صنعاءنيوز / عباس داخل حسن -



عن مركز الجنوب للدراسات والتخطيط في الناصرية – العراق صدر العدد الثامن من مجلة "هوية " في حلة جديدة على صعيد الشكل والمحتوى بواقع 74 صفحة ، وهي مجلة فصلية تعنى بالفكر والادب تاسست عام 2018م ورغم انعدام الدعم المالي وغزو "كرونا" اللعين لكوكبنا وما تلاها من حروب وازمات ، والتحول لصالح المطبوع الرقمي على حساب الورقي مع ذلك استمرت مجلة "هوية " بجهود القائمين عليها بدافع الشغف والتفان للثقافة والفكر .
العدد الجديد متميز من حيث التصميم فقد استطاع المصمم الفنان "حيدر عودة " من خلال التخطيطات ونوع الخط والضوء والظل عبر توظيف خاصية الجرافيك والاستفادة منها لاقصى حد في التعبير عن الموضوعات المختلفة واستغلال الفضاءات بطريقة معبرة بصريا وجماليا....
جاءت افتتاحية العدد بقلم رئيس التحرير "صلاح الموسوي "عام الهدوء الذي يسبق العاصفة" مسلطا الضوء على المحاصصة والصراع الطائفي - المكوناتي للشعب العراقي مما أدى الى العزوف عن الانتخابات وطغيان الولاءات العشائرية والاقطاعية الاسرية في الانتخابات الأخيرة للمجالس المحلية في العراق والتي ألغيت قبل عشرة سنوات نتيجة لمطالب "ثورة تشرين" لتعود مع تنسم "محمد شياع السوداني" رئاسة مجلس الوزراء.
وفي باب المقالات نجد باقة من المقالات الفلسفية والفكرية المعاصرة :
غزة والضمير النسوي – صلاح الموسوي ، الأصول الفكرية للحركة النسوية –ناجح المعموري، تضامن هامبرماز وآخرون مع إسرائيل – دكتور علي حاكم صالح ، المعادلة الزائفة بين المضطهدين والمستعمرين – حمزة حموشان ترجمة الباحث والمترجم "أمير دوشي "، تحليل سرديات التوراة – للروائي والباحث" داود سلمان الشويلي" .
في زاوية " قراءات" نقرأ " تشكل فريدريك نيتشه والخروج من منظورية الضفدع" عدنان فالح دخيل ، وفي "رؤى" مقال " في مديح العربية في يوم الاحتفاء بها للدكتور سعيد الجعفر .
اما عن ملف العدد كان عن الشاعر "خالد الأمين " الموسوم (لبعض السفر أحتاجك ) وهوعنوان لكتاب مطبوع للفنان والشاعر " علي البزاز " حاول من خلاله نفض غبار النسيان عن شاعر كبير بعطائه الشعري والنضالي- الانساني على حد سواء، وقد حصلت المجلة على موافقة المؤلف لنشر فصوله تباعا وهي مبادرة موفقة جدا للطرفين لأهمية الشاعر " خالد الأمين" الأدبية والإنسانية .
وفي باب "يوميات" كتب زهير الجزائري عن " حارس الخراب ".
وفي باب حوارات حوار مع المسرحي والمؤلف الدكتور" محمد سيف " المسرح في صراع دائم ضد الواقع"
اما في باب السينما يحدثنا "احمد ثامر جهاد عن " فيلهام رايش :اسرار الكائن الحي" وفي باب "التشكيل" نقرا "كاظم الداخل يرسم اللحظات الهاربة " بقلم "حيدر عودة"
وفي باب القصة نقرا قصة "عمنا الكبير "بقلم القاص "سمير غالي" المعني كثيرا في قصصه بالسرد السيري ورصد الواقع في اقصى تجلياته بجراة من خلال مزج المعاش بالعجائبي عبر الخيال ، ونسج حكايات متمردة فنيا واجتماعيا وهذه خاصية وبصمة عرفناه بها وتفرد بها بشكل مغاير عن كتاب القصة في الناصرية والعراق .
وكان ختامها مسك مع الشاعر المغترب " عدنان الصائغ" وقصيدته " القصيدة الناقصة"