخصية عربية مثقفة متفاعلة مع قضايا أمتها.
|