صنعاءنيوز / عادل الشجاع -
قبل أيام أقام رئيس البرلمان سلطان البركاني عرسا لولديه ، صهيب وأسيد في فندق الريتز في القاهرة ، وصف هذا العرس بأنه واحد من أكبر حفلات الزفاف الخاصة في التاريخ ، فقد بلغ المدعون ما يقارب ال١٥٠٠ مدعوا ، منهم ٣٠٠ مدعوا من الداخل بتذاكر الطيران والإقامة في الفنادق ومصاريف الجيب ، إضافة إلى مائدة الطعام التي قيل بأنها تكفي المرابطين في جبهات مأرب لمدة شهر على الأقل ، فيما تقدر كلفة العرس ، بما يربوا على المليون دولار ،
والأكثر حضا في هذا الحفل ال٤٠ الذين اصطحبهم رئيس البرلمان إلى عين السخنة ليقضي معهم فترة استجمام ثلاثة ليال وأربعة أيام حسوما .
وأنا أتابع مقاطع الفيديو المأخوذة من داخل العرس التي أرسلها بعض الأصدقاء ، جال بخاطري الدمار الشنيع الذي ألحقه جنون البشر والحقد وحب السلطة ، بصنعاء وعدن وتعز وشبوة والحديدة وصعدة وغيرها من المدن اليمنية ، برزت من زوايا ذاكرتي قصف صنعاء بذلك الشكل المخيف ، فقد غطى سماء اليمن ما يشبه أسراب الجراد العملاق من طيران التحالف الحربي .
شن التحالف أكثر من ٢٥٠ ألف غارة ، تجاوزت عدد طلعات الحرب العالمية الثانية ، ارتكب خلالها جرائم حرب واضحة وأصبحت حرب اليمن أطول عمرا من الحرب العالمية ، الفرق أن شهوة الحقد والثأر والتدمير في الحرب العالمية قد ألجمت ، بينما الحرب في اليمن تحولت إلى دولارات استلمها البركاني والعليمي وعيدروس الزبيدي وطارق صالح ومعين عبد الملك ومن دار في فلك الشرعية المختطفة من وزراء وبرلمانيون وقادة أحزاب وقيادات عسكرية لينفقوها على استثمارات وحفلات أعراس وأعياد ميلاد لأولادهم .
كاذب من يدعي أنه خاض الحرب من أجل الوطن وكاذب من ادعى أنه خاض الحرب من أجل الدين وكاذب من خاض الحرب من أجل الشعب وكاذب من حمل السلاح دفاعا عن الجمهورية ، لم يعد في اليمن دين ولم تعد في اليمن جمهورية ولا دولة ولم تعد اليمن لليمنيين .
نفتش سياسيا ، فلا نجد بصيص أمل حتى الآن في نفق مجلس القيادة والبرلمان والحكومة والأحزاب السياسية المظلم ، يمارسون السياسة لتأزيم الوضع ، كي تظل الإتاوات تأتي إليهم ، فيما الوطن مطوق بكل أشكال الأزمات ، وأهله يعانون الجوع ، نسمع عن بيع قطاع نفطي لعبد الحافظ رشاد وعرس أسطوري لصهيب وأسيد ، فيما أبناء الشعب يقبعون في السجون ويتضورون جوعا ، فمن سينقذ اليمن من خاطفيها ، ومتى سيتكتل الأحرار من كل القوى السياسية كمرجعية وطنية لحماية اليمن من الضياع ؟
لقد أثرى هؤلاء على حساب الفقراء مستغلين عدم وجود محاسبة أو مساءلة ، يعيشون حالة الرفاهية دون أن يكون لديهم أي دافع للتضامن مع هذا الشعب الذي يبنون مجدهم باسمه ويديرون المعركة من الرياض وأبو ظبي ويمارسون نهب وسلب وغسيل أموال ، يفتقدون للحس الفطري بأنهم خدام للشعب وحامين للنظام العام ، إن العبث بالمال العام جريمة واستفزاز الناس بالبذخ جريمة والاحتفاء بأولادهم والتآمر على أولاد الشرفاء جريمة وجريمة الجرائم أن يكون مثل هؤلاء مسؤلين على الشعب اليمني العظيم .!
٢٤ يناير ٢٠٢٤ |