صنعاءنيوز / حمدي دوبلة - التفاؤل الذي أبداه البعض - وخصوصا من عرب ومســلمي الولايات
المتحــدة، ممن أعطوا أصواتهم لصالح المرشــح الجمهــوري لانتخابات
الرئاســة الأمريكيــة، ومعهم كثير من العرب حــول العالم، في أن الرئيس
المنتخــب دونالــد ترمــب ســينجز وعــده بوقــف الحــرب الصهيونيــة
الوحشية على غزة ولبنان- أشبه ما يكون بالأمل في توبة الشيطان، وفي
عشم هذا الأخير في الجنة.
-إدارة بايــدن وهاريــس، خــلال الســنوات الأربع الماضيــة، كما جرت
العــادة، وكمــا هــو المتوقــع، والمنتظــر دائمــا، مــن الإدارات الأمريكيــة
ّ المتعاقبــة، لــم تدخــر جهــدا في توفــير الدعم والإســناد المطلــق للكيان
الصهيونــي، في حربه العدوانية على غزة، ولبنــان، وما زال ذلك الدعم
ّ العسكري والســياسي المهول، على أشده حتى اللحظة، مع ذلك اعتبره
ٍ ترمب غير كاف، وســارع خلال حملته الانتخابية، وفي أكرث من مناسبة
في وصــف بايــدن ومــن بعــده خليفتــه هاريــس، بأنهمــا فلســطينيان
متعصبان للشــعب الفلســطيني، ولا يقومان بما يجب لحماية إسرائيل
ودعمها.
-نعلــم جيــدا - ويعلــم الناخبــون الأمريكيــون، مــن أصــول عربيــة
وإســلامية في ولاية متشــجن، وغيرهــا وكل أحرار وشرفــاء العالم - أن لا
شيء أســوأ من الساسة الأمريكيني، إلا الساسة الأمريكيون، وأن أحدهم
أســوأ من الآخــر، وأن المراهنة عــلى أي إنصاف من قبلهــم، في ما يتعلق
بالقضية الفلســطينية، وبأي من قضايا الأمة الإســلامية، هو ضرب من
المســتحيل، ومن الأمنيات بعيدة المنال، ومع ذلك فإن عاطفتنا تجعلنا
أســارى لأوهام ومواعيد انتخابية، أقل مــا يمكن أن توصف أنها ضحك
على النفس، ومغازلة المُحال بعينه.
- لا أعتقــد أن أحــدا منا، قــد نسي أن ترمــب كان خــلال ولايته الأولى،
أكرث عداوة وشراسة وبطشا بفلسطني وقضايا الأمة، وتجرأ على القيام
بمــا لم يجرؤ عليــه رئيس أمريكي مــن قبل، عندما قــام - وخلافا لكل
الأعراف والمواثيق الدولية - بنقل الســفارة الأمريكية إلى القدس، قبل أن
يعترف بالقدس عاصمة لـ" إسرائيل"، وهو أول من اعترف بضم الجولان
الســوري المحتــل إلى كيان الاحتــلال، وقد بلغ به الحقــد على كل ما هو
عربي ومســلم، يوم كان في البيت الأبيــض، إلى إصدار قرار بحظر رعايا
عــدد من البلدان العربية والإســلامية من دخول بــلاده، واختتم ولايته
البائســة بقرار تصنيف اليمــن ضمن قوائم الإرهــاب العالمي، وقبل ذلك
ُ كان مهنــدس مــا عــرف بـ"صفقة القــرن" التــي أوقفها طوفــان الأقصى،
ويريــد اليــوم بعــد أن عــاد مجــددا إلى ســدة الحكــم إعادتهــا بصيغة
ّ محد ّ ثة، بشر بملامحها الإرهابي نتنياهو، عندما عرض قبل أســابيع
أمــام الجمعية العامة للأمم المتحدة خريطة " الشرق الأوســط الجديد"
التي لا وجود فيها لشيء اسمه فلسطني.
ّ -التخر ّ صــات التــي تفــوه بهــا ترمــب، في حملتــه الانتخابيــة بولاية
متشــجن، ذات الأغلبيــة العربيــة والإســلامية، والتي حــاول أن يظهر
فيها مثل حمامة ســلام، وتشــدق زورا وبهتانا بأنه لا يشــعل الحروب
وإنمــا ينهيها، دغدغت مشــاعر الناخبني هنــاك ودفعتهم تحت تأثير
النقمة، عــلى دعم بايدن وهاريس لمجازر الكيان الصهيوني، إلى منحه
أصواتهم، وأنســتهم إلى حني، كل ما ردده في حملته الدعائية الطويلة،
مــن أراجيف حول أوضاع "المنطقة" وكيف أن دولة إسرائيل "الحضارية
والمســالمة" ذات مســاحة صغيرة، وينبغي توسيعها، في إشــارة إلى دعم
سياســات نتنياهو التوســعية وتطلعاته، إلى إعادة احتلال قطاع غزة،
وتهجــير أبنائهــا، وضــم أجــزاء واســعة مــن الأردن ومصر والســعودية
ولبنان وســوريا والعراق، إلى الكيان اللقيط، ولعل ذلك ما سيعمل عليه
ّ ترمب في ولايته الجديدة، وربما ســيعتبره هدية بسيطة لصديقه المقرب
ّرة إلى البيت الأبيض.
نتنياهو، بمناسبة عودته المظف
|