صنعاء نيوز -
- إن كشف العميد يحيى محمد عبدالله رئيس أركان قوات الأمن المركزي وابن شقيق الرئيس " عن ضلوع القاعدة في محاولة اغتيال الرئيس صالح في جامع النهدين حيث قال العميد في حوار مع صحيفة نيويورك تايمز " أن "المؤشرات الأولية تشير إلى تورط القاعدة، لكننا في انتظار النتائج النهائية للتحريات لاسيما في ظل المؤشرات على أن بعض أعضاء المعارضة كانوا متورطين في هذه المحاولة". وأين كان ذلك فليس مهما , فكل اليمنيين مدركين أن كل الأطراف المناوئة لدولة الرئيس مشاركة في محاولة اغتيال رئيس الجمهورية.
- ولا نعلم ما هي الصفة المهنية التي يتحدث بها العميد يحي أم أنه يتحدث بصفته الأخ الأرشد لقائد الحرس الخاص مخففا وطأة الصدمة التي تكبدها الحرس الخاص , ليدفع الرئيس شخصيا واغلب رجال الحكومة في محاولة اغتيال الدولة ثمن باهظا للأخطاء بل المصائب والكوارث التي وقع فيها الحرس الخاص , حيث أن الحرس الخاص مناط به تأمين تحركات رئيس الجمهورية شفاه الله , كما انه المسئول عن تفتيش وفحص كل شاردة وواردة إلى دار الرئاسة وتامين المباني والمنشآت والملحقات الرئاسية.
- فهذا الجهاز الذي يسمى الحرس الخاص وكل ما يحظى به من اهتمام و تدريب لرجالة في الولايات المتحدة الأمريكية وبعض دول أوروبا والوطن العربي , وتوفير أحدث الأجهزة الأمنية والكاشفة للمواد الاليكترونية والمواد الأولية القابلة للتفجير والمتفجرة وأجهزة الاتصالات المتطورة وأجهزة الاتصالات المضادة , وتوفير كافة الأموال اللازمة لذلك ودون تفسير, ومع ذلك يخفق الحرس الخاص في توفير أي أمان رئيس الجمهورية , وخاصة عندما نعلم وفقا للتقارير الصحفية التي لم ينفها أحد من الجانب الرئاسي , أن التفجير بالصاروخ أو الصواريخ , كان تتبعا لشريحة معجونة بمادة ( تي أن تي ) زرعت في مسجد النهدين , وان جهاز الإنذار المبكر الخاص بالمسجد كان قد فصل مسبقاً حسب بعض المصادر.
- وهو ما يعني ان الفساد الذي صرخ الكثير من اليمنيين وظل رئيس الجمهورية ساكتا عنه لأسباب متعددة , قد وصل إلى عقر دار الرئاسة , وبصرف النظر عن المنفذ لعملية الاغتيال ودوافعه أو دوافعهم فهم لم ينجحوا في اغتيال رئيس الجمهورية ولكن الذي اغتال الرئيس هو الجهاز الرئاسي والأمني الأجوف , فان الفساد المتمثل في سوء الإدارة الأمنية والإهمال الإتكالية ولا أبالغ إذا قلت العنتريات التي يتقنها جيل لا يعرف الكد والكحد وبالتالي لا يعرف معنى المسؤولية تجاه شعب ورئيس جمهورية , بل وينظر للمواطنين على أنهم رعايا لا يمنيين, وخصوصا أن هناك تقارير تحدثت عن سيناريوهات عن اغتيال الرئيس قبل ذلك , بل وهناك بلاغ أودع لقيادة الحرس الخاص يفيد بأن هناك تفجيرات ستحدث في أماكن عامة قبل وبعد احتفالات عيد 22 مايو , وليس من مهمة هذا البلاغ تحديد الزمان والمكان لأي تفجير قد يكون أو لا يكون للرئيس أو لغيره , وإنما هي مهمة الحرس الخاص والأجهزة التابعة له والأجهزة الأمنية الأخرى , كما أن رئيس الجمهورية ليس من مهامه توجيه الحرس الخاص بأي حال من الأحوال وإلا لكان الرئيس قد أولاه لنفسه.
- لقد كان الصاروخ الذي استهدف جامع النهدين مقررا له أن يقضي على رئيس الجمهورية وأركان الدولة اليمنية , وما كان ليكون ذلك إلا بوجود خونة , ولا يوجد الخونة إلا من الداخل ولا يمكن لهم أن يتمكنوا من تنفيذ مخططهم إلا بوجود تمالؤ أو فساد إداري وأمنى على الأقل وفي حده الأقصى , ولكن الله أراد أن تكمن إرادته على كل الإرادات الدنيوية للفرق المتصارعة على السيطرة على الحكم , وليس ذلك إلا رحمة بالشعب اليمني لا أكثر , كما أثار استخدام صاروخ محاولة اغتيال الرئيس والدولة سخط اليمنيين الذين هم جزء لا يتجزءا من الدولة , وخرجت الأغلبية الصامتة لتعبر عن وجودها لتقل ان لا احد يمثلها في السلطة الفاسدة أو المعارضة الانتهازية , ولتصرخ بعلو الصوت والطلقات النارية لرئيس الجمهورية بصفته لا بشخصه , ولتحذر الجميع ممن لعبوا باليمن وشعبه قائلة لمن لا يفهم لغة الانتخابات والتداول السلمي للسلطة : إن قرارنا يبدنا لا بيد السلطة ولا بيد المعارضة ولا بيد الخارج ولا بيد المعارضة المسلحة , ولتضخ لرئيس الجمهورية في مشفاه بالمملكة السعودية نفسا عميقا يعيد له الحياة التي أراد الله أن تستمر , وتستمر معها الحياة السلمية وينقذ الرئيس بعد أن كان على حافة التغيير القسري للشباب العاطل والمقهور والمظلوم من فساد رجال الدولة الذي جزء كبير منهم داخل الدولة وبعضهم داخل دار الرئاسة.
- فهل سيتعلم رئيس الجمهورية شفاه الله بعد عودته من العلاج أن الفساد الذي جعل الأغلبية الصامتة من الشعب تقف على الحياد قبل انطلاق صاروخ النهدين هو نفسه الفساد الذي قصف مسجد النهدين بدار الرئاسة واستهدفه واستهدف الدولة برمتها حكومتا وشعبا فسادا وصلاحاً , ولكن هذا الفساد الأخير بحجم عائلي لشعب ورئيس دولة ؟؟؟
[email protected]