صنعاءنيوز / بقلم/ #هاشم_احمد_شرف_الدين -
إن الخطأ الفادح الذي ارتكبته قوات الأمن المكلفة بحماية أرواح الأبرياء أصبح حافزا لعرض النفاق المخزي.
فأولئك الذين خدموا طويلاً كمرتزقة لتحالف العدوان الأمريكي، ارتدوا فجأة عباءةَ الإنسانية والدفاع عن حقوق الإنسان !!
من المفارقات المريرة أن هؤلاء المتواطئين في عدد لا يحصى من الفظائع وسفك دماء الأبرياء في الوطن طوال ثمان سنوات، يسعون الآن إلى تشويه صورة الحكومة الوطنية التي تقاتل من أجل الدفاع عن شعبها، وشعب فلسطين.
قد يتأثر بعض الإخوة العرب والمسلمين بدعايتهم السلبية.. لذا .. يجب على الأخ العربي والمسلم أولاً – من أجل فهم جرأة هؤلاء المرتزقة بشكل حقيقي – أن يعرف تاريخهم الدنيء.
فعلى مدى ثمان سنوات طويلة، بارك خونة اليمن وشاركوا بنشاط في المجازر الوحشية التي ارتكبها التحالف بحق الشعب اليمني. لقد دفع عددٌ لا يحصى من اليمنيين الأبرياء نساءً وأطفالاً الثمن النهائي لجوع أولئك الخونة الذي لا يشبع إلى السلطة والثروة.
وفجأةً، وبدموع التماسيح وكلمات بارعة من الخداع، يسعى هؤلاء الخونة إلى استغلال الحادثة المأساوية في رداع ، رغم أنهم أحد مسببيها بشكل مباشر أو غير مباشر.
وبكل وقاحة يقدمون أنفسهم أنهم أبطال حقوق الإنسان، والمدافعون عن الشعب، ومنقذو الأمة !!!
يفعلون ذلك بوقاحتهم المعهودة، فأيديهم لا تزال ملطخة بدماء مئات الآلاف من ضحايا القصف الأمريكي البريطاني السعودي الإماراتي.
إنهم يبدون كمسوخ أجروا عملية تحويل مفاجئة، فتحولوا من مجرمين إلى إنسانيين تابعين للصليب الأحمر الدولي فجأة !!
وفي الحقيقة أن تلك العملية ليست أكثر من محاولة يائسة لإنقاذ سمعتهم المشوهة وخداع المجتمع اليمني لتشويه صورة الحكومة الوطنية.
يظن اولئك الحمقى أن أهل اليمن ساذجين سينطلي عليهم هذا التباكي !!
والواقع أنهم مخطئون كثيرا كعادتهم. فأبناء شعبنا العزيز يرون قبح الخونة – أكثر وأكثر – من خلال هذه التمثيلية، ولن يتأثروا بالكلمات الفارغة، فهم يدركون خطورة النفاق ويعرفون المنافقين وأساليبهم ويرفضون أن يُخدعوا مرة أخرى من أولئك الذين تسببوا في معاناتهم طوال عقود.
إن صمود أبناء شعبنا العزيز بروح لا تقهر، هو بمثابة شهادة على التزامهم الثابت بالحرية والعدالة. أما جرأة هؤلاء المرتزقة، الذين يتنكرون في صورة مدافعين عن حقوق الإنسان، فتشكل جرس تنبيه لأحرار الشعب للتذكير بنوايا الخونة الحقيقية الشريرة.
وكما سارعت وزارة الداخلية إلى معالجة الموضوع قانونيا بما يضمن معاقبة الجناة، فإن عليها أن تبادر إلى معاقبة كل الذين يحاولون التلاعب بالرأي العام وتشويه الحقيقة، فهذه جرائم لا بد أن يعاقب مرتكبوها.
شعبنا العزيز فسيواصل النضال من أجل حقوقه، وكشف خداع الخونة الذين ما زالوا يستغلون آلامهم ومعاناتهم.
الحقيقة سوف تنتصر، والعدالة سوف تتحقق، والخونة سيبقون في خزي الدنيا وسيلقون جهنم وبئس المصير |