صنعاءنيوز / إيهاب مقبل -
جامع مكي، وهو من أكبر مساجد أهل السنة والجماعة في إيران، ويقع وسط مدينة زاهدان، عاصمة مقاطعة سيستان وبلوشستان.
شُييد مسجد مكي في العام 1390هـ/1971م على يد الشيخ عبد العزيز ملا زاده (تولد 1917 - توفى 1987)، وهو عالم فاضل وفقيه زاهد معروف بجهوده في تعزيز الوئام والتفاهم بين المسلمين السنة والشيعة، ودعواته لترك البدعة والخرافات بالحكمة والموعظة الحسنة، وحث الناس على تزكية النفوس وتهذيب الأخلاق، وغرس في قلوبهم حب الإسلام، ونشر تعاليم أهل السنة والجماعة في إيران، بما في ذلك تشييده وإدارته لجامعة دار العلوم للعلوم الشرعية في زاهدان، والذي يقع المسجد بجوارها.
وسعَ المسجد بمساعدات وتبرعات المسلمين عدة مرات، وبموافقة الحكومات الإيرانية المتعاقبة على البناء والتوسعة دون تدخل رسمي منها، آخرها في العام 2010 للحد من إقامة الصلوات في الشوارع المجاورة، ليستوعب المسجد اليوم بطوابقه العديدة أكثر من 50 ألف مصلي، أي خمسة أضعاف ما يستوعبه جامع السلطان أحمد في إسطنبول (يستوعب فقط 10 الآف مصلي).
انتشرت شائعات بأن المسجد جرى تمويله من قبل السلطات الإيرانية، وأخرى من قبل السلطات السعودية والإماراتية، وهو ما نفاه مولوي عبد الحميد، خطيب المسجد، وأضاف إن جميع التكاليف كانت من أموال السكان المحليون، وإن المصلين أنفسهم شيدوا المسجد وعمروه طوعًا ودون أن يطلبوا أجرًا مقابل ذلك.
لا توجد إحصائيات دقيقة تحدد عدد المسلمين السنة في إيران، لكن يُقدر عددهم ما بين 9 إلى 27 مليون نسمة من أصل تعداد سكان إيران البالغ نحو 89 مليون نسمة. ويقدر عدد مساجد أهل السنة والجماعة في إيران بين 10 إلى 15 ألف مسجد، أي أكثر من عدد مساجد أهل السنة والجماعة في العراق وسوريا معًا، والبالغ عددها في كِلا البلدين أقل من 14 آلاف مسجد.
تسمح الجمهورية الإسلامية الإيرانية للمسلمين السنة برفع صوت الآذان ليصل أكبر عدد من الناس، كما تتيح لهم ممارسة شعائرهم الدينية بـ"حرية ودون تدخل"، بينما تحارب الدول الغربية الحرية الدينية بضراوة، من حيث التضييق على المصلين واعتقال الشيوخ ومنع رفع صوت الآذان أكثر من 100 مترًا، أي صوت الإنسان الطبيعي، مع تحذير الخطباء والأئمة من ذكر الآيات والقصص الإسلامية التي تتعارض مع الشذوذ الجنسي، واطلاق التهديدات علانيةً بهدم المساجد والوقف الفوري لإنشاء المساجد الجديدة كما يحدث حاليًا في أوروبا الغربية عامةً ودولة السويد خاصةً.
وبذلك يمكن القول أن "الحرية الدينية في إيران أكثر رحمةً وإتساعًا مقارنة بالدول الغربية".
انتهى
|