صنعاءنيوز / عبد الرحمن بجاش - من صفحته على الفيس -
فمحتواها عظيم عظمة الرجل
الشهادة الكبيرة ..
نلتها شهادة من أكبر جامعة يمنية ، جامعة الأب والمعلم أ، د عبدالعزيز المقالح ،
ماذا يمكن لأي جامعة أن تقول أكثر من شهادته …
استعيدها هنا بمناسبة مرور عام- 28 نوفمبر2022- على خسارتنا الكبيرة ، فقدان المقالح…
""""""""""""""""""""
"سأحاول في هذه الخواطر غير المرتبة أن أتحدث عن صديقي الصحفي المبدع عبدالرحمن بجاش من خلال صورة مضيئة رسمتها له في ذهني عبر السنوات الماضية التي تمتد إلى أكثر من عشرين عاما على الأقل ، وكيف كانت هذه الصورة تزداد بمرور الأيام نصاعة وتوهجا ، ثم كيف استطاع عبد الرحمن بأخلاقه الرفيعة وبمواقفه بالغة الشفافية أن يكسب كل يوم اصدقاء جددا ولا يخسر صديقا واحدا ، وتلك ميزة لايمتلكها سوى القليل ممن يعملون في خدمة السلطة الرابعة ، بما يعتورها من معارك كلامية وانتماءات متناقضة .
وقد تمنيت لو استعير قلمه الرشيق وموهبته العالية وقدرته على إنصاف الآخرين .
ولن اكون مبالغا اذا ماقلت انه الوحيد بين كل حملة الاقلام ينقب في ذاكرته وفي الواقع ، عن الجنود المجهولين ليسعدهم بكلماته الصادرة عن فيض المحبة ونبع الوفاء ، لكي يجعلهم يشعرون بأن العالم لا يزال بخير وان الوطن لا ينسى أبناءه أو يتجاهلهم وان نسيهم الأهل والزملاء .
كما أنه الوحيد من بين كل حملة الأقلام الذي يتذكر بقدر من الحب والإشفاق مراتع الصبا والاماكن والمدارس والشوارع التي شهدت جانبا من أيام عمره ، ويكفي الإضاءة البديعة لشارع علي عبدالمغني وما ارتبط به من ذكريات وتداعيات كفيلة بأن تؤلف عنه كتابا لايمل القلب لغته ولايمل الوجدان اسلوبه وجماليات سرده .
وهنا أتوقف لأقول ان عبد الرحمن شاعر وإن لم يكتب قصيدة واحدة - حد علمي ، فأغلب كتاباته لا تخلو من مذاق الشعر ولامن نكهته الجميلة .
ولاأنكردور الآخرين في صحيفة "الثورة" ، ولا أغمط حق أحد إذا قلت إني أول ما أبحث فيها عن المساح وبجاش ، لكي أتدفأ بكلماتها شتاء واتبرد بها صيفا ، وحين تصل الكتابة الى ان تكون دفئا في الشتاء ونسمات في الصيف ، فإنها تكون قد بلغت حد الجمال والكمال .
وكذلك هي كتابات عبد الرحمن الراقية والعذبة كروحه . وتجدرالإشارة إلى انه الى جانب كون الكتابة موهبة فهي كذلك قبول وجاذبية ، ويستطيع كل حامل قلم أن يكتب ، ولكنه إذا ما فقد سر الجاذبية أو سحرها فإنه لن يصادف قبولا ، ومن حسن حظ عبد الرحمن وحسن حظنا أيضا أن يمتلك الموهبة والقدرة على شد القارئ بما يمتلكه من جاذبية أولا ومن بساطة آسرة ثانيا .
ومن الواضح أن عبد الرحمن يقرأ كثيرا ويتابع ويتجدد ، ولا ينام مكتفيا بحصيلته الأولى . وقراءته متعددة ، تشمل المعرفة في شتى تجلياتها ، من الشعر والقصة والرواية الى الدراسات الاقتصادية والعلمية .
ولهذا تشعر وأنت تقرأ له في أي موضوع انك تقرأ لكاتب ممتلئ قادر على محاربة الضحالة الفكرية والصحفية . وإذا كان الله قد حباه بقدرمن المرونة الرائعة ، فإنها مرونة لا تجعله يتخلى عن مبادئه أو يفقد جزءا من ضميره .
وتاريخه الصحفي النقي يؤكد حقيقة أنه يرفض الدخول في المعارك الجانبية والإساءة الى أي كان . ويرى البعض ان ذلك ناتج عن أنه لم يأت إلى الصحافة متطفلا أو أنه هبط اليها بالبراشوت شأن كثيرين ممن امتهنوا وأهانوا الصحافة ، ولكنه جاءها دارسا وعاشقا ومتفاعلا وصاحب رسالة .
ولا أنسى في ختام هذه الخواطر الإشارة إلى أن الصحافة - كوقود يومي ، ورغم دورها في الإيقاظ والتنوير- تأكل الصحفي لاسيما حين يكون مبدعا . وفي نيتي تقديم دعوى ضدها لأنها أكلت ابداع عدد من مبدعينا الكبار، وفي طليعتهم شيخ الصحافة اليمنية المبدع صالح الدحان ، وعميدها المبدع محمد المساح ، وأتمنى أن يتمكن الصديق المبدع عبد الرحمن بجاش من الانتصار عليها من خلال التوفيق بين ما هو صحفي وما هو ابداعي ، وأن يتذكر أن صدور كتابه البديع " حكايات العم قاسم " يشكل انعطافة في مستوى العمل الادبي والصحفي معا ، وأن زمن صلب الإبداع على مشجب الصحافة ينبغي أن يتولى إلى غير رجعة . تحية من القلب له ، لعبد الرحمن بجاش الصحفي المبدع والإنسان الودود النبيل المتواضع ."
صادرة عن جامعة المقالح
8 يونيو 2009
صنعاء |