صنعاءنيوز / عبدالرحمن بجاش من صفحته على الفيس - صحيفة النداء
2024-09-12
رؤوفة الرؤوفة!
الحديث عن رؤوفة حسن حديث ذو شجون ولدي ما اقوله ويملأ صفحات..
احتار أحيانًا من أين أبدأ، لكنني سأحدد نقطة في وجه السماء الزرقاء وأكتب:
لاحظت أنها جاءت وبيدها ثلاجة شاهي كبيرة وكأس مشجرجميل
تكرر الأمركل عصر كل يوم، كان ذلك يحصل في مكتبي وأنا مدير تحرير صحيفة الثورة المرة الأولى- إذ توليت إدارة التحريرمرتين الأولى عامين والثانية 12 عاما - ، قلت :
أيش الحكاية رؤوفة ؟
قالت وبلهجة صنعانية اعلم معها انها " زعلانة " :
" بِه في صنعاء مثل يرددنه النسوان : إذا ضاق حالش زغفتيليش قهاو" ، كانت قد انضمت الينا واحترت فيما اكلفها ، ضحكت انا بشدة لأن الرسالة وصلتني : "ضاقت روحي يا بجاش " ، كان الأستاذ يحيى العرشي وزيرالاعلام والثقافة يومها قد أرسل توجيها الى الأستاذ الزرقة لازلت احفظ مضمونه واحتفظ به في بطن كتاب ضاع في غابة كتبي !!!:
" الأخ مدير عام مؤسسة سبأ العامة للصحافة والأنباء ، أبارك لكم انضمام أول فتاة الى صحيفة الثورة ، اتخذوا الإجراءات لاكمال انضمامها " كان ألجميل يومها أن المؤسسة كانت مهنية حقا فكان الصحفي يلتحق بـ مطبوعاتها مباشرة بدون الخدمة ولاألمالية ومن خلال إعلان في الصحيفة …ثم اعادوها مثل مصلحة الواجبات!
ذات مساء همست في أذني :
" أنا مسافرة وسأترك لك الثلاجة " علقت سريعا " لكن لم يضق حالي " ضَحكت ، لأسألها : إلى أين ؟ الى فرنسا ، قلت : بالتوفيق ، ذهبت ..
يا بجاش ، يا احمد ناشر، يامحمود "إبسروا أنا شلعب معاكم ، بس " جوّالة " ، وأشتي برهان يلعب دفاع ، كانت تلعب الكرة معنا في مدرسة سيف وبالشرشف ، كان برهان بعدنا بصف هو وعباس المنصورالمشاغب اللطيف ونعمان السميري ، قال أحمد ناشر رحمهم الله :
ليش الابرهان دفاع؟
قالت : " إبسرلوما يكون برهان قدامي ماتوصلش الكرة لاعندي أنا صُغَيٍرة ولوضربتني الكرة عدموت " !!! ، كان أحمد ناشر يموت من الضحك ويعلق : خلاص برهان دفاع ، ذات نهار غاب برهان ، رفضت أن تكون جوالة ، سألنا عن برهان ، قال عوض يعيش الذي لحقه : سار يلتحق بكلية الشرطة ، خسرنا الجوّالة ليربح عبد الرحمن مطهر الذي كان يأتي ويأخذها إلى الاذاعة لتشارك في برامجه حتى ان أهلها قالوا لها :
" احنا بنسمع كل يوم صوت من الإذاعة يشبه صوتش " ، قالت : ماشي هوبيشبهني ، كانت صنعاء حنونة يومها ولم تداخلها الشكوك بعد !!! لدرجة أن كوكب حمود زيد عيسى كانت تأتي بالدراجة الهوائية الى المدرسة التي كان جيرانها يصعدوا إلى " الأجبي "* ليشاهدونا نلعب الكرة ، كانت سيف تضم يومها عائشة أبوراس ونورا السلامي وكوكب وايمان العاقل وهدى الضبة …لم نسمع من يحلل أكويحرم وبالمطلق ….
قالت ضاحكة :
يا أستاذ محمد شاهر- وهوزميل دراستها في القاهرة - أنت وبجاش غدوة معزومين عندي غداء في البيت ، قلنا سمعا وطاعة …
الدكتورة رؤوفة حسن والصحفي عبدالرحمن بجاشالدكتورة رؤوفة حسن والصحفي عبدالرحمن بجاش
اتفضلوا إخلعوا الأحذي و إدخلوا " الحَر" ، نظرالي شاهر ابتسمت لم يكن لدي لحظتها فكرة حول الحر…
حولت " الحَر"* الى آية من الجمال ، فكفكت الجدران وفرشت الأرض بالحصيروحولت غرفة معتمة إلى غرفة مريحة للنوم واتت بقناديل بأشكال تراثية جميلة وحولت الحطب التي عليها الزجاج إلى ماسات جميلة للقهوة والشاي ووزعت سماعات الموسيقى الصغيرة على الزوايا …
ياالله ، قلت ما هذا!
من هناك من الطبري كانت تأتي راجلة الى المدرسة ويكون شارع عبد المغني يصفق بحرارة وقتها للبنت التي تتعلم وزملائنا الذين يتدفقون من صنعاء القديمة الى المدرستين سيف وعبد الناصر….
في مدرسة سيف كانت هناك إدارة متميزة وكان هناك احمد سيف القدسي زعيم المدرسة وعلي البروي قائد الكشافة وأركانه محمد فاخر واحمد الأبي وعبد الجليل نعمان ومكي السنيني وعلي نعمان الحكيمي ..ولم تكن لغة مطلع ومنزل قد كشفت عن وجهها ، كانت اليمن في المدرسة واحمد سيف قائدها وبالقرب منها منزل الوزير احمد جابر عفيف وفي المدرسة تميز خالد احمد جابر ببنطلونه ذي الفتحتين الأماميتين وجاء به من بيروت !!!
في الفترة القصيرة التي ظلتها هنا تكونت شلة جميلة وكنا قد انتقلنا إلى المقر الجديد في الجراف ، شلتنا ظمت:
رؤوفة
محمد المكي أحمد
مجدي الدقاق
عبد الملك السندي
بهاء الدين عبد الرحمن
كانت صنعاء يومها لا تحلل ولاتحرم ، كانت بريئة جميلة حنونة ، كنا بعد أن نخرج من الصحيفة نذهب إلى أقرب مطعم أو إلى قصر الروضة للعشاء ، لينضم الى شلتنا الشاعر الجميل محمد علي الشامي ونبيلة الزبير، طالما قضينا أجمل أيامنا …وبسفرها تفرقت أيدي سبأ …
ذات مساء وقفت أمامي :
هاانا عدت ، نورت صنعاء هكذا قلت
لم تبقى في صنعاء طويلا اتصلت بي ، ذهبت اليها :
أنا مسافرة أمريكا
قلت سنفتقدك
قالت تعال معي
بدأت اتحجج بثمن التذاكر
قالت لا تدور أعذار ولاشيء ، إقطع تذكرة إلى أقرب بلد أوروبي والباقي علي ، أسقط في يدي ، قلت والوطن ، ضحكت :
مشهوعليك
وندمت لاحقا
عادت
بدأت تكتب اليوميات
افتتحت مؤسستها
نشطت على صعيد توحيد الزي الرسمي
طافت البلاد طولها والعرض
تعرضت لحملة شديدة القسوة حول " الجندر" من الجماعة ، تضايقت جدا حين بدأت المساجد تدخل على الخط ، إتصلت بي ، ذهبت الصباح التالي إلى مؤسستها في التحرير، حكت لي ماهوحاصل وطلبت مشورتي ، قلت :
كيف هي علاقتك بالشيخ عبد الله ؟
على خير مايرام
إذهبي إليه
تقريبا نفس اليوم دُعيتْ الى حفل استقبال في الرئاسة ، كنت أتابع نشرة الأخبار في المساء، شفتها في الطابور الذي يسلم على الرئيس ، كان الشيخ عبد الله هناك ، توقفت أمامه ، أطالت الوقوف ، فهمت أنا ..
صمتت ألأبواق في الصحف وفي الجامعة وعلى المنابر
ذهبت الى هولندا ، عادت
عادت مؤسستها إلى النشاط
حان موعد انتخابات نقابة الصحفيين - آخر انتخابات - …
شممتُ رائحة البيع والشراء
كان لدي محاضرة في السعيد بتعز حول الضفاف الأخرى لشارع علي عبد المغني …، بعد المحاضرة ذهبت الى القرية
كان لدي تليفون وآخر تركته في البيت في صنعاء
كتبت تستشيرني في أمر الترشح لنقيب الصحفيين
لم أر الرسالة بالطبع
عدت لأجدها غاضبة
حاولت اشرح لها لم تتراجع
اسودت الدنيا في عيني " الازعل رؤوفة " ..
ذات مساء اتصلت ذهبت اليها ، صعقت عندما رأيت وجهها
اتفقنا على موعد آخر
ضاعت مني
سألت وسألت وسألت بدون جدوى
أرسلت يومياتها
وأرفقتها برسالة مطبوعة الي :
الأخوة الزملاء الأعزاء في الثورة
الزميل عبد البرحمن بجاش - هكذا كتبتها - أيقنت أنها النهاية لأن يدها لم ترتعش أبدا من قبل …
قرأت مادتها في صحيفة البلاد السعودية كانت تغني عن أي خبر
هذا غيض من فيض الرؤوفة
أيام… ذهبت بدون وداع ….
أصاب صنعاء اليباس …
""""""""""""""
السقوف: الحر الطابق الأول المخصص للحيوانات
الكلمات الدلالية |