صنعاء نيوز/معاذ الخميسي -
. لا جديد.. المعاناة مستمرة.. والحال إلى أسوأ.. وإذا لم نجد اليوم لتر بنزين لنتحرك ولنعيش.. غداً لن نجد لتر ماء.. ولا تظنوني أبالغ.. خذوا ما أقوله على محمل الجدّ.. وتذكروا أن (الوايت) الماء اليوم يتوفر بصعوبة بالغة وبأضعاف مضاعفة.. وقريباً إذا ما استمر الحال لن نجده.. مما يعني أن الموت جوعاً وارد.. وأن الموت عطشاً وارد.. وما علينا إلا أن نتوجه إلى ساحة الجامعة.. وإلى أبواب الفرقة.. وإلى أبواب منازل قادة المشترك لنقول لهم.. شكراً لكم.. ما قصرتوا.. هذا هو تغييركم.. وهذه هي ثورتكم..وهذا هو أنتم .. وهذه هي عصيدتكم..((متنووووها))!!
ü وبالتأكيد.. كما فعل سكان حي الجامعة الذين خرجوا لأول مرة في مسيرة كبيرة يطالبون من احتلوا شوارعهم وأبواب منازلهم ومحلاتهم بالرحيل.. ويمهلونهم.. بعد أن ضاق الحال من الحصار والتفتيشات والاستقصادات والإزعاجات وبعد أن تحول عدد من السكان إلى مطلوبين لزنازين (الفرقة).. وتعرض كثير منهم للإهانات والانتهاكات.. صار مطلوباً أن يخرج المواطنون من كل مديريات الأمانة ومن محافظات أخرى في مسيرة أخرى إلى ساحة الجامعة وأبواب الفرقة ومنازل (عتاولة) اللقاء.. في خطوة مهمة لتنظيف البلاد وتخليص العباد من دعاة الفتن.. وصناع المحن.. الذين أوصلونا إلى هذا الحال الذي لم يكن يفكر به أسوأ أسوأ أسوأ المتشائمين!!
ü الناس في ضيق شديد.. ياجماعة المشترك ..وصحيح غالبية يراهنون على مزيد من الصبر وكثير من التحدي أمام (سقطات) اللعب بأوراق المأكل والمشرب التي يجيدها الحاقدون والخسيسون.. لكن هل بإمكاننا أن نلمس تعاملاً إيجابياً وتفاعلاً جاداً وسريعاً من جهات الضبط والردع.. وأن يبدأ التحرك الحاسم لإنقاذ شعب من هلاك وإخراجه من مجاعة وتخليصه من حصار غذائي ومائي ونفطي وكهربائي يقتل ما تبقى من قدرة على التَحُمّل!!
ü أقدر جداً حرص وزير الصناعة والتجارة هشام شرف على أن يظهر مرات عديدة ليقول لنا لا تقلقوا.. اطمئنوا.. وصلت باخرة.. وزعت دفعة.. ستعود الأسعار.. فذلك أحسن من أن لا يظهر.. ولكننا (شبعنا) الكلام دون تنفيذ.. ومللنا (التطمينات) والسيارات منذ شهرين غطّاها التراب في طوابير المحطات.. والأسعار تشتعل بشكل جنوني غير مسبوق.. وأسر كثيرة طحنت تماماً.. ونحن محاصرون لا نستطيع إلا أن نقول.. اتقوا الله.. خافوا الله.. يكفي (فُرجة)!!
ü الكهرباء عادت أياما وليالي وليال واستمرت ثم اختفت تماما باستثناء اليومين الماضيين .. وحتى الساعة في اليوم الواحد لا تكتمل بينما شوارع ومناطق أخرى في الأمانة تصلها بالساعات.. أليس هذا ظلماً.. وعدم مساواة حتى في الظلم.. وهل أولئك المخربون والمتقطعون والمنتقمون من الوطن وخيراته عصيّون على القانون والمحاسبة والمعاقبة.. أم أنهم محمّيون من المنشقين.. أم أن الأمر مرتبط (بضبط النفس) والحرص على عدم فتح (مواجهات) حفاظاً على الدماء..وتفويت ما يسعى إليه صناع الأزمات بتفجير الوضع وإشعال حرب أهلية..وشاهد حال ما تعرض له لواء من الحرس عندما اتجه إلى مأرب لإيجاد تعزيزات عسكرية تحمي الكهرباء والنفط..ولم يدعوه يصل واعترضوه وهو في أول طريقه خارجا من صنعاء باتجاه مأرب ..وأشعلوها حربا بما لديهم من إمدادات للأسلحة الخفيفة والثقيلة تتسرب إليهم عن طريق شخصيات ومشايخ وحزبيين ويحصلون عليها من الفرقة.. فهذا ما قد نقدره.. لكننا في هذا الوضع الذي وصلنا اليه لا مجال أبداً لأي اعتبارات !!
ü المشتقات النفطية.. صحيح أننا في أزمة لم تحدث من قبل.. لكننا في أمانة العاصمة.. خاصة.. في أزمة غير أزمة بقية المحافظات التي توصف بأنها خفيفة.. وعندنا البنزين متوفر في الشوارع الدبة الواحدة بعشرة آلاف وأكثر.. والديزل أيضاً.. وشركة النفط اعترفت بأصل المشكلة ومنذ شهرين أكدت أن التهريب من المحطات إلى السوق السوداء هو السبب.. ثم قالت الاثنين الماضي أن 35 محطة ضبطت بتهمة المخالفة في بيع المشتقات النفطية.. ولم نجد إجراءات عقابية ولا حتى ذكراً لأسماء المحطات المخالفة وأصحابها.. وبطريقة (ما بدا بدينا عليه) تدير شركة النفط بالأمانة مسئولياتها ولذلك أغلقت شوارع بطوابير السيارات (المغبرة) ولأكثر من شهر.. واستوطن القهر النفوس.. والمسئولون عن الوزارة والشركة يتفرجون وكأنهم عاجزون حتى عن استنساخ طريقة مدير الشركة بعدن عاتق أحمد علي محسن الذي تعامل بأسلوب متطور وخفف من معاناة المواطنين.. وليس الواصلين!!
ü لا أطلب المستحيل.. فقط أريد أن (يشتغل) الإحساس عند المشترك وأصحاب الساحات وداخل غرفة عمليات الفرقة.. وأن تطال يد الدولة والجيش والأمن كل مخرب ومتآمر ومتقطع.. وأن نجمع على أن استمرار هكذا حال محال.. ويكفي أن تعودوا إلى ذلك العجوز الذي أطل على الفضائيات أمام مبنى الأمم المتحدة في مسيرة لأهالي وسكان حي الجامعة.. وهو يتحدث بحسرة وحرقة ودموع ويقول ستة أشهر ونحن مخنوقون نواجه الموت البطيء.. هل هناك من يحس.. ؟؟
ü أتساءل بحرقة- أيضا- تشتعل نارا في القلوب..وبقهر ألمحه في كل الوجوه..وبحسرة يتجرعها - فقط- الغلابى والمساكين.. ما هذا الطغيان..وما هذا الفجور..وما هذه القلوب المتصلبة..ومن أي فصيلة هذا العند البليد..والحقد الجديد..وهذه النيات التي لم تكتف بالتجويع ..وتريدها نارا تحرق الأخضر واليابس..البشر والشجر..فاحذروا غضبة الشعب..فقد بلغت الحلقوم !!
صنعاء القديمة..وشربة الماء!
إذا أردتم أن تعرفوا حجم المعاناة والكارثة في البحث عن شربة ماء..اذهبوا إلى صنعاء القديمة لتشعروا بما يخنق الناس إذا ما كان الشعور يعمل..فكثير من الحارات والمنازل لها شهور ولم تعرف قطرة ماء..والطامة أن (الوايتات)الماء لا تستطيع الوصول إلى منازل داخل أزقة وشوارع ضيقة كما هو حاصل في حارات العلمي والفليحي ومعمر.. عكس بقية حارات ومديريات الأمانة والمحافظات الأخرى ..والجواب يأتي من مسئول المياه بالمنطقة بارداً..ومتعالياً..كما يشكو الأهالي الذين لم يجدوا أي تفاعل مع كارثتهم حتى من عقال الحارات !