صنعاءنيوز / عباس السيد- من صفحته على الفيس بوك - زميلي المهندس عبدالقاهر نعمان عبدالله الحكيمي ، درسنا سوية في الثانوية الفنية بتعز ، قسم الميانيكا الصناعية ثلاث سنوات ، وكنا نسكن في جناح واحد بالقسم الداخلي التابع للمدرسة .
كان حاد الذكاء ، أنيق المظهر ، حلو المعشر ، صفحات دفاتره تجذبك بجمال خطه .
كنا صديقين ، لكن حمى التنافس بيننا على المركز الأول كانت تصنع حدودا لصداقتنا .
في السنة الثالثة والنهائية ، حل عبدالقاهر في المركز الثاني ، وأنا ثالثا بفارق خمس درجات . وجاء في المركز الأول زميل لم نكن نتوقع له حتى خامسا .
وبحسب النظام التربوي المتبع حينها للمتفوقين في الثانوية الفنية ، كان الأول والثاني يحصلان على منحة دراسية إلى الإتحاد السوفيتي ، والثالث إلى الصين .
كنت احلم بمنحة إلى روسيا ، ولا ارغب بالدراسة في الصين ، وفضلت الدراسة في جامعة صنعاء . حينها لم تكن الصين بهذه الشهرة ، وكنا نرى في المدرسين الصينيين بالمدرسة نموذجا لتواضع الحياة في الصين .
بعد أداء خدمة التجنيد ، علمت من رفاق لي في السكن بالعاصمة ، أن شخصا يدعى عبدالقاهر ، جاء يسأل عني لوداعي قبل سفره إلى روسيا .
وبتأثير حمى التنافس لم اهتم ، وشعرت أنها كانت زيارة للتشفي لا للوداع .
اربعون عاما انقطع التواصل بيننا ، لم يكن ذلك جفاء متعمدا ، بل لأن كل منا استقر بعيدا عن الآخر . انا في العاصمة وهو في الساحل .
وكم تمنيت أن القاه . سألت عنه الكثير من الزملاء : أين عبدالقاهر ، وفي كل مرة يأتيني جواب مختلف . ولم اجد له حسابا على فيسبوك او تويتر .
قبل اسبوع ، قرأت في صفحة احد اصدقاء الفيسبوك ابراهيم عبده سلام الحكيمي تعزية ل " عبدالقاهر نعمان عبدالله " الذي توفي في القاهرة دون أن يذكر اللقب ، الحكيمي " .
ادركت أنه هو ، زميلي وصديقي .
ارسلت لصاحب الصفحة ع الخاص طالبا منه صورة لعبدالقاهر ، واستجاب مشكورا فتأكدت أنه هو . وعرفت منه أن المرحوم كان يعمل مهندسا في ميناء الحديدة .
رحمة الله تغشاك يا عبدالقاهر ، عزاؤنا لأولادك واهلك ، إنا لله وانا اليه راجعون . |