صنعاء نيوز/محمد علي يوسف* -
فور اصابة السفير الإيراني في العراق حسن دانائي فر بجروح، بثت وكالة أنباء مهر الإيرانية التابعة للاطلاعات الإيرانية (المخابرات) خبرا أكدت فيه ان سعادة السفير في حالة جيدة ومضيفة ان المالكي رئيس وزراء العراقي زار السفير الإيراني للاطمئنان على صحته وأمر على الفور بتشكيل لجنة للتحقيق بالحادث للوقوف على ملابساته. وفي حين كانت الوكالة تتحدث عن ”وقوع حادثة” فقط كانت وسائل الاعلام تتحدث عن تعرض السفير الإيراني لضرب المبرح للسفير الإيراني من قبل عراقيين.
وهنا عدة تساؤلات بسيطة تطرح نفسها.....
كيف يمكن أنه وخلافا للبروتوكولات المعترفة بها، يقوم رئيس وزراء بلد مستقل ”ذات سيادة” بزيارة سفير مصاب لبلد آخر وعلى وجه السرعه؟ واذا كان هذا البلد كان بلدا آخرا ما عدا إيران هل كان سيقوم دولة رئيس الوزراء العراقي بمثل هذه الزيارة؟:
وكيف أن الحدود العراقية الإيرانية والمناطق الحدودية في اقليم كردستان العراق تتعرض للقصف المدفعي اليومي من قبل مدفعية القوات المسلحة الإيرانية ولم يشكل السيد المالكي أية لجنة تحقيق حول هذه الانتهاكات الا تستحق كرامة العراق وسيادته تشكيل هكذا لجان؟ وهذا في حين أن احزاب كردية عراقية وعشرات من اعضاء البرلمان العراقي قد طالبت باجراء مثل هذا التحقيق؟
وكيف ان قلوب العراقيين قد بلغت حناجرهم من تدخلات النظام الإيراني والعديد من الشخصيات العراقية الشريفة يصرخون وبشكل يومي من هذه التدخلات في الشؤون الداخلية لبلدهم ولكن المالكي لم يشكل أية لجنة للتقصى حول هذا الكم الهائل من التدخلات الإيرانية في العراق؟
وكيف أن تجري مجزرة في مخيم أشرف التابع للمعارضين الإيرانيين من مجاهدي خلق الإيرانية من قبل القوات المؤتمرة بإمرة السيد المالكي ويقتل فيها 36 شخصا ويصيب عشرات الاشخاص ولم يشكل السيد المالكي أي لجنة تقصي حقائق حول هذه الموضوع رغم مرور اكثر من ثلاثة أشهر؟ وهذا في حين أن كل من منظمة الأمم المتحدة والمفوضية العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة والاتحاد الأوربي وكثيرا من البلدان الحرة في العالم طالبت باجراء مثل هذه التحقيقات؟
وكيف أن الفساد والسلب والنهب تتفشي في السلطة العراقية وبسبب تفشي الفساد في دوائر السلطه استقال العديد من المسئولين وأخيرها وليست آخرها وكيلة وزارة التجارة العراقية السيدة سويبة محمود زنكنة حيث قدمت استقالتها معلنة أن السبب يعود إلى ضغوطات المالكي ووجود ملفات فساد في الوزارة لم تكشف حتى الآن”، ولحد الآن لم تشكل بشكل جدي أي لجنة تحقيق للتقصي حول حالات الفساد والنهب؟
كثيرة هي اللجان التي لم تشكل و التي لم تصل إلى أي نتيجة في العراق الجديد للسيد المالكي. ولكنه وفي خضم هذا الكم الهائل من الظلم والجرائم المرتكبة، اللجنة الوحيدة التي يأمر السيد المالكي بتشكيلها ”فورا” وفي نفس الوقت تسرعه لزيارة سعادة السفير وبثها للمرة الأولى من قبل وكالة انباء الاطلاعات (المخابرات) الإيرانية، بالرغم أنه لا مجال هنا ولا داعي للسؤال وانما يقع الامر في محل تعجب.
*باحث وكاتب
[email protected]