صنعاء نيوز/بقلم/محمد إسماعيل السروري: -
أختار الخالق القدير سبحانه رب العرش العظيم, عصر الخميس الماضي 30 يونيو 2011 إلى جواره د. مختار حسن أبو بكر بن لصفوح الامين العام المساعد لجامعة عدن، كانت الوفاة قبل غروب اليوم الأخير من شهر رجب 1432هـ ... كانت الصدمة كبيرة و مؤلمة ، حينما تم إبلاغي من الصديق العزيز شوقي وطني الذي كان بجانبه بمكالمتين متتاليتين ، مختار مريض أسعف إلى حوادث الجمهورية _ مختار عظم الله أجركم فيه) ....
تحركنا على وجه السرعة في الذهاب إلى المستشفى و توالت التأكيدات تباعا من أكثر من صديق و زميل, و صلنا مبنى الحوادث وجدنا جمهورا كبيرا من زملاء و اصدقاء الفقيد متواجدين هناك و في مقدمتهم أ. د. عبدالعزيز صالح بن حبتور رئيس الجامعة ، و رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام م/عدن و بعض عمداء كليات الجامعة.
هذا الشاب المتواضع البسيط, المتعاون مع الجميع ، تعرفت عليه و سايرته فترة بحكم العمل معه في الجامعة ، ما أعجبني فيه أنه لا يشتم أحد ،ولا تعرف منه كلمة سيئة في حق الآخرين مهما كان ... دمث الأخلاق ، وفيا مع زملائه و أقاربه و أصدقائه ، و قبل ذلك كان شهما وفيا حنونا رحيما بأهله و أسرته الصغيرة ، كان أبا و أخا لأخواته و برا بأمه. أصر العام الماضي للذهاب للحج برفقة والدته و أخته ووفقه الله لأداء مناسك الحج في ذلك العام.
كان الفقيد محبا لانتمائه الوطني و وحده ترابه, فخورا بانتسابه القبلي العربي، حريصا و أمينا لانتمائه المهني ((الجامعة )) ، علاقته و صداقته متنوعة كتضاريس اليمن الطبيعية, الكل يثني عليه لطيبته و سماحته, و رغبته في خدمة المحتاجين و ذوي الحاجة دون امتعاض أومَن، كنت بجانبه في اجتماع مجلس الجامعة قبل وفاته بعشرين ساعة تحدثنا بأمور عديدة و هموم كثيرة تخص قضايا الجامعة و تطوير و تحديث هيكل الادارة الجامعية، الذي يترأس الفقيد اللجنة الخاصة بهذا الصدد.
الأمر الذي أريد الحديث فيه هنا أنه في تلك اللحظة أراني تقريراً طبياً لأحد الأساتذة الأفاضل يريد عرضه على أ.د. رئيس الجامعة – هكذا كان الفقيد العزيز مختار، متعاونا فاعلا للخير حينا و دالا عليه حينا أخر ،حتى إنه كان في بعض الأوقات يتحمل شدة رؤسائه عليه لتبني مثل هذه القضايا وإحراجهم بالتوجيه... هذه النماذج الخيرة هي التي تجدد أمال الناس و ثقتهم بالحياة و تبعد عنهم اليأس و القنوط و القهر و الإحباط, لا سيما في هذه الايام الصعبة الذي يمر فيها الوطن الجريح!!!
هذا البسيط المتواضع السهل في حب الناس له و احترامهم لشخصه لم يحض أحدا من قبله بذلك رغم فترته القصيرة في قيادة الجامعة. نعم لقد فقدت جامعة عدن أهم أساتذتها الخيرين والمحبين لها و المدافعين عنها و على منسبيها الأساتذة و الموظفين و العاملين.
امتاز الفقيد بالشهامة و النبل و الوفاء ، و الثبات في الموقف و احترام الأخرين من ذوي الرأي و الفكر حتى ولو كانوا من المناهضين له فكرا و رأيا.
رحمة الله على الفقيد ... و أسكنه فسيح جناته ... إنا لله و إن اليه راجعون
هذه اخر صورة للفقيد في اجتماع مجلس الجامعه يوم الاربعاء 29يونيو 2011 قبل وفاته باقل من يوم واحد (بعدسة الزميل نصر باغريب)
الأسيف: محمد السروري
6/7/2011
|