صنعاء نيوز -
لا يزال ضحايا " الفياجرا " يتساقطون في عالمنا العربي السعيد .. المصيبة أن معظم الضحايا من الشباب الذي لا يحتاج أصلاً للجوء لهذا العقار !
من بين القصص المحزنة قصة الشاب الذي أراد أن يثبت لعروسه فحولته ، فابتلع 3 حبات فياجرا دفعة واحدة فمات ، و دفع ثمن الإرث العربي الدامي ، حيث الخلط المتوارث بين الفحولة ، التي تعني القدرة على إتيان فعل معين ، و الرجولة التي تتعلق بمواطن القوة في الشخصية !
و هكذا أصبحت " فحولة مضاعفة " تعني للشباب العربي " رجولة مضاعفة " ، و هذا مكمن الخطر !
و الحقيقة أن العالم العربي ، و منذ ظهور الفياجرا ، قد شهد ظاهرة مخيفة ، و هى إقبال الشباب الرهيب عليها ، رغم عدم حاجته ، و بلغت حالات الوفاة بسبب الإفراط في تعاطيها من صغار السن أعداداً تفوق بكثير أعداد ضحاياها من الكبار ، أو أصحاب الحاجة الفعلية إليها .
و لأننا في عالمنا العربي السعيد نعتبر اللجوء إلى الطبيب فيما يتعلق بأمورنا الجنسية عيباً في حقنا ، أو انتقاصاً من قدرنا ، فقد رحنا نقبل عليها دون استشارة الأطباء ، أو معرفة الجرعة المناسبة ، أو الفرق بين "جرعة الحياة " ، و " جرعة الموت " .. إنه فن تحويل أي " نعمة " إلى " نقمة " الذي نجيده كعرب !
و لأن شرَ البليةِ ما يُضحِكْ ، فهناك واقعة شهدها أحد الأحياء الفقيرة في القاهرة ، في بداية ظهور الحبة الزرقاء ، لا أعرف إن كانت تثير الأسى ، أم تبعث على الضحك . فقد رأى أحد المحتالين ، و كان يعمل بصيدلية لهفة أهل الحي للحصول على الفياجرا ، و خاصة من البسطاء و السذج ، فراح يبيعهم حبوب منع " التبول اللا إرادي " على أنها فياجرا ، ليجني ثروة طائلة ، فثمن الشريط منها المدعوم من الدولة جنيهان ، و يحتوي على 20 حبة ، كان يبيع الحبة الواحدة منه بثلاثة جنيهات ، يعني الشريط بستين جنيهاً .. و المعروف أن تأخير سرعة القذف هو أحد الأعراض الجانبية لحبوب التبول اللا إرادي .. لكن من مضاعفات الإفراط في استخدام هذه الحبوب أيضاً إصابة متعاطيها بنوع من " التبلد " و مع مزيد من الإفراط يُصاب – و العياذ بالله - بنوع من " الجنون " !
الغريب أن هذه الفياجرا " المضروبة " قد انتشرت في ذلك الوقت – قبل أن تُكتَشفْ - انتشاراً رهيباً بين أوساط الفقراء ، و أصبح يُطلَقْ عليها اسم " فياجرا الغلابة " في إشارة إلى ثمنها الزهيد !
لقد آن الأوان لكي نقوم بعملية " إعادة تدوير " لعقولنا ، قبل أن نسقط جميعاً ضحايا " التبلد " أو الذهاب إلى ما وراء العقل حيث " الجنون " ! |