صنعاء نيوزعلي ربيع -
يكتمل اليوم عقد يؤلفه ثلاث وثلاثون سنة منذ تولي الرئيس علي عبدالله صالح سدة الحكم، وهي بكل ما لها وما عليها ذاكرة جيل يمني بكامله، ولست معنياً شخصيأً بالتفصيل فيها في اللحظة الراهنة لما فيها من مغبة الارتطام بمطب عدم الإنصاف، فالرئيس علي عبدالله صالح لا يزال رئيساً والقول فيه مدحاً لن يفهم سوى في إطار التربص بفتات المغنم، والقول عنه قدحاً لن يخرج أيضاً عن تصنيف عدائية الثورجية العمياء، فلنتركه إذن للحظات صفاء منصفة لا تغمطه حقه ولا تتجاوز عن خطاياه، المهم الآن أن تتعافى جراحه وتندمل جراح المأساة العبثية التي تجثم على صدور اليمنيين منذ خمسة أشهر فاجعة.
>>>>
تقاذفت الفضائيات ليلة البارحة خبر تشكيل مجلس انتقالي يمني، حثني الفضول للبحث عمن شكله ومن هم قوامه، اتضح أن المشكل(بكسر الكاف) هي توكل كرمان والمشكلون بفتح الكاف هم كارثة من الكوارث التي عانت منها اليمن وأسأله تعالى ألا يعاني منها مستقبلاً، وأستثني من القائمة مالا يزيد عن ثلاثة أسماء تحترم لنزاهتها وكفاءتها، بغض النظر عن قبولها أن يزج بها في هذه التشكيلة المنتقلة إلى رحمة الله منذ إعلانها لأن الروح التي نفخت فيها مجرد وهم عريض أو خيال مجدب اسمه المجلس الانتقالي، وعلى المستريب في قولي إثبات العكس، وصدقوني لو كان الأمر ممكناً بهذا الشكل لما ترددت أحزاب المشترك لحظة في اقتناصه منذ أمد.
>>>>
الزاوية الأخرى تؤكد أن استعداء الأشقاء والأصدقاء غباء ثوري فج، والذي يظن أن السعودية سعيدة بمشاكلنا وأزماتنا ليس له من المنطق نصيب ولا من القراءة الحصيفة جانب، فللسعوديين ما يشغلهم غيرنا، لكن ليس من المقدر مفر، فالجوار الجوار، ووجود النيران في بيت الجيران خطر محدق إن لم يصب لهيبه فشرره لن يتوقف عند سابع جار، وكثر الله خير السعودية وغيرها على الثلاثة براميل نفط وعلى مداواة جرحانا وعلى ما يمكن أن تقدمه أيضاً لحق الدم اليمني والتخفيف من معاناة السواد الأعظم من اليمنيين الذين ليس لهم ناقة ولا جمل في عير السلطة ولا في نفير الثوار.
>>>>
وفي جانب من جوانب الصورة يتراءى الذي يحدث في أبين وهو كارثي جداً، فالإرهاب مجنون لا يرى ولا يعي، لكننا نرى ونعي مأساة الناس هناك، والمطلوب جهد رسمي وشعبي يلزمنا جميعاً، وفي المقدمة ممولو خنادق الحصبة وشارع مازدا، فالوطنية لا تكمن في مناصبة علي عبدالله صالح العداء، فهناك هموم مشتركة من الأولى أن يقف عندها الجميع، وفي الطليعة علماء اليمن الذين انزووا عن معاناة الناس وانكبوا يتزاحمون على تفصيل شكل الدولة القادمة مع علمهم أن اليمنيين مسلمون ولن ينص دستورهم على كفريتهم في يوم من الأيام، عوضاً عن ذلك لا نزال نريد رأيهم ونصيحتهم لمن يقطعون الطرق ويفجرون الكهرباء ويعيقون وصول النفط وإمداداته بشكل واضح وصريح.
>>>>>>
وللقائمين أيضاً على أجهزة الدولة نقول نقدر الوضع العام والمشاكل والإحباطات لكن في الوقت عينه إما أن تكون ممثلاً فعلياً للدولة تؤدي واجبك في حماية الأرواح والممتلكات الخاصة والعامة أو تعلن عجزك وضعفك وتستسلم، فأنت المعني أولاً وأخيراً بتوفير الأمن والحماية وتوفير احتياجيات الناس، والدول عادة تنهار حين تستضعف ويستقوي عليها الطامع والطامح والمفسد دون أن يجد رداً.
>>>>>>
ولأن كلمة الشكر يجب أن تقال لمن يستحقها أقول شكراً للأخ علي صالح جابر عضو المجلس المحلي في مديرية شعوب على ما يقدمه من خدمة مجانية وجهود غير ممنونة لأبناء مركزه الانتخابي مصحوبة بتواضعه وتفانيه في تقديم المساعدة لمن يطلبها، وحبذا أن يكون قدوة لغيره من أعضاء المجالس المحلية الذين ينامون في العسل ولا يتذكرون أبناء دوائرهم أو مراكزهم الانتخابية إلا حين يدق نفير الانتخابات.