صنعاءنيوز / -
نصف عدد الفنانين العاملين في الولايات المتحدة هم من النساء، ومع ذلك فإن الكثير منا يجدون صعوبة في ذكر عدد قليل منهن. يعمل على تغيير ذلك المتحف الوطني للنساء الفنانات (NMWA) في واشنطن، والذي تأسس عام 1981 كأول متحف في العالم يعرض الأعمال الفنية للنساء فقط.
امرأة واقفة بجوار قطعة فنية طويلة تشبه الشريط مطبوعة بنقوش وأنماط ملونة، معلقة من السقف في عدة أماكن وتتدلى على الأرض (© Jennifer Hughes/National Museum of Women in the Arts)
تعتبر القطعة الفنية “9” للفنانة ماريا روبرتسون أطول صورة في العالم. (© Jennifer Hughes/National Museum of Women in the Arts)
قالت مديرة المتحف، سوزان فيشر ستيرلنغ، عن المعرض، الذي أعيد افتتاحه في تشرين الأول/أكتوبر 2023 بعد عملية تجديد دامت ثلاث سنوات: “إن المناصرة والدعم جزء من مهمتنا. فنحن مزيج مثير للاهتمام من المتحف والقضية.”
عندما افتتحت الناشطة الخيرية فيلهيلمينا كول هولاداي المتحف الوطني للنساء الفنانات قبل أكثر من أربعين عاما، كانت أعمال الفنانات تمثل 2٪ فقط من الأعمال الفنية في المعارض الفنية الكبرى في الولايات المتحدة.
على مدار العقد الماضي، كانت 11% من الأعمال الفنية التي اقتنتها المتاحف الكبرى في الولايات المتحدة من إبداع النساء. وظهرت أعمال الفنانات في 14% من معارض المتاحف الكبرى خلال الفترة ذاتها.
ويسعى تركيز المتحف على النساء الفنانات إلى زيادة هذه الأرقام. يضم المتحف أكثر من 6 آلاف قطعة لحوالي 1500 امرأة ويتضمن أعمالا فنية من القرن السادس عشر حتى اليوم.
يضم المتحف لوحات لفنانات أميركيات مشهورات مثل جورجيا أوكيفي وماري كاسات، بالإضافة إلى أعمال لفنانات معاصرات من جميع أنحاء العالم.
وفي معرض حديثها عن جهود المتحف لتسليط الضوء على النساء الفنانات، قالت ستيرلنغ إن “ما نتحدث عنه كقيمة أساسية هنا هو خلق مجتمع أكثر إنصافًا. ونحن نرى كيف تعمل الولايات المتحدة على ذلك، سواء في عالم المؤسسات الخاصة أو في مؤسساتنا العامة.”
لقد حافظت عملية التجديد على المظهر الخارجي للمتحف مع إجراء إصلاحات كاملة من الداخل. وتوفر صالات العرض الأوسع للزائرين مساحة أكبر، وقد أعاد أمناء المتحف تصور العروض حول الموضوعات الجمالية بدلا من التسلسل الزمني.
امرأة ترتدي مئزرًا أزرق في استوديو مليء بالمعدات، وتتكئ على منشار كهربائي فوق كتلة خشب (© National Museum of Women in the Arts)
النحاتة أليسون سار في الاستوديو الخاص بها. كما ظهرت في سلسلة أفلام المتحف الوطني للنساء الفنانات “تحت المجهر: فنانات أثناء العمل” (© National Museum of Women in the Arts)
تسليط الضوء على فنانات العالم
سيستأنف المتحف، في نيسان/أبريل، سلسلة “نساء يستحققن المشاهدة” التي دأب المتحف على تنظيمها لفترة طويلة، والتي تسلط الضوء على فنانات صاعدات. وسيسلط معرض هذا العام، بعنوان “عوالم جديدة: نساء يستحققن المشاهدة 2024″، الضوء على 28 فنانة من دول من بينها الأرجنتين وكندا وتشيلي وفرنسا وألمانيا والهند وإسرائيل وإيطاليا واليابان وبيرو وإسبانيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
لوحة مرسومة لامرأة شابة ترتدي فستانا أصفر مزينا بزخارف الفراولة في أعلاه مع خلفية حمراء (© Amy Sherald/National Museum of Women in the Arts)
“يسمونني ردبون (شخص أسمر) لكني أفضل أن أكون كعكة فراولة” للفنانة إيمي شيرالد (© Amy Sherald/National Museum of Women in the Arts)
ولتحقيق هذا التمثيل الواسع، استعان المتحف الوطني للنساء الفنانات بمساعدة خبراء الفن من جميع أنحاء العالم، الذين رشحوا فنانات جديدات مبدعات. وقامت اثنتان من أمناء المتحف، أورين زهرة وجيني ترينور، باختيار فنانات من مناطق متنوعة، وطلبتا أن يكون العمل الفني المقدم مستكشفا لرؤى العالم بعد التحولات الأخيرة، بما في ذلك جائحة كوفيد19 وحركات الإصلاح الاجتماعي.
إن تنوع الفنانات اللواتي تُعرض أعمالهن سيسمح للمعرض بتناول موضوعات معقدة من وجهات نظر جغرافية وثقافية مختلفة، وفقا للموقع الإلكتروني للمتحف الوطني للنساء الفنانات.
يأمل أمناء المتحف أن يؤدي المعرض لبدء محادثات حول الأعمال الفنية المعروضة ويدعو المشاهدين إلى إعادة النظر في أنواع الموضوعات التي يمكن أن يتناولها الفن.
وتقول زهرة: “إن هذه المجموعة من الفنانات معًا تحكي قصة مثيرة للاهتمام حقا، مثل تجميع أجزاء صورة مقطوعة معًا”.
وتضيف أن “الجمال في عرض مثل هذا هو أنك تستطيع أن تأتي بشخص من آسيا وشخص من الولايات المتحدة وشخص من أوروبا وترى كيف يتعاملون مع هذه القضايا من خلال وسائل مختلفة وأساليب مختلفة بطريقتهم الخاصة.”
|