صنعاءنيوز / بقلم بدر جاسم -
.
إن التكرار المستمر يصنع التأثير وتختلف قوة ذلك التأثير على حسب التكرار ذاته، وهنا تستحضرني مقولة لزعيم الدعاية النازية الدكتور غوبلز ( أكذب أكذب حتى يصدقك الناس ) وعلى مدار عدة سنوات يطل علينا القرقوز (إياد راضي) من شاشة الكذب والتضليل (قناة الشرقية) ليقدم الشخصية الجنوبية، كشخصية هزيلة تافهة بلهاء وأُمية ساذجة لا تعرف شيئ، أو كمجرم كطاغية مستبد، ويقيناً فإن هذه الصفات بعيدة كل البعد عن طبيعة الشخصية الجنوبية، ولا شك بل وبكل تأكيد فإن مجتمع مليوني لا يخلو من بعض الحالات الشاذة، لكن التكرار السنوي والإصرار الممنهج على النيل من شخصية ابن الجنوب ورموزه أمر مرفوض البتة، ويقيناً فإن هذا التشويه المتعمد للجنوب ورجاله ورموزه لن يمر دون رادع، ولذا نطالب الجهات المعنية والرقابية وبالأخص هيأة الإعلام والاتصالات بمنع خروج اياد راضي من الظهور على الشاشة التلفزيونية، وكل من أساء للجنوب المقاوم.
الجميع يعلم إن شمس التاريخ قد أشرق نورها من بيوت الجنوب، وأول قوانين العالم خطت بسواعدهم، وحاضر زاخر بالعطاء والمواقف العظيمة، فكيف يحاول هذا النكرة أو ذاك ان يمحو ذلك التاريخ ويشوه هذا الحاضر .
إن الجنوب المقاوم وبشبابه الذين دفعوا أعظم خطر أحاط بالعراق وشعبه ومقدساته، وهزموا أعتى وأخطر التنظيمات الارهابية المدعومة من قبل قوى الاستكبار العالمي داعش وأضرابها، وحرروا آخر شبر من أرض العراق، لحقيق على بقية مكونات الشعب العراقي أن يقفوا له وقفة إجلال وتقدير واكرام واحترام.
ما قام به أياد راضي لا يمكن تبريره، ف ( العگال والشماغ ) الجنوبي كانا ومازالا وسيبقيان رمزاً وعنواناً للشموخ والكبرياء، ومحط تسامح وتعاون، فهولاء شيوخ ووجهاء الجنوب فتحوا مضايفهم، للتراضي المتخاصمين، وكأنها محاكم أقيمت على تقارب وجهات النظر، ناهيك عن أن الشماغ الجنوبي العظيم كان ولا يزال سند للدولة وشواجير جاهزة ومستعدة بيد المرجعية الرشيدة، ومتى ماداهم الدولة خطر السقوط، تناخت برجال العشائر الكريمة الشجاعة التي تتحزم بذات الشماغ الذي يساء إليه الان .
وعليه نطالب شيوخ عشائرنا الكريمة، ووجهائنا الأفاضل بأن لا يسكتوا على تلك التجاوزات المتعمدة والمتعددة، على الشخصية الجنوبية، ويضعوا لها حداً كي لا تتكرر هذه الإساءة مرة أخرى، فهل يتجرأ أياد راضي ومن خلفه إن يصور آل أبو عجيل كقتله ومجرمين وهم من قتل عشرات المئات من طلاب أكاديمية القوة العسكرية ؟ ونفذوا بهم مجزرة سبايكر، فهل يستطيع أن يمثل دور الشهيد مصطفى العذاري والارهابيين يدورون به وسط الرمادي؟
إن رسالة الفن هو ترسيخ المحبة والسلام في المجتمع، لا أن يصبح محرض على الكراهية والتسقيط بمكونات المجتمع العراقي، لذا نكرر مطالبتنا إلى هيأة الإعلام والاتصالات بمنع ظهور أياد راضي وإيقافه من التهريج، وكذلك ندعوا عشائرنا الغيوره على أن لا يسكتوا عن التجاوزات المستمرة لهذا المعتوه، ليكون عبرة لكل من يريد تمزيق النسيج الاجتماعي أو الاساءة الى أي مكون ورموزه .
|