صنعاء نيوز تحقيق / أسماء حيدر البزاز -
أيام قلائل تفصلنا عن شهر رمضان الكريم والكثير من المواطنين يتوجسون من الارتفاع المتفاقم للسلع الغذائية التي سبقت شهر رمضان هذه المرة وما يخشاه الكثير منهم هو مضاعفة الاسعار عما هي عليه حيث يساور الغالبية من ذوي الدخل المحدود قلق الغلاء خاصة والكثير منهم أصبح بدون عمل وتوقفت أشغالهم ومصالحهم جراء الازمة التي تعصف بالبلاد!!
تحقيق / أسماء حيدر البزاز
حيرة طاغية
للأزمات الحاصلة في الواقع تطوراتها وتداعياتها السلبية على المواطن وعلى مختلف الأصعدة والمجالات , تشق على الناس في كيفية توفير حاجياتهم المعيشية الأساسية التي لا غنى عنها
الأخ / مشير حازم – مهندس ديكورات – قال بأنه نتيجة الأوضاع المتردية التي تشهدها بلادنا هذه الأيام فقد استصعب عليه توفير أدنى المواد المعيشية له ولأسرته ,, فكل شيء صار مضاعفا بنسبة 3 أضعاف إلى أربع مقارنة عما كان عليه .. ناهيك عن قدوم شهر رمضان الذي يستغله التجار في رفع سلعهم وبضائعهم بشكل يعجز المواطن البسيط عن شرائها وتوفيرها , لذا فقد قررا أخذ أسرته إلى القرية لكونها أكثر هدوءا وأقل تكلفة .. بينما تخالفه الرأي إيمان النجدي – مدرسة لغة عربية – مدرسة أشبال السعيدة – فلها نضرة متفائلة بكون شهر رمضان سيوحد الناس ويوحد مطالبهم المجددة بالأمن والاستقرار, ولم يعد الهلع الغذائي موجود عما كان سابقا , فالناس أصبحوا مدركين لماهية هذا الشهر في التربية الدينية والروحية للفرد بعيدا عن الماديات وبالرغم من الظروف الصعبة الحاصلة إلا أنها توقن بأن كل شيء سينحل بأذن الله على خير ,, !!
تساؤل
تساءلت لمياء عبد السلام الشيباني – أديبة وكاتبة – بقولها لست أدري ما سبب هذه الأزمة ومن يقف وراءها ؟ فقد عصفت بكل أحلامنا وتطلعاتنا إزاء هذا الشهر الكريم !! هل هذه هي الحكمة اليمانية للتعامل مع الأمور بهذا الشكل وبهذا المنطق !! , فرمضان أصبح على مشارف الأبواب وال أرى إلا الفوضى والهمجية وتقطع أرزاق الناس قد خيم على أحداث الواقع ...
ويشاركها التساؤل هشام عثمان – ماجستير لغة عربية – مضيفا بأن من يقدم على هذا الجرم هم أناس في حقيقة أمرهم قد انتزعت ضمائرهم وغيبت عقولهم , ليقتاتون أجورهم على جوع الشعب وحاجته وفاقته , ليسخرونهم أداة رخيصة وسهلة لتحقيق مآربهم وأطماعهم وتحت شعار الغاية تبرر الوسيلة !!
مشكلة المياه
أصبحت مشكلة المياه مسألة عويصة صعبة المنال وغدت حرية التلاعب بأسعاره قائمة من منطقة إلى أخرى , هذا ما أفادت به الأخت أماني – خريجة الكلية العليا للقرآن الكريم – وأضافت على حد تعبيرها بأن الماء غدا ما يقارب سعر الجرام الواحد من الذهب , إذ أن قيمته تتراوح ما بين 4000 إلى 10000 ريال وقد تصل في بعض المحافظات إلى ما يقارب 20000 ريال , ومن جهتها دعت الجهات المعنية بسرعة التدخل وإيجاد حل لفك هذه الأزمة الخانقة , قبل حلول شهر رمضان المبارك
واتفق معها أبو هشام موظف – وأضاف بأن المعاش لم يعد يكفيهم ولا يسد حاجتهم وبالكاد توفير قيمة الماء وأجار المنزل !!
التعبئة والبنزين
ولكن الرد على معضلة المياه جاء سريعا على لسان – غازي حميد – ( صاحب وايت ماء )- الذي أكد بأنه أيضا أحد المتضررين من هذه الأحداث الراهنة والارتفاعات الجنونية وأرجع السبب بكون سعر تعبئة قد زاد أضعافا مضاعفة عما كان يدفعه سابقا , كما أن لمشكلة انعدام البنزين الذي يكلفه للحصول عليه كل ما يملك .. هي المؤدية إلى هذه التراكمات الفوضوية في الأسعار , فنحن مواطنون عاديون لا حول لنا ولا قوة إزاء هذه التغيرات الخطيرة ..
رسالة
تضررت كل شرائح المجتمع مع تفاقم الأوضاع المأساوية اقتصاديا وسياسيا , ولكننا وأثناء قيامنا بإعداد هذا التحقيق استوقفتنا حالة مؤلمة جدا , ربما كانت أكثر الناس تأزما إزاء هذه الأحداث ...
أم مروان – أرملة وأم لخمسة أبناء – أبت إلا أن تضع رسالتها بعد أن طردت من منزلها لعدم دفع الأجور المتراكمة عليها منذ 3 أشهر .. فقررت توزيع أبنائها عند أقاربها حتى تهدأ البلاد وتستقر الأوضاع .
وأمام كل هذه الارتفاعات الجنونية للسلع والمواد الغذائية , تقف أم مروان عاجزة عن توفير أدنى الحاجيات الأساسية من تجار لا يرحمون إلا أنفسهم ولا تستعطفهم غير المصالح , وتقول : هي رسالة لوزير التجارة ولكل العاملين في الوزارة بأن يقوموا بمتابعة ومراقبة التجار المخالفين الذين هم تجار الأزمات والحروب , المتعطشين لكل أزمة توفر لهم فرصة ملائمة للربح والمغالاة في الأسعار من دون حسيب ولا رقيب !!
رأي التجار
محمد إبراهيم الشاوش – تاجر تجزئة - يرى بأن السبب لهذه الارتفاعات المفاجئة ليس له علاقة برمضان وإنما يعود إلى الوضع السياسي الذي تعيشه البلاد , وأضاف بأن هناك بعضا من تجار الجملة قد يستغلون هذه الأوضاع الحرجة بالإضافة إلى قدوم شهر رمضان الكريم بالبدء بعملية الاحتكار ثم البيع بالثمن الذي يناسبهم , فتجد تاجر يبيع سلعة معينة بمبلغ 1000 ريال والتاجر الآخر يقوم ببيعها ب 1500 ريال بتوفير من الفوضى الحاصلة , ودعا وزارة التموين بوضع نشرة تحدد بيع كل سلعة مع المراقبة لتجار الجملة ..
بينما عول حسن إبراهيم – تاجر جملة – بأن عدم توفر المشتقات النفطية من البنزين والبترول هو من يقف وراء هذه الارتفاعات , فبالكاد الحصول عليها أضعافا مضاعفة عن سعرها الطبيعي , مما تكلفنا الحمولة الواحدة من الحديدة أو من عدن إلى صنعاء مبالغ هائلة تضطرنا إلى الزيادة في سعر كل سلعة !!, وأفاد بأن لارتفاع الدولار من أحد الأسباب المؤدية إلى ذلك حيث أن هناك العديد من البضائع لا يتم شرائها إلا بالعملة الصعبة !!
تكاتف اجتماعي
لناس لم يعد شغلهم الشاغل إعداد ما ألذ وطاب من أصناف المأكولات والحلويات لاستقبال هذا الشهر الفضيل . فمن الصعب الحصول على الحاجيات المعيشية التي أرقت الكثير , هذا ما أفادت به خديجة المتوكل – مرشد ديني – وزارة الأوقاف – وأضافت بقولها هي نصيحة لكل مسئول غفل عن المتابعة والمراقبة نقول له أتق الله واعلم أنك غدا سوف تلقاه وتقف بين يديه , وإذا كان تاجرا نقول له لماذا هذا التلاعب بأقوات الناس الضرورية والاحتكار في أساسيات الحياة ؟ أما سمعتم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( من احتكر على المسلمين طعامهم ضربه الله بالجذام والإفلاس ). وعن معقل بن يسار قال صلى الله عليه وآله وسلم ( من دخل في شيء من أسعار المسلمين ليغلبهم عليه كان حقا على الله أن يعقده بعظم من نار ) ا
فليكن رمضان هذا شهر الإخاء والتكاتف الاجتماعي لا شهر للهموم والغموم كما يقول البعض ويتخوف من انقطاع الماء وغلاء الأسعار والانطفاء المتكرر للكهرباء, بل نسبغه بروح الترابط فالذي لا يجد الغاز يعطيه لمن لا غاز له . وكذلك هو الحال مع بقية مقومات الحياة من ماء وغذاء لنصنع من المحنة منحة ..
فرق رقابة
استجابة لنداءات وشكاوى المواطنين حذر وزير الصناعة التجارة تجار الجملة والتجزئة المتلاعبين بالأسعار من فرض زيادات غير مبررة على المياه المعدنية لتحقيق مكاسب رخيصة على أقوات المواطنين ..
وقام بتوجيه فرق الرقابة والتفتيش لتكثيف الحملات الميدانية في مختلف الأسواق والمحلات التجارية لضبط المخالفين منهم والمتلاعبين بأسعار المواد . وأثناء ذلك صرح مدير عام مكتب التجارة والصناعة بمحافظة صنعاء – بضبط 120 طن من التمور المنتهية الصلاحية والغير صالحة للاستخدام الآدمي .
وهذا من شأنه سيشكل ردعا زاجرا لمن سولت لهم أنفسهم الربح الغير مشروع على رؤوس الضعفاء والمساكين .
......
........
أخيرا
لا داعي للخوف والقلق والاضطراب.. فرمضان ما جاء إلا لبث الطمأنينة في نفوس الناس , هو شهر الأرزاق والغنى والسكينة , ومهما ضاقت الأحوال وتصدعت الدروب , لا بد أن تنفرج و تنحل ولا بد أن نتحلى بالدعاء والصبر ... وكل عام والأمن والاستقرار يواكب ربوع بلادنا .
.........
ملاحظة : ترفق صورة شخصية لتاجر التجزئة محمد إبراهيم الشاوش – وصورة للأديبة الكاتبة لمياء الشيباني .
بالإضافة إلى طلب وضع صورة عامة للأسواق التجارية
|