صنعاءنيوز / -
عدن تغرق في فوضى "الحزام الأمني ": جرائم قتل واختطافات وانتهاكات مستمرة وتستر على الجناة
عدن - محمد القاضي
تَشهد العاصمة عدن تصاعداً مُريعاً في وتيرة الجرائم والانتهاكات الأمنية، في ظل انتشار مُقلق للمخدرات والكحول، وتَقاعُس واضح في ضبط حيازة السلاح وتقييد حركة الدراجات النارية تبرز قوات "الحزام الأمني" كأحد أبرز المتورطين في سلسلة من الجرائم والتجاوزات التي طالت مدنيين وعسكريين على حد سواء.
ويسلط هذا التقرير الضوء على عدد من الجرائم التي ارتكبها جنود ينتمون لقوات "الحزام الأمني" دون أن يتم تسليمهم للسلطات القضائية لينالوا جزائهم العادل.
ويسلط هذا التقرير الضوء على عدد من الجرائم التي ارتكبها جنود ينتمون لقوات "الحزام الأمني" دون أن يتم تسليمهم للسلطات القضائية لينالوا جزائهم العادل.
سطو مسلح وطمس للأدلة
ففي يوم أمس الاول السبت اقدم مسلح ينتمي للقطاع الثامن حزام أمني بمحاولة السطو واقتحام محلات الحكيمي للذهب والمجوهرات بمديرية الشيخ عثمان الا ان حراسة المحلات تمكنوا من الاشتباك مع المسلح والقبض عليه وتسليمه لمركز الشرطة بالمديرية ، حيث تدخل طقم تابع للحزام الامني ومنع فريق البحث الجنائي من سحب فيديو التصوير التي وثقته كاميرات المراقبة لغرض طمس معالم وادلة الجريمة .
جرائم قتل متزايدة داخل معسكرات الحزام
لم تقتصر جرائم الحزام الأمني على الشوارع، بل تتجاوز إلى داخل معسكراتهم حيث قتل الجندي أيمن توفيق الشعبي برصاص زميله داخل معسكر الحزام الأمني بمدينة الشعب غرب عدن في حين تحفظت قيادة المعسكر عن الحادثة وحاولت تصفة بقضية انتحار دون ان توضح ما اسباب الجربمة .
فيما قال مصدر أمني بالحزام الامني ان حادثة القتل لزميله أيمن الشعبي كانت برصاص جندي يحتمي بقيادة الحزام وتحفظ عن ذكر التفاصيل، وهو دليل واضح على ان جريمة القتل لم تكن بالخطأ او انتحار او تصفية سلاح حسب تسريبات اعلام الحزام الأمني ، بل كانت جريمة قتل عمد مكتملة الأركان.
الكحول.. وقود الجريمة المنظمة
وكشفت مصادر مطلعة ان الاسباب الحقيقية لانتشار الجريمة المنظمة سواءً كانت داخل معسكرات الحزام او خارجها نتيجة تناول بعض منتسبي الحزام الكحول المخدر بمختلف انواعة وخاصة بعدما تم ضبط كميات كبيرة من الخمور في مدينة إنماء قبل اشهر حيث لم يتم تحريز تلك الكميات المضبوطة ضمن محضر التحقيق او اتلافها بل تم تهريبها الى غرف وهناجر سكن الجنود ولازالوا يتعاطون منها يومياً وهو الامر الذي ادى الى انتشار جرائم القتل بالرصاص الحي او القنابل او بحوادث دهس الاطقم للمواطنين في الشوارع .
مستشفى أطباء بلا حدود.. سجل يدين الحزام الأمني
واكد مصدر طبي بمستشفى اطباء بلا حدود ان اكثر الحلات التي تستقبلها المستشفى يومياً حوادث أمنية دهس مشاة واخرى اصابات بالرصاص وللاسف اغلبهم جنود ينتمون للحزام الأمني وبينهم مواطنون والتي كان اخرها وصول حالات لجنود مصابين و قتلى بالرصاص الحي من معسكرات مدينة الشعب :
- الجندي أيمن توفيق الشعبي جندي بالحزام الامني توفي متأثرًا باصابته داخل معسكر الحزام بمدينة الشعب .
- المصاب احمد فرحان أحمد 21 عاماً جندي بالحزام الأمني بطلق ناري في الرجل اليمنى نتيجة خلافات داخل المعسكر
- الجندي مأمون عادل طافح 25 عاماً من ابناء مديرية المسيمير لحج الاصابة بمعسكر الشعب برصاص زميله .
- الجندي إبراهيم الصبيحي 28 عام مصاب بطلق ناري من بئر احمد معسكر الاشاوس ، الإصابة متوسطة بالراس تم اسعافه من قبل افراد تابعين لواء الأشاوس رافضين إعطاء اي معلومات حول سبب الاصابة.
- المواطن محمد شاهر اصابة متوسطة بحادث دهس طقم للحزام الامني لباص نوع دايو عندما كان راكباً على متن الباص ، بالإضافة إلى حوادث مماثلة ومتفرقة تم نقلهم الى مستشفيات العاصمة عدن .
وفي 24 يونيو الماضي اطلق عبدالله الفنجري قائد طوارئ القطاع الثامن حزام أمني رصاص بكثافة على مطعم المراسيم بمديرية المنصورة نتيجة خلافات بينية ادت الى اصابة مواطنيين وخسائر مادية بالمطعم وسيارات المواطنين ، ولم يتم احالة المتهم الى الجهات المختصة .
انتهاكات مستمرة وتستر على الجناة
وفي 13 يوليو الماضي نفذ جنود من الحزام الأمني عملية اغتيال الضابط اكرم اليافعي قائد حراسة رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية عندما كان على متن سيارته في سوق جولة دار سعد ولاذ جنود الحزام بالفرار الى معسكر مدينة الشعب.
كما اقدم جنديان من الحزام الأمني مساء ال30 من يوليو الماضي بإرتكاب جريمة قتل شابين شقيقين حيدرة وعماد البطاني امام منزلهما في حي ريمي بمديرية المنصورة في عدن وفرار الجنديان الى مزرعة بمحافظة لحج ولم يتم تسليمهما للسلطات القضائية .
وفي 2 فبراير 2024 اقتحم جندي بالحزام الأمني مسجد السنة في حي العريش بمديرية خور مكسر في عدن، أثناء صلاة الفجر وأطلق النار على المصلين وهو في حالة سكر و اسفرت الحادث عن إصابة اثنين من المصلين، قبل أن يتعطل سلاحه (كلاشينكوف) والقبض عليه من قبل المواطنين، ونقله إلى قسم شرطة العريش التي باشرت التحقيق معه.
ويتهم المدعو مالك الربيعي، قائد قطاع البريقة في الحزام الأمني، وافراده بقتل الجندي عبدالمجيد العصفور، أحد منتسبي شرطة دار سعد، بعد إطلاق النار عليه بتاريخ 2 يناير 2024م، وتركه ينزف أمام المارة، ونهب سلاحة في حادثة وثقتها كاميرات المراقبة وانتشرت على وسائل التواصل الإجتماعي.
انتهاكات بالجملة.. اغتيالات واعتقالات واختطافات
ويشار إلى أن مالك الربيعي متورط في عدة جرائم أخرى، منها إطلاق النار والاشتباك مع القوة التابعة لوحدة حماية الأراضي، التي يقودها كمال الحالمي مستخدماً بذلك اطقم الحزام الأمني الى جانب اكرم الربيعي كبير المتنفذين على اراضي الدولة وممارسة البسط والاعتداء والسرقة بالاضافة الى مشاركة افراده بقيادة تمام البطة ومعه ثلاثة من افراد الحزام الامني الى جانب عصابة يسران والنورجي باختطاف المقدم علي عشال بعد اشهر من ارتكاب الربيعي جريمة إختطاف مماثلة لنائب المدير العام للشؤون الفنية بفرع الهيئة العامة للأراضي بالعاصمة عدن المهندس علي حمود التختر وتعذيبة ليوم كامل قبل ان يتم العثور عليه من قبل الاجهزة الامنية في احد الشوارع بالمنصورة وهو ملطخ بالدماء وفاقداً للوعي ، فيما تم ملاحقة وتهديد الناشطين الحقوقيين وشن حملات اعتقالات طالت عدد منهم فيما غاد عدن عدد من المحامين والنشطاء نتيجة الانتهاكات المستمرة والمتواصلة التي ترتكبها قوات الحزام الأمني وقد أصدرت نيابة استئناف عدن خلال الفترات الماضية مذكرات تطالب قائد الحزام الأمني بالعاصمة عدن جلال الربيعي، الذي يعتبر ابن عم مالك الربيعي، بتسليم المتهم ومن معه للقضاء، إلا أن هذه المذكرات قوبلت بالرفض والتجاهل، ولا يزال المتهمون فارين من وجه العدالة حتى اليوم .
مطالبات بالتحقيق والمحاسبة
وطالب ناشطون في سلسلة تغريداتهم على وسائل التواصل الاجتماعي اللجنة الامنية بالعاصمة عدن والسلطات القضائية الى محاسبة مالك الربيعي قائد قطاع البريقة في الحزام الأمني ومن معه، وتسليمهم للقضاء لينالوا جزاءهم الرادع، وحماية حقوق الضحايا وذويهم، وتطبيق القانون على الجميع دون تمييز أو محاباة، مؤكدين أن العدل أساس الحكم والأمن ويجب أن يتم التعامل بحزم مع أي اعتداء أو تهديد للأمن العام، بغض النظر عن هوية الجاني أو مكانته العسكرية والأمنية و الإجتماعية.
و يبقى السؤال: إلى متى سيظل أفراد الحزام الأمني فوق القانون؟
|