صنعاء نيوز/عبد الخالق البحري - في الاحتفال باليوم العالمي للسكان بصنعاء:
وزير الصحة يؤكد ضرورة تكاتف الجهود لمواجهة مشكلة النمو السكاني والحد من معدل الخصوبة في اليمن
التحذير من مخاطر ارتفاع معدل وفيات الأمهات بسبب تبعات الأزمة الراهنة وعدم وصول وسائل تنظيم الأسرة إلى المديريات المستهدفة
الدعوة إلى تكثيف العمل في المديريات الريفية في مجال التوعية عبر وسائل الإعلام المحلية وخطباء المساجد عن القضية السكانية في بلادنا
دشن أ.د/عبدالكريم يحيى راصع وزير الصحة العامة والسكان أمس في صنعاء ومعه أ.د/ إبراهيم عمر حجري وزير التعليم الفني والتدريب المهني والدكتورة/ جميلة صالح الراعبي وكيلة قطاع السكان بوزارة الصحة العامة والسكان فعاليات الاحتفال السنوي باليوم العالمي للسكان والذي تنظمه الأمانة العامة للمجلس الوطني للسكان وبالتعاون والتنسيق مع صندوق الأمم المتحدة للسكان تحت شعار "7مليار نسمة في العالم يساند بعضهم بعض".
وفي افتتاح فعاليات الاحتفال أكد الدكتور عبدالكريم يحيى راصع أهمية تسليط الضوء على القضية على القضية السكانية بمختلف جوانبها وأهميتها لاسيما في سياق خطط التنمية الشاملة وبرامجها وإيجاد الحلول الناجحة للتأثيرات السكانية على مختلف القطاعات..
ونوه الأخ الوزير إلى إن احتفال هذا العام يشهد خصوصية متميزة وهي وصول عدد سكان العالم إلى سبعة مليار نسمة في أواخر العام الجاري وهو رقم يحمل في طياته العديد من الآثار والتبعات المترتبة على ذلك في مختلف دول العالم التي تعاني من هذه المشكلة ومنها بلادنا والتي نسعى جميعاً إلى مواجهة المشكلة السكانية من خلال البرامج والخطط السكانية المختلفة.
وأكد الأخ وزير الصحة بأن مواجهة المشكلة السكانية في اليمن يتم من خلال عنصرين رئيسيين الأول التوعية المباشرة للأمهات والرجال والثاني توفير خدمات الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة وإيصالها، مفيداً بأن وزارة الصحة حرصت كل الحرص على متابعة وضع وتنفيذ الإستراتيجية الوطنية للصحة الإنجابية والتي تعتبر المدخل الرئيس لمواجهة مشكلة النمو السكاني المرتفع والبالغ 3% والذي يؤثر تأثيراً سلبياً على جهود التنمية المختلفة وكذلك الحد من معدل الخصوبة المرتفع والبالغ 6 ولادة لكل امرأة في عمر الإنجاب..كما إن الإستراتيجية الوطنية تهدف إلى تخفيض معدل وفيات الأمهات والأطفال الرضع ليتواكب مع أهداف التنمية الألفية والتي التزمت بها بلادنا مع مختلف بلدان العالم، وكذا وصول اليمن إلى الهدف المتعلق بتخفيض وفيات الأطفال عام 2015م والذي حقق نتائج كبيرة في هذا المجال، لكن يظل هدف خفض وفيات الأمهات بعيد المنال رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة الصحة ممثلة بقطاع السكان على المستوى المركزي والطرفي في المحافظات..
وتناول الدكتور راصع جهود وزارة الصحة العامة والسكان في رفع التغطية لخدمات الصحة الإنجابية ووسائل تنظيم الأسرة، وتدريب وتأهيل الكادر الوطني على تقديم المشورة واستخدام تلك الوسائل في مختلف المرافق الصحية.. منوهاً إلى أهمية تكثيف الأنشطة التوعوية الهادفة إلى تنفيذ الإستراتيجية الوطنية للإعلام والاتصال السكاني في مختلف المحافظات والمديريات، خاصة الريفية والتي تعتبر منبع المشكلة السكانية، موجهاً قطاع السكان بوزارة الصحة والأمانة العامة للمجلس الوطني للسكان بضرورة تكثيف العمل في المديريات الريفية في مجال التوعية بالتعاون مع قطاع الأوقاف والإرشاد ووسائل الإعلام المحلية، والتركيز على شريحة الشباب ومشاركتهم في وضع الحلول للقضية السكانية في اليمن.. مشيداً بجهود المرحوم أ. احمد الحملي الذي كان له بصمات واضحة وجهود متميزة في مجال التوعية والتثقيف مختلف القضايا والمشكلات السكانية في اليمن.
وأضاف الأخ وزير الصحة بأن هناك إدراك واضح لدى الحكومة بخطورة المشكلة السكانية في اليمن على مختلف القطاعات وهناك التزام واضح بضرورة التصدي لها، حيث تم أفراد المكون السكاني كمكون في الخطة الخمسية الرابعة للتنمية الصحية والتخفيف من الفقر، بما يمكن جميع القطاعات من تنفيذ البرامج الهادفة إلى تحقيق أهداف السياسة السكانية.. داعياً المنظمات الدولية المانحة وفي مقدمتهم صندوق الأمم المتحدة للأنشطة السكانية إلى زيادة الدعم والتعاون لمساعدة اليمن في مواجهة المشكلة السكانية وخصوصاً خلال الأزمة التي تمر بها بلادنا باعتبار أن العام 2011م سيكون معدل خطورة المشكلة السكانية مرتفع في اليمن. مشيداً بالجهود المتميزة التي يقوم بها قطاع السكان في توفير ودعم وسائل تنظيم الأسرة، مؤكداً على ضرورة بذل أقصى الجهود وزيادة التنسيق والتعاون مع الجهات التنفيذية ذات العلاقة لإنجاح برامج العمل السكاني وفي مقدمتهم قطاع السكان بالوزارة والأمانة العامة للمجلس الوطني للسكان وصندوق الأمم المتحدة للسكان للمساهمة في تحقيق أهداف السياسة الوطنية للسكان.
إلى ذلك تناول الأخ/ مطهر احمد زبارة الأمين العام المساعد للمجلس الوطني للسكان في كلمته أهمية نشر الوعي وتوسيع دائرة المعرفة بخطورة المشكلة السكانية التي تعاني منها العديد من البلدان ومنها اليمن والتي تظهر آثار المشكلة السكانية جلياً من خلال العديد من المؤشرات الدالة على ذلك وأهمها معدل النمو السكاني المرتفع والذي يعني تضاعف عدد السكان في فترة تتراوح بين 18-21عاماً.. مفيداً بأن فعاليات اليوم العالمي للسكان ستستمر حتى أواخر شهر أكتوبر حتى يتم الإعلان عن هذا الحدث الهام، وستتضمن الفعاليات العديد من الأنشطة منها ورش عمل وندوات تناقش مواضيع ورسائل سكانية مختلفة بالإضافة إلى أنشطة ثقافية وإعلامية متنوعة لإيجاد تفاعل من قبل مختلف شرائح وفئات المجتمع مع هذه القضية الشائكة، داعياً جميع الشركاء في العمل السكاني خاصة الإعلاميين وأصحاب الفضيلة العلماء والخطباء والمرشدين إلى التفاعل والتعاون من اجل توسيع دائرة الوعي والمعرفة بالقضية السكانية وتأثيراتها المختلفة عبر وسائل الإعلام للوصول إلى اكبر قدر ممكن من فئات المجتمع في المحافظات والمديريات.
وأشار الأمين العام المساعد إلى إن السياسة السكانية أولت المرأة اهتماماً كبيراً وأفردت لها مكوناً مستقلاً أدى إلى تحسين المؤشرات المتعلقة بالمرأة في اليمن وإحداث تضييق نوعاً ما في الفجوة بين الجنسين، ومع ذلك ما زال هناك قصور في مجال تمكين المرأة اليمنية في العديد من المجالات الأمر الذي يتطلب التعاون من قبل جميع الجهات ذات العلاقة والمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني من اجل معالجة جوانب القصور والنهوض بواقع المرأة قدماً نحو الأمام كون ذلك يمثل أحد العوامل الهامة والمؤثرة في مواجهة النمو السكاني المرتفع الذي تعاني منه بلادنا.
من جانبه أشار السيد/ مارك فاند نبرغي ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في كلمته إلى أن اليمن من البلدان التي تعاني من انفجار سكاني لا يتناسب مع موارده الشحيحة، وهذا بدوره يخلق تحديات كثيرة لجميع المواطنين اقتصادياً وصحياً واجتماعياً وتنموياً، ولن يتأتي تحقيق تنمية شاملة مستدامة بالشكل المطلوب إلا بالتصدي للمشكلة السكانية والتي تتلخص في الانفجار السكاني وارتفاع معدل النمو السكاني الذي يلتهم معدلات التنمية الاقتصادية ويمثل عبئاُ على الموارد المتاحة وينعكس سلباً على نوعية حياة اليمنيين ومستوى عيشهم وصحتهم.
ونوه ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى أهمية الاستثمار في الشباب والمراهقين للمساهمة في التنمية الاقتصادية وكسر حلقة الفقر في المجتمعات وتمكين المرأة والرجل للتمتع بحق الصحة الإنجابية في اتخاذ القرار بشأن عدد الأطفال وتوفير المعلومات للزوجين بوسائل تنظيم الأسرة والوصول إلى خدمات صحية أفضل واستقرار النمو السكاني في اليمن، مفيداً بأن صندوق الأمم المتحدة للسكان سيظل ملتزماً بدعم اليمن من اجل استثمار الشباب والنهوض لتمكين المرأة وتوفير خدمات الصحة الإنجابية كخطوة لتنفيذ الأنشطة والبرامج السكانية المختلفة الهادفة إلى تحقيق أهداف السياسة السكانية الوطنية.
|