صنعاء نيوز - بشار الشموسي

الإثنين, 11-نوفمبر-2024
صنعاءنيوز / بشار الشموسي -


عودة ترامب وتأثيرها على الشرق الأوسط: مقاربة جديدة للتوازنات الإقليمية
image0.jpeg



مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، يترقب العالم وخاصةً دول الشرق الأوسط، تغييرات كبيرة في السياسة الأمريكية تجاه المنطقة. فبينما تركز إدارة ترامب على تحقيق مصالح واشنطن وتعزيز التحالفات الإقليمية، من المتوقع أن تترك سياسته آثاراً واسعة على قضايا محورية كإيران، إسرائيل، العلاقات مع دول الخليج، والنفوذ الروسي والصيني. فيما يلي تحليلاً لأبرز ملامح السياسة الأمريكية في المنطقة بعد فوز ترامب.

1. تعزيز الدعم لإسرائيل

لطالما كانت إسرائيل حجر الزاوية في السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، ومن المتوقع أن يستمر ترامب في تقديم دعم غير مشروط لها، خاصةً في ظل التوترات المستمرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. قد يترجم هذا الدعم إلى تأييد أكبر للعمليات العسكرية الإسرائيلية وسياسات توسيع الاستيطان، وكذلك مساندة جهود التطبيع بين إسرائيل ودول عربية جديدة، في إطار ما يُعرف باتفاقيات “إبراهام”، التي كانت أحد نجاحات ترامب في فترة رئاسته السابقة. هذه الخطوات قد تؤدي إلى تعزيز التعاون العربي-الإسرائيلي، لكنها قد تواجه تحديات شعبية داخل المجتمعات العربية.

2. التصعيد مع إيران

فيما يتعلق بإيران، من المرجح أن يسلك ترامب مساراً تصعيدياً أكثر حدة، حيث يسعى للضغط على النظام الإيراني من خلال فرض المزيد من العقوبات الاقتصادية الصارمة وربما السعي لإعادة التفاوض على الاتفاق النووي بشروط أكثر تشددًا. هذا التصعيد قد يؤدي إلى تفاقم التوترات الإقليمية، خاصةً إذا قامت إيران بردود فعل تزيد من زعزعة الاستقرار في مناطق النزاع مثل اليمن وسوريا. ومن المتوقع أيضاً أن يواصل ترامب تعزيز علاقاته مع حلفائه الخليجيين كالسعودية والإمارات لمواجهة التهديدات الإيرانية في المنطقة.

3. إعادة تقييم الوجود العسكري الأمريكي

يُعتبر الشرق الأوسط ساحة لعدة صراعات إقليمية ودولية، وتواجه الولايات المتحدة منذ سنوات تحديات مستمرة للحفاظ على مصالحها الأمنية. من المتوقع أن يعيد ترامب النظر في الوجود العسكري الأمريكي في بعض مناطق النزاع، مع السعي لتقليص التدخلات المباشرة والتركيز على حماية المصالح الأمريكية دون التورط في صراعات طويلة الأمد. قد يشمل ذلك انسحابًا جزئيًا من مناطق معينة أو إعادة تموضع للقوات بما يتناسب مع مصالح واشنطن الأمنية، مما سيفتح المجال أمام قوى أخرى كروسيا وتركيا لتوسيع نفوذها في المنطقة.

4. تعزيز العلاقات مع دول الخليج

تتمتع دول الخليج بأهمية استراتيجية كبرى بالنسبة للولايات المتحدة، ومن المتوقع أن يعمل ترامب على توثيق العلاقات الاقتصادية والأمنية مع هذه الدول، خاصةً السعودية والإمارات، في إطار رؤية تقوم على التعاون ضد التهديدات المشتركة، وخصوصًا إيران. ستعزز إدارة ترامب من صفقات الأسلحة والدعم اللوجستي لدول الخليج، كما قد يدعم ترامب مبادرات جديدة للتطبيع مع إسرائيل من قبل دول عربية خليجية، وهو ما سيؤثر على التوازنات الإقليمية ويعزز الشراكات الأمريكية في المنطقة.

5. التعامل مع النفوذ الصيني والروسي

في الوقت الذي تتزايد فيه المنافسة العالمية بين القوى الكبرى، من المتوقع أن يسعى ترامب للحد من توسع النفوذ الصيني والروسي في الشرق الأوسط. ستحاول إدارته تقديم بدائل اقتصادية وأمنية للدول التي تتجه نحو الشراكات مع بكين وموسكو، بهدف تعزيز الدور الأمريكي في المنطقة وتقليل التأثيرات الصينية والروسية، لا سيما في مجالات الاستثمار والبنية التحتية والطاقة.

6. مقاربة جديدة للقضية الفلسطينية

رغم أن القضية الفلسطينية لم تحظَ بأولوية كبيرة في سياسات ترامب السابقة، إلا أنه من المرجح أن يتبنى مقاربة مختلفة بعض الشيء تهدف إلى تقليل التوترات من خلال التركيز على الحلول الاقتصادية والتنموية بدلاً من الحلول السياسية التقليدية. قد يقدم ترامب دعماً محدوداً لمشاريع تنموية تهدف إلى تحسين الظروف المعيشية في الأراضي الفلسطينية، لكن من غير المتوقع أن يغير مواقفه الأساسية التي تدعم إسرائيل على حساب أي تغييرات جوهرية في عملية السلام.

الخلاصة

إن عودة ترامب إلى البيت الأبيض من شأنها أن تحدث تغييرات جوهرية في الديناميكيات السياسية للشرق الأوسط، حيث ستؤدي سياساته إلى تقوية التحالفات التقليدية من جهة، وزيادة التوترات الإقليمية من جهة أخرى. ففي ظل سياسة ترامب الجديدة، ستكون المنطقة أمام تحول في الأولويات الأمريكية تجاه استقرارها، ما قد يفتح المجال أمام قوى أخرى ويعيد تشكيل التوازنات الإقليمية في الشرق الأوسط.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 14-نوفمبر-2024 الساعة: 04:36 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-100001.htm