صنعاءنيوز / بقلم: علي السراي -
يقيناً أن خراب أي مجتمع يعتمد على ضربه من الداخل واستخدام عملية التفكيك الاخلاقي، وذلك بإستهداف المعتقدات والمرتكزات، والمقومات، والثوابت، والنيل من كل مايعني لذلك المجتمع من رموز وشواهد، وكل مايُعتقد أن له مكانة ورمزية في نفوس أهله وضميرهم ووجدانهم .
ويقيناً هذا الهدف ( التفكيك والتخريب) لا يتحقق بين ليلة وضحاها، بل يحتاج إلى مايقارب ال ٢٠ عاماً لإنجاز المهمة. ولماذا هذه المدة بالذات، الجواب هو لتربية وإنشاء جيل مُنحل لا يؤمن بكل ما مؤمن أنت به، فتصبح كل مقدساتك، رموزك، ثوابتك ، أشياء ثانوية عبثية لاقيمة لها عنده، وهذا بالضبط مايعمل عليه الاستكبار العالمي بثورته التكنولوجية ومنظومة السوشيال ميدياً، والتي هي سلاحه الفتاك ويده الضاربة وقدرته ومكنته وسطوته في إدارة الحرب الناعمة ودونكم تلك المواقع لتشاهدوا العجائب والغرائب من قِيّم الانحلال والانحطاط والعهر والفسوق والفجور والفساد والتحرر الوضيع بأسم التمدن والحرية الشخصية.
ويقيناً أن أهم عوامل التخريب هو
استهداف الدين بعملية استهزاء مدروسة وممنهجة واستبداله بمجموعة إغواءات وميول جنسية مختلفة، والغاية تشتيت أفكار الناس وإبعادهم عنه هذا الثابت الحيوي ( الدين ) والذي يتعبر المحرك والداينمو والموجه والمتصدي لخطط الاعداء ومشاريعهم، وقد جربوا تأثيره بفتوى الدفاع المقدس التي طوحت بمخططاتهم الشيطانية وهزمتهم شر هزيمة، فكانت بواكير مخططاتهم مشروع الجندر، والذي تم تسويقه لنا كمجتمعات إسلامية محافظة بشعاراتٍ براقةٍ خادعة، كتمكين المراة ومساواتها بالرجل، وحقوق الاطفال وأنصاف هذه الشريحة أو تلك، ولكنه في الحقيقة غير ذلك تماماً، فالغاية هي ضرب المنظومة الاخلاقية ونشر قيم التفسخ والانحلال والشذوذ الجنسي وتقنين الفساد و و و المهم أن تكون هنالك عملية تآكل واضمحلال للعقيدة الدينية وتفسُخ منظومة الاخلاق.
واليوم يخرج علينا آباء الجندر وأدواته المحلية في الداخل بحلة قديمة متجددة، وبعملية ممنهجة لضرب الرموز الدينية والمجتمعية والتي لها مكانة في نفوس ووجدان الشعب ومحاولة النيل منها والاستهزاء بها بصورة وقحة فجة وبوتيرة متصاعدة وبشكل ملفت للنظر، فمن الجندر إلى استهداف العباءة المقدسة إلى الرموز الدينية كما حدث في مسلسل ( عالم الست رفيقة ) الطائفي، مرورا بالرموز والتقاليد والموروث الشعبي المتجذر في كيان مابين النهرين ألا وهو ( العگال والشماغ ) الجنوبي، وهم يعتقدون خاسئين أن ما خسروه في حرب داعش سيربحونه بهذه الاساءة الكبرى بحق المكون الاقوى والاكبر في عراق علي والحسين، وهنا نقول لكل من تسول نفسه الخبيثة النيل من رموزنا الدينية والمجتمعية العشائرية، خسئتم ومحاولاتكم البائسة، فلم ولن تستطيعون النيل من كل ماهو مقدس في بلد تناخوا لنجدته وانقاذه أبناء ( العگال والشماغ ) المقاوم، أولائك الذين تحزموا به لرد المعتدين والدعس على رؤوسهم العفنة، فكان ماكان من ملحمة الفتوى والدفاع المقدس التي استنقذ بها أبناء ( الشماغ ) الجنوبي العراق وشعبه وأرضه وعرضه ومقدساته من فم صناع الجندر ومن يريد بالعراق وشعبه شرا.
وهنا نوجه النداء إلى عشائرنا المجاهدة الكريمة، التي عُرفت بكرمِها وغيرتها وشجاعتها وشهامتها وتأريخها الناصع بأشرف المواقف البطولية دفاعاً عن العراق وشعبه، أن تتنكب مسؤوليتها وتقول كلمتها وتعلن موقفها بخصوص الاساءة التي لحقت بأهم رمز قد عُرفوا به ألا وهو ( العگال والشماغ ) الجنوبي، نطالبها بأن يكون لها موقف مشرف لقطع الطريق على كل سقط المتاع والمتصيدين في الماء العكر.
كما نطالب الجهات الرسمية والتشريعية المسؤولة عن عرض هكذا أعمال درامية تسيء إلى اكبر مكون في العراق وتنال من رموزه سواء الدينية منها أو التراثية، واستخدام صلاحيتها الرقابية لمنع مثل هكذا أعمال تثير الرأي العام وتحاول نشر الفوضى في هذا البلد، كما ونطالبهم بمنع المدعو ( اياد راضي ) والذي كرر الاساءة إلى أهل الجنوب ورموزه ورجاله من العمل نهائياً، واتخاذ الاجراءات الرادعة والصارمة بحقه وكل من يحاول زرع البلبلة والفوضى من خلال الاساءة المتعمدة لرموز هذا المكون أو ذاك.
وهنا نتحدى الجميع إن أظهروا لنا مقطعاً يستهزء وينال من زي الغربية، أو الاكراد أو أي مكون أخر ، وهذا يثبت مما لايقبل الشك أن الجنوب المقاوم هو وحده المستهدف من بين كل المكونات، وهذا الذي لا نسمح به ألبتة وتحت أي ظرف وعنوان وأمر كان، فجنوبنا ورموزنا وتقاليدنا خط أحمر، ويبقى الشماغ الجنوبي هو الشرف والسيف والدرع الواقي للعراق وشعبه ومقدساته رغماً عن أنوف الخونة والحاقدين ومن باعوا أنفسهم للشيطان.
#عگال_البخت_ما_ينهان
|