صنعاءنيوز / إيهاب مقبل -
كشفت الحرب الأمريكية الإسرائيلية على قطاع غزة منذ أكتوبر تشرين الأول العام الماضي 2023 ان العرب يمضون ساعات طويلة في غرفة الإنعاش، لدرجة أن الصحف الغربية بدأت تثير المخاوف لوفاة العرب، وذلك لانعدام الحركة والصمت المقلق لاجساد العرب في غرفة الإنعاش.
تقول صحيفة لوموند الفرنسية في عددها الصادر في 29 ديسمبر كانون الأول العام الماضي عن سقوط الآلاف من الضحايا والمصابين العرب الفلسطينيين على الهواء مباشرةً وسط الصمت المطبق للحكام العرب والشعوب العربية: "لا يجوز لنا أن نسمح بإخفاء الانهيار العربي الحقيقي، وهو الصمت الذي أصبح أكثر إحراجًا مع استمراره.. تجد مصر نفسها الآن ضعيفة، بينما عززت السعودية مكانتها كمركز جديد للعالم العربي مع الحدث الدبلوماسي التاريخي لعام 2020: اتفاقيات أبراهام، والتي أدت إلى تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والإمارات، وكذلك البحرين، ولاحقًا المغرب".
لا يعد التطبيع مع الكيان الصهيوني هدنة، وإنما اتفاقيات استسلام، فالمراد من التطبيع هيمنة فكرية وعقدية وأخلاقية للعدو اليهودي الإسرائيلي على الأمة وعقيدتها وأرضها وخيراتها ودينها. فمثلًا، الزمت اتفاقيات كامب ديفيد مصر، ولاحقًا الأردن في اتفاقيات وادي عربة، كلا الدولتين بـ:
1. تأمین الحصول على المعلومات من المخابرات المصریة والأردنية عن المقاومة الفلسطینیة.
2. ربط المراكز الحساسة في الاقتصاد والإعلام المصري والأردني لصالح الكيان الصهيوني.
3. إیجاد رجال الكيان الصهيوني في اماكن صیاغة القرار في مصر والأردن، يشمل ذلك الجوانب الدينية والتعليمية والثقافية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والسياسية والتكنولوجية.
والحقيقة أن العديد من الدول العربية، إن لم يكن أغلبها، بإستثناء اليمن ولبنان وسوريا وأحيانًا العراق، ترغب في القضاء على قطاع غزة، باعتباره حجر عثرة في المنطقة العربية تجاه التطبيع الكامل مع الصليبيين الأمريكيين واليهود الإسرائيليين، والمقابل للأنظمة العربية الإنهزامية المصالح المالية بشكل خاص والاقتصادية بشكل عام. هاك مثال من الحرب الأمريكية الإسرائيلية على قطاع غزة، فأين 111 مليون مصري عن معبر رفح؟! بل بمنظر حزين تقف امرأة مصرية بمفردها في الشارع حاملة العلم الفلسطيني وانظار الناس تراقب بخفاء ماذا سيحدث لها! والحال نفسه في بلاد الحرمين مجرد الدعاء لاهل فلسطين وغزة عقوبته السجن على أقل تقدير!
ولضرب مركز الثقل العربي الجديد للتهويد المتمثل بالسعودية وبعض دول الخليج كالإمارات والبحرين، يتوجب التالي:
1. تعليق العمرة والحج إلى السعودية حتى إشعار آخر، وهو خطوة بالغة الأهمية لسحب ثقل التهويد من الكيان السعودي. وقدْ عُلقَ الحج مئات المرات عبر التاريخ لاسباب أمنية أو سياسية، أبرزها تعليق خليفة المسلمين المستنصر بالله الحج في سنة 634هـ/ 1237م لاعطاء الأولوية لدعم الجهاد ماليًا ومعنويًا وعسكريًا أمام هجمات التتر ضد حدود دولة الخلافة الإسلامية وعاصمتها بغداد، واستمر تعطيل حج العراقيين حتى سنة 650هـ/1252م، أي حتى بعد وفاة المستنصر بالله في سنة 640هـ/1243م.
2. التدمير المعنوي للكيان السعودي بدلاً من المادي، وبأسلوب يعتمد على الناحية الاقتصادية في الأساس، وهو مايسمى بالهجوم غير المباشر، لتقليل خسائر أهلنا في بلاد الحرمين، والذي يحقق نصرًا حاسمًا بالقليل من أو بدون قتال.
3. استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي لكشف خداع النظام السعودي على مستوى المنطقة الإسلامية، وتوعية الحجازيين على وجه الخصوص لأحداث انتفاضات وانقلابات داخلية، وهي خطوة ضرورية لخلق قاعدة الانقلاب للاستخبارات السعودية، والتي بمقدروها التغيير النهائي عن طريق القطاعات الجوية والثقيلة كالدبابات.
انتهى
|