shopify site analytics
الدكتور الهمداني يكتب: وفاة امرأة من زمن الكبار.. سيدة الهيلمة - ثالث دولة آسيوية تقر زواج المثليين - زلزال قوي يضرب أمريكا وأوروبا من كوريا الشمالية - الرابور التونسي بلطي ينفي دعمه للجمهورية الوهمية - القدوة يكتب: السيطرة الأمنية على الضفة وغزة تحدي للشرعية الدولية - المجالي رئيس وزراء الاردن يكتب: اهل غزة اسود الارض خذوني الى شواطئكم - أفراح آل العثربي مروان وعدنان بقاعة اسطنبول بصنعاء الأربعاء القادم - إصابة 7 أشخاص بينهم نساء وأطفال جراء حادث في منتجع بن لادن السياحي بمدينة إب - القدوة يكتب: الاستخدام المفرط للقوة يفضح أعمال الإجرام الإسرائيلي - صفقة مشينة حميد نوري: الدبلوماسية القائمة على الابتزاز! -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - الحديث عن رمز من رموز الفكر والثقافة والادب والكتابة والصحافة ، مشوق ومثير وجذاب ورسالة انسانية ، وما أجمل ان تكون تلك المفاهيم

الثلاثاء, 11-يونيو-2024
صنعاءنيوز / احمد الشاوش -

السبت, 08-يونيو-2024

بقلم/ احمد الشاوش

الحديث عن رمز من رموز الفكر والثقافة والادب والكتابة والصحافة ، مشوق ومثير وجذاب ورسالة انسانية ، وما أجمل ان تكون تلك المفاهيم والكلمات الطيبة خلاصة الخلاصة للفكر الخلاق وان يكون استاذنا القدير عبدالرحمن بجاش ، هو ذلك النجم الساطع الذي لم يجف قلمه الانيق وثقافته الغزيرة وانصافه للكثير من الشخصيات والرموز الوطنية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية وقضايا وهموم الوطن .

ومن باب الانصاف والوفاء والواجب ، خصصت هذه المقالة للحديث عن الاستاذ العزيز والكاتب الكبير والصحفي المخضرم والاديب المتألق والقاص المبدع وقبل هذا وذاك الانسان الاكثر نُبلاً وتواضعاً ولطافة ومرؤة كأقل واجب اخلاقي ومهني وانساني بالاشارة الى جزء يسير من سيرته الناصعة ومسيرته الحافلة بالنضال والمعاناة والايثار والنجاح .

عبدالرحمن بجاش ، هو ذلك النهر العظيم والقلم الرشيق والقلب المتدفق العطاء سخر جداول حبره وروافد فكره وثقافته ومهنيته في خدمة صاحبة الجلالة.. السلطة الرابعة ومؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر منذ بداية مشواره الصحفي بالثورة ومديراً للاعلام في امانة العاصمة ، ومديراً لتحرير الصحيفة الاولى في اليمن " الثورة " وحتى صدور قرار رئاسي بتعيينه رئيساً لمجلس مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر .. وكنت شاهد عيان على تلك الفترة من خلال طبيعة عملي مديراً للوحدة المالية والادارية بصحيفة الثورة الى جانب عملي الصحفي ومن ثم مديراً للموارد البشرية التي لمست فيها نزاهة وكفاءة الرجل والتزام ومثابرة العزيز بجاش في ادارة شؤون المؤسسة بقدرة وحنكة وأسلوب رائع.

رجل وظف قلمه الانيق وحبره النظيف وفكره المتجدد وفراسته ونظرته الثاقبة لخدمة قضايا الوطن وهموم الناس وانصاف الكثير من الادباء والمثقفين ورجال الصحافة والاعلام والشخصيات الوطنية والاجتماعية والرموز السياسية وموظفي المؤسسة وغيرهم ، بينما نحن أصحاب المهنة والاقلام مقصرين في انصاف شخصية عظيمة نكن لها كل الود.

عبدالرحمن بجاش ,, ابن الشيخ .. ابن قدس .. ابن تعز.. ابن صنعاء .. ابن اليمن رجل نبيل ، دمث الاخلاق ، لطيف المعشر ، في قمة التواضع والوفاء والانسانية.. شخص محب للنظام والقانون والحياة والمدنية وعالم الاريحية والكرة المستديرة.

بجاش الذي نعرفه انسان تجلت فيه كل معاني الحُب اذا جالسته لاول مرة تشعر بالالفة والسعادة والبساطة ، للطافته وظرافته وشعبيته.. حتى مقالبه ومواقفه الطريفة اشبه بمقالب "غوار الطوشة" ، التي تدخل السعادة الى قلوب زملاء المهنة ، والمنصف يرى ان .. أبن الشيخ من طراز آخر وابعد مايكون عن الغرور والتكلف والتصنع وهذا مايجعله محبوباً لدى الكبير والصغير.

ومن المواقف الانسانية النبيلة انه في احدى الايام كان الصحفي المخضرم "حمدي دوبلة" ، يعاني من الم شديد - عرق النسا ، فعلم الاستاذ عبدالرحمن بجاش ، بمعاناة الزميل دوبلة وطلبه وحول له مبلغ من المال وقال له غداً الساعة التاسعة وانت في الفرزة الفلانية ياحمدي ، تسافر الى الدكتور " مصعبين" في عدن لمعالجتك وقد رتبت لك الموضوع معه .. أول ماتوصل تتصل بي من عنده.

صاحبنا حمدي دوله عليه السلام .. شل البيس وتجهز للسفر وبالمصادفة التقى احد اقاربه من الحديدة شاكياً من المرض وانه مسافر الى عدن فقال له قريبة انصحك تذهب الى عند الحاجة " زهرة" في منطقة الزهاري بالحديدة فهي قد شفي على يدها الكثير ..

وعلى قولت المثل العربي "الغريق يمسك بقشاية" ، أقتنع حمدي دوبلة وغير خط السفر ووصل الى الحديدة واتصل به بجاش .. اينك ياحمدي؟ .. قال في الحديدة .. ايش تعمل عندك .. قال اتعالج في الحديدة عند الحاجة زهرة يا استاذ .. فرد عليه بجاش انا قلت لك تسافر عدن .. مافيش فايدة ياحمدي.. هذا وانت المتعلم فكيف ..

ومن طرائف بعض زملاء المهنة وحكمة بجاش انه في بعض اعياد الثورة اليمنية ، كلف الاستاذ عبدالرحمن بجاش الزميل احمد الطيار ، بالسفر لاحدى المحافظات بالجنوب لاحضار تقارير واجراء مقابلات ، وبالمصادفة لقي بجاش - الطيار في شارع علي عبدالمغني وقال له مالك ماتسافر يا احمد .. فرد عليه الصحفي احمد الطيار .. "أعتبر نفسك يا استاذ عبدالرحمن - ماشفتنيش ".. فطنن بجاش وضحك وصدم من الجرأة او اسلوب الزميل وبدبلوماسيته وطيبته شرب المقلب المؤقت بهدؤ ، وبأسلوبه القيادي وفي الوقت المناسب دفع الطيار الى احضار المادة المكلف بها .

كان بجاش ، اذا حصل احتجاج من قبل بعض الصحفيين والفنيين والاداريين لاسيما اثناء موجة الربيع العربي والانقسامات والاضرابات والاحتقان يحضر الى المؤسسة ويجلس معهم حتى في الدرج لنزع صاعق الاثارة ويتحدث بلغة وقلب الاب وحكمة المسؤول الواعي والمدرك لكل التناقضات والاخطار مع هذا ويحاول ارضاء واستمالت البعض ويطرح المشدة بقوله هذا جاه الله لدى آخرين من اجل عدم الانقسام والاستمرار في العمل لانه يدرك معنى تعطل الصحيفة الاولى في البلد"الثورة" ، ويعي معنى الفوضى والحقوق ، واياً كان الخلاف مع الاستاذ عبدالرحمن بجاش وقناعته وايجابياته وسلبياته الا انه كان بذكائه وخبرته وفطنته يسعى الى احتواء اي مشكلة ، رغم ان الكمال لله.

لقد حفلت مسيرة ابن الشيخ قاسم بجاش بعدد من الاصدارات الانيقة والقصص الجميلة واليوميات العجيبة والقضايا المثيرة التي نقشها بريشة فنان ماهر ومثقف كبير غاص في بحار الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي ، بأسلوب فريد وفي قمة البساطة والاتزان مثل حكايات "العم قاسم" و "شهقة الفجر" و " حافة اسحاق " و " لغلغي في صنعاء" ، واعمال أخرى تحت الطبع ، رصد جواهرها ونفائسها ووثق لمرحلة تخللتها الكثير من القضايا والقصص والحكايات والطرائف والاخبار التي عكست واقع المجتمع اليمني وتجلياته بكل إيجابياته وسلبياته وتناقضاته وحلاوته ومرارته برؤية واقعية وناضجة أثرت المكتبة اليمنية و العربية وروت ضمأ القارئ والباحث الذي يبحث عن نفائس ومكنونات ومشاهد الواقع اليمني.

أخيراً.. يظل الاستاذ عبدالرحمن بجاش غني عن التعريف بما يملكه من شخصية فذة وفكر خلاق ورؤية ناضجة وحضور مٌلفت وخبرة كبيرة وقلم رشيق واديب جدير بالاحترام، فالكتابة عن هذا النجم الساطع والنهر العظيم والانسان الوفي الذي سخر فكره وقلمه وقلبه ومشاعره في انصاف الكثير من الرموز العلمية و الوطنية والثورية والشخصيات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والفنية والاهتمام بالقضايا الانسانية يعكس أصالته وحلاوة وخفة روحه ووفاءه النادر ومشاركته لانصاف الكثير من الرواد في زمن تغيرت فيه قيم الوفاء والمبادئ الانسانية وسقطت فيه الكثير من الاقلام والمثقفين والاعلام ، وتصبح مقالة " ن " والقلم هي الواحة الخضراء المطرزة باحرف وكلمات انيقة تختزل كل معاني الوفاء والانسانية.

تمنياتي لاستاذنا العزيز عبدالرحمن بجاش بالصحة والعافية والسعادة وكل عام وانتم بخير .
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)