shopify site analytics
القدوة يكتب : حرب الإبادة ومؤامرات التصفية الإسرائيلية - منيغ يكتب: مهزوم العصر يدعي النصر - إسرائيل تحذر مواطنيها من السفر إلى 15 دولة - وسائل إعلام إيرانية: على قيد الحياة - حزب الله يصدر بيانا هاما بشأن هجوم الضاحية الجنوبية - المكتب السياسي لأنصار الله: استهداف الضاحية الجنوبية المكتظة بالمدنيين توحش - الجيش الإسرائيلي: نتطلع إلى جميع الساحات - الألم المعنوي: أشد تأثيراً من الجسدي - حشود مليونية بالعاصمة صنعاء في مسيرة "يمن الإيمان في جهاد وثبات مع غزة ولبنان" - حماس تدعو قادة الدول للانسحاب من الاجتماع الأممي -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - "سنحرر العراق من براثن الأمريكيين"، و"سنحرر شبه الجزيرة العربية من الصليبيين"، و"سنعمل بجهد حتى إزاحة الحكام الخونة

السبت, 22-يونيو-2024
صنعاءنيوز / إيهاب مقبل -



"سنحرر العراق من براثن الأمريكيين"، و"سنحرر شبه الجزيرة العربية من الصليبيين"، و"سنعمل بجهد حتى إزاحة الحكام الخونة في السعودية والإمارات والبحرين والأردن ومصر"، وغيرها من الشعارات التي طالما نسمع بها، والتي عادةً ما تطلق من الحركات الإسلامية والقومية والشيوعية وغيرها لمواجهة الأنظمة الليبرالية الغربية المتغطرسة في منطقتنا العربية. ولكن كيف بالمقدور تحقيق التحرير الكامل لمنطقتنا العربية والانتقال من الاحلام إلى الواقع؟

سواء أكنت شيوعيًا أو قوميًا أو إسلاميًا فقد تعرضت لقمع هائل من الأنظمة الليبرالية الغربية وعمالقة تكنولوجيا المعلومات، والذي أدى بدوره إلى تدمير القدرات على التواصل والتطور بشكل كبير. عليك أن تفهم بأن الرقابة الجديدة الشاملة على محتويات الإنترنت ميؤوس منها إلى حد ما، بل يصعب تجاوزها بقدراتك البشرية التقليدية.

يتعطش جميع سكان منطقتنا العربية في الواقع إلى المعلومات الصحيحة والصادقة، وإلى الحقائق والحجج الدامغة التي تدحض الأفكار الليبرالية الغربية الهدامة للمجتمعات الشرقية، ومع ذلك فانهم يحصلون عليها بدرجات متفاوتة وعلى دفعات على مدى عدة سنوات. ولكي تكون العملية أسرع ونتجاوز الرقابة الجديدة الشاملة فأننا بحاجة إلى استخدام "تقنية الذكاء الاصطناعي" لنشر الحقائق وزيادة القدرة على التحليل والاستنتاج واحداث ردات الفعل المطلوبة.

لدى تقنية الذكاء الاصطناعي اليوم المقدرة على احداث انتفاضات عارمة مضادة للتأثيرات الفكرية الغربية والأنظمة العربية التابعة لها. ومن أمثلة هذه التأثيرات الفكرية الغربية على مجتمعاتنا الشرقية هي "رؤية الأردن 2025"، و"رؤية العراق 2030"، و"رؤية السعودية 2030" و"رؤية مصر 2030" و"رؤية الإمارات 2031" والقائمة لا تنتهي، فجميعها تعمل على سلخ المجتمعات العربية من تاريخها العربي والإسلامي، وتشجع على هدم الأسرة الواحدة وعلى تمرد الأولاد عن أبائهم.

ومع ذلك، لا تكفي الحقائق والحجج لوحدها لتحرير منطقتنا العربية، وذلك لان الإنسان بشكل غريزي يتفاعل مع الضعف والقوة، وإنه يشعر بالأمان تحت حماية المنتصر. وطالما أن الحكومات العميلة تجسد قوة نسبية بدعم من الحكومات الليبرالية الغربية، فستظل فئة انانية في مجتمعاتنا تتبع تلقائيًا هذه الحكومات على الرغم من إدراكهم بضعف حجج هذه الحكومات وكذب معلوماتها، وذلك لان هؤلاء الأشخاص ليسوا على استعداد للمخاطرة من أجل الحقيقة أو من أجل النضال أو الكفاح أو العروبة أو الإسلام من أجل وجود أفضل بأي شكل من الأشكال. هاك مثال من الحرب الأمريكية الإسرائيلية على قطاع غزة، فأين 111 مليون مصري عن معبر رفح؟! بل بمنظر حزين تقف امرأة مصرية بمفردها في الشارع حاملة العلم الفلسطيني وانظار الناس تراقب ماذا سيحدث لها!! والحال نفسه في بلاد الحرمين مجرد الدعاء لاهل فلسطين وغزة عقوبته السجن على أقل تقدير!

وبالتأكيد في داخل الحكومات أقلية قوية تتمتع بالصلاح الذاتي، والتي يمكن إقناعها وتجنيدها وتحويلها لتصبح العمود الفقري لتحدي هذه الحكومات. هذه الأقلية الصالحة تدرك تمامًا بأن سبب الفساد في المؤسسات الحكومية هو "شراء الولاءات للحكومات الفاسدة"، فمن دون فساد لا يمكن أن تستمر هذه الحكومات في عملها. فإذا كانت "الأغنام" تخشى من التغيير، فإن هؤلاء "الذئاب الصالحة" سيكونون الرعاة الجدد في النهاية، والجميع سيدافع عن التغيير بشغف كما يدافع البعض عن الحكومات اليوم.

لكن ليست ساحة اللعب المحلية فقط هي التي تحتاج إلى التغيير. يجلس أعداؤنا النهائيون على المستوى الدولي على أقوى سلاح لديهم على الإطلاق: "واشنطن، والناتو، والاتحاد الأوروبي، وتل أبيب". ومن أجل التبسيط يمكن تسميتهم بـ"مجال القوة الأطلسية". وفي العالم الحديث يتحكم هذا المجال بعمالقة تكنولوجيا المعلومات العالمية ووسائل الإعلام للسيطرة على تدفق المعلومات إلى الجمهور المستهدف.

لقدْ أثبت هذا المجال عمليًا وبكل الوضوح أنه لن يسمح تحت أي ظرف من الظروف بتحرير البلدان أو المناطق. وفي كل مناسبة يظهر فيها زعيم أو حركة في العالم تريد خلق سيادة واستقلال حقيقيين لشعبها، متحررة من عبودية السلطة المصرفية وحملات نفوذ الإمبريالية العالمية، يستخدم مجال القوة الاطلسية كل شيء لافشال التغيير، وأدواتهم المتاحة: "الابتزاز الاقتصادي، والثورات الملونة، والاغتيالات، والإعمال العدوانية والإرهابية، والغزوات الواسعة النطاق، والقنابل الديمقراطية، وحملات التشويه"، وكل ذلك وضع نهاية دموية لطموحات التغيير.

وبالتالي يشكل مجال القوة الأطلسية عقبة مطلقة أمام التحرير الحقيقي لمنطقتنا العربية. لكن حتى هنا بمقدرونا تغيير خطة المواجهة!

نرى اليوم كيف أن مجال القوة الأطلسية يفقد نفوذه أكثر فأكثر، سواء في فلسطين أو العراق أو اليمن أو في العديد من الدول الأفريقية. تتحدى العديد من الدول مثل روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران وأفغانستان والهند والبرازيل هيمنة واشنطن والدولار، ويبدو اليوم أنهما أقرب للانعزال، فقط الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو الحربي وأستراليا واليابان وكوريا الجنوبية وبعض البلدان العربية الأخرى ما زالوا خاضعين لواشنطن ونظام العولمة وعبودية الدولار.

يبدو بوضوح أن هؤلاء قدْ أدركوا تمامًا أساليب الثورات الملونة والتخريب الثقافي والاجتماعي التي يتبعها مجال القوة الأطلسية، وخلقوا تدابير مضادة فعالة. وهم ينشرون الآن هذه المعرفة بنشاط وحيوية إلى البلدان والحركات التي تريد الاستماع إليهم، وهو ما سيقلل على المدى الطويل من قدرة مجال القوة الأطلسية على مناطقهم دون حرب مباشرة.

على الجميع، دون استثناء، ادراك إنه بالمقدور تحدي مجال القوة الأطلسية من أجل أفق مضاء بفجر ذهبي جديد على البلاد العربية، طالما إنه ليس كلي القدرة، بل هو هش، ولديه أوهام العظمة والغطرسة، ويتصرف بطريقة غير عقلانية كالثور المذبوح، وأحيانًا بحماقة طفولية عندما يشعر بالتهديد الحقيقي.

انتهى
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)