الإثنين, 01-أغسطس-2011
صنعاء نيوز - إن التطور الهائل في مجال العمارة والبناء جاء نتيجة للقفزة النوعية التي أحدثتها مواد وأساليب البناء الحديثة والمتطورة، وكذلك التكنولوجيا من وسائل ومعدات، أدى إلى انتشار العمارة الحديثة بشكل كبير في مختلف بلدان العالم، وبدأت العمارة الخرسانية تشغل حيزا كبيرا وتحل تدريجيا محل العمارة التراثية ليس في بلادنا فقط وإنما في مختلف بلدان العالم وخصوصا عالمنا العربي والإسلامي. صنعاء نيوز/بقلم الدكتور/محمد حمود أحمد الكبسي * -




إن التطور الهائل في مجال العمارة والبناء جاء نتيجة للقفزة النوعية التي أحدثتها مواد وأساليب البناء الحديثة والمتطورة، وكذلك التكنولوجيا من وسائل ومعدات، أدى إلى انتشار العمارة الحديثة بشكل كبير في مختلف بلدان العالم، وبدأت العمارة الخرسانية تشغل حيزا كبيرا وتحل تدريجيا محل العمارة التراثية ليس في بلادنا فقط وإنما في مختلف بلدان العالم وخصوصا عالمنا العربي والإسلامي.
واستطاعت العمارة الحديثة أن تنتشر في اليمن وبنطاق واسع في مختلف المناطق اليمنية وتتنوع حسب العوامل الطبيعية والمناخية، ونجد أن العمارة الحديثة في اليمن اتجهت اتجاهين مختلفين في تكوينها وهيئتها (الطابع المعماري) من حيث الشكل والوظيفة للأبنية وأيضا من حيث استخدام مواد البناء الحديثة، ويمكن تلخيصهما على النحو التالي:
•عمارة حديثة تختلف جذريا عن العمارة التقليدية والتراث الفني المعماري في اليمن ومن كل النواحي المختلفة سواء الشكل أو الوظيفة والاقتباس الكلي أو الجزئي لكل ما هو مستورد من العمارة الخرسانية.
•العمارة الحديثة التي تعتبر امتداد وتطوير للعمارة التقليدية ولكن بطراز حديث ونمط متطور وكذلك بمواد بناء حديثة ومتطورة مع الحفاظ على التراث المتميز والفن المعماري اليمني العربي والإسلامي. وإنشاء عمارة حديثة تتناسب مع التغيرات التي طرأت على المجتمع وتتلاءم مع البيئة المحلية والعادات والتقاليد.
ويمكن رصد هذان الاتجاهان من خلال محتويات البحث الذي يتطرق إلى العلاقة بين العمارة الحديثة في اليمن و ارتباطها بالتراث المعماري من خلال الدراسة والتحليل والمقارنة لمباني معمارية مختلفة من مناطق مختلفة من اليمن بالإضافة إلى تنوع أسلوب الفن المعماري بتنوع العوامل الطبيعية من تضاريس ومناخ وغيرها وانسجام هذه المباني مع البيئة المحلية. وسوف يتوصل البحث إلى جملة من النتائج التي تهدف إلى تفادي السلبيات حول العلاقة بين العمارة الحديثة والتقليدية.
ولاشك أن العمارة الحديثة في اليمن قد فرضت حضورا قويا وانتشرت انتشارا واسعا لاسيما في المدن الرئيسية، ونجد أن النهضة العمرانية محليا وإقليميا أو دوليا قد ارتبطت ارتباطا وثيقا بالتطور التكنولوجي في مجال البناء والتشييد، وقد وجدت عوامل عديدة أدت إلى هذه التنمية العمرانية منها:
-الزيادة في حجم الإنفاق على أعمال البناء والتشييد.
-إعطاء نسبة كبيرة من الاستثمارات في هذا المجال.
- توظيف رؤوس الأموال لإنشاء بنية تحتية (Infra-Structure) قوية يرتكز عليها التطور العمراني والتوسع الهائل في العمارة الحديثة.
-الازدياد الكبير في عدد السكان والهجرة من الريف إلى المدينة ساهم في دفع عجلة التوسع العمراني في المدن.
ومع كل هذا يجب التعامل مع هذا التطور والتوسع العمراني على أساس التكامل والانسجام التام بين الطبيعة المحلية والنهضة العمرانية الحديثة، وعدم الانجراف إلى التقليد والنسخ من عمارة مستوردة ذات طابع معماري يختلف عن بيئتنا المحلية، حيث نجد أن بناء الإنشاءات الخراسانية في البلدان الحارة لا يعالج تأثير الطقس الحار على الخرسانة ولا يدرس ما تفقده من مميزات أساسية مثل: القوة، المقاومة، ومميزات أخرى من مميزاتها.
لذا نؤكد على استخدام مواد البناء المحلية وإعادة تشكيلها بما يواكب التطورات في مجال العمران والتشييد وضرورة إحياء التكامل والانسجام بين البيئة المحلية والعوامل المناخية المحيطة من جهة والعمارة الحديثة والعمران الحديث من جهة أخرى بما ينتج وينشى عمارة مميزة تحافظ على ثباتها ورسوخها كما تحافظ على الطابع العمراني المحلي التقليدي من التدهور الحاصل بمرور الزمن.
وأصبح من الضروري إرساء الفكر التراثي المعماري اليمني وإنشاء جسر تواصل كبير يربط بين الطابع العام للعمارة التقليدية والعمارة الحديثة في اليمن من خلال التفهم لإمكانيات العصر الذي نعيشه وطبيعة مجتمعنا اليمني والهوية العربية والإسلامية للعمارة التراثية.
كما يجب التنبيه إلى أهمية التلاؤم مع المؤثرات البيئية المحيطة والاختيار المناسب لمواد البناء (Building Materials) وتقنيتها وتلاؤمها مع الظروف الطبيعية وكذلك المناخية والاستناد بشكل رئيسي إلى مواد البناء المحلية.
ومن هذا المنطلق يجب المساهمة في نشر الوعي للحفاظ على الطابع المعماري التقليدي في اليمن ومدلوله الفني والثقافي والوظيفي ومدى الحاجة الماسة إلى الحفاظ عليه من العبث الناتج عن مزج الهوية والأصالة المعمارية اليمنية بعمارة رئيسية دخيلة بعيدة كل البعد عن هذا التراث العريق.
•الجدير بالذكر أن هذا النشر للمقالات العلمية والأبحاث والملخصات العلمية يأتي في إطار عملية الإشهار الإعلامي لأبحاث ودراسات ومقالات أساتذة جامعة عدن وطلابها، التي تتولى الإدارة العامة للإعلام بجامعة عدن تنفيذها، واستلام الملخصات المطولة للأبحاث على البريد الالكتروني التالي: [email protected] - على أن يتم إرسال المقالات العلمية أو ملخص موسع يتضمن نتائج وتوصيات الدراسات والأبحاث، بطريقة مستند نص وورد 2003م، مع صورة شخصية للباحث بنظام jpg، وكذا الصور ذات العلاقة بالبحث.


*أستاذ الهندسة المعمارية المساعد- كلية الهندسة- جامعة عدن.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 03:03 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-10016.htm