صنعاء نيوزطاهر حزام - توقفت حركة التشييد والبناء في اليمن خلال النصف الأول من العام الجاري بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ اليمن الموحد منذ عام 1990م، مما جعل نحو 100 شركة من شركات المقاولات والبناء تحذر من إفلاسها، من إجمالي ألف شركة، بينما توقف نصف مليون عامل عن العمل من إجمالي مليون عامل، وأصبحوا ضمن المعتصمين في ساحات الاعتصامات(للمؤيدين والمعارضين) لأجل الحصول على قوت يومهم، بينما تم هناك توقف شبه تام عن شراء الأراضي رغم تراجع أسعارها.
وقال لـ"الاقتصادية " عدد من أصحاب شركات المقاولات والبناء إنهم تكبدوا خسائر موجعة، لم يكن يتوقعونها، حيث أصبحوا يعيشون على مدخراتهم، بينما تم تسريح موظفيهم وعمالهم، نتيجة التوقف التام لحركة البناء والتشييد العقاري، خاصة أن الأزمة طالت وزاد من تأثيرها عدم توافر الوقود وخاصة البنزين والديزل والغاز، وقطع الكهرباء، وأصبح التنقل صعبا جدا بين المناطق في صنعاء، فكيف بالتنقل بين المحافظات حيث ارتفعت أسعار النقل عشرة أضعاف الأصلية.
وقال لـ"الاقتصادية" حسن الكبوس رئيس الغرفة التجارية والصناعية في صنعاء، إن نحو مليون عامل يعملون في قطاع البناء والتشييد يعيشون حاليًا ظروفا صعبة، جراء التوقف التام لحركة البناء والتشييد العقاري بسبب استمرار الأزمة اليمنية ــ اليمنية، أكثر من ستة أشهر وانعدام الوقود بجميع أنواعه، وارتفاع أسعار الحديد، وأجور النقل.
وقال نجيب الضياني صاحب محال الضياني لبيع مواد البناء في صنعاء إن الطلب على مواد البناء الأساسية انخفض بنسبة 90 في المائة وهو ما يعد كارثة للعمل التجاري في هذا المجال، ويعتبر قطاع الإنشاءات والبناء والتشييد حيوياً في تركيبة الاقتصاد اليمني، حيث تشير تقارير وزارة التخطيط والتعاون الدولي إلى أن هذا القطاع تسارع نموه بشكل ملحوظ في 2009، حيث بلغ نموه نحو 31 في المائة كما ارتفع ناتج هذا القطاع إلى 275 مليار ريال (1.4 مليار دولار)
من جانبه قال لـ"الاقتصادية" هشام شرف وزيرالتجارة والصناعة إن هناك تراجعا مخيفا في حركة التشييد والبناء، والاستثمار العقاري بعد أن شهدت الأعوام السابقة حركة نشاط ونمو غير مسبوقة، أدت إلى دخول عدد من أمهات الشركات العالمية والخليجية خاصة للاستثمار العقاري وحتى الصناعي وغيرها، مما ساعد على تشغيل كثير من اليمنيين، وتحسن دخل الحكومة و المدن اليمنية، خاصة في بنيتها التحتية ولاسيما مدن عدن والمكلا وصنعاء والحديدة وتعز، حيث تم إنشاء ولأول مرة أكثر من 30 نفقا وجسرا في صنعاء وهي المدينة التي كانت لا تعرف جسرا واحدا، بينما لا يزال هناك عدد من الجسور والأنفاق في طور الإنشاء. |