صنعاء نيوز - ما من أحد في اليمن شرقها وغربها شمالها وجنوبها برها وبحرها يريد تردي الحال الذي ننغمس فيه حتى الركب مستمرا حتى دخول شهر رمضان الذي تفصلنا عنه أيام معدودات بل الناس يتمنون أن يدخل علينا وكلّ شيء هادئ هدوء بردى في الصيف.

الإثنين, 01-أغسطس-2011
صنعاء نيوز/عبدالله حزام -


{ ما من أحد في اليمن شرقها وغربها شمالها وجنوبها برها وبحرها يريد تردي الحال الذي ننغمس فيه حتى الركب مستمرا حتى دخول شهر رمضان الذي تفصلنا عنه أيام معدودات بل الناس يتمنون أن يدخل علينا وكلّ شيء هادئ هدوء بردى في الصيف.
وملخص هذه الأمنية عبرت عنه إحدى ساكنات حي الجامعة باختزال شديد بعد سؤال المذيع لها في مقابلة تلفزيونية حين قال لها : على طريقة يانفس ماتشتهي ماالذي يشتهيه أصحاب حي الجامعة قبل رمضان قالت : "نفسنا هذا العام يرفع المعتصمون خيامهم و(يعطّفوا)"وأردفت : يا ناس، يا بشر نحن نعيش في مخيمات لاجئين داخل منازلنا!!
وبعد هذا المفتتح الذي يتدفق أمنيات وأسى نجدها مناسبة لنبعث فيها بطاقة تهنئة للإخوة في (المعارضة) فردا فردا حتى للذين حاولوا الهجوم مرارا وتكرارا على جبل الصمع بحلول الشهر الكريم لنذكرهم من خلالها بحديث سيد البرية (إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ) ومع التهنئة نتمنى أن يكون منسوب الإحساس بمعاناة ساكني حي الجامعة والوطن بأسره قد ارتفع لدى المعارضة كي ينجزوا فعل تفريج الهَم عن كاهل الناس ويعطفوا كما قالت الأخت.
وأمام شواهد اللحظة أظن الظن المؤكد أن قومنا في "المعارضة" قد بدأوا يشعرون بالملل من إدمان طبق الفراغ الاستراتيجي الذي أوصلنا إلى مطلع الشمس وكأن قومنا لايفقهون قولا بسبب غياب المشروع الحامل لِهَمّ الجماهير لديهم وغياب المشروع السياسي وتنامي الانقسامات في مستوياتهم الأعلى وحتى الأدنى التي نراها في سجالات الإعلام وفي الساحات، وبالتالي لن يتمكنوا من التقدم خطوة باتجاه التغيير دون شراكة مع الحزب الحاكم وبقية الجيران وكل الإخوة الأعداء!
وأتصور أن الضاغط لتوليد شعور الفراغ ذاك هو حالة السخط المتعاظمة التي اجتاحت الناس بعد أن تقطعت بهم سبل الماء والنار والكلأ وصاروا يجزعون لنازلة الليالي بعد دخولهم لعبة شد الحبل السياسية..حتى أصبح من الصعب زحزحة حالة السخط تلك الناقمة على بقاء خيام المعتصمين في الأحياء السكنية والتجارية وقتا إضافيا ولو حتى بنظام الساعات، وإن كان مقترح الزميل نبيل حيدر "الفيسبوكي" جدير بالدراسة كحل مؤقت والذي ينص على تبادل المساكن بين المعتصمين وساكني حي الجامعة من باب ذوقوا ماذاقته العرب.. لعلكم تشعرون وتفهمون وتقشعون الخيام!!
وبعد هذا كله لا أشك أن المعارضة بعد ستة أشهر لم تضع نفسها في مواجهة قاسية مع سؤال مباشر هو : ماوجه الشبه بين المسلسلات المكسيكية والاحتجاجات اليمنية؟! سؤال أعتقد أنه راودها في النوم واليقظة وفي لحظات سماع أغاني الأضرعي في الساحات او مع نفثات "فؤاد دحابة "على ميكرفونات الصلاة بنظام الجَمع.. في منصتي لجنة النظام والستين!!
لذا أعتقد أنها ستتوج شعور الفراغ الاستراتيجي بالموافقة على المشاركة في مؤتمر مائدة مستديرة للحوار الوطني بين القوى السياسية اليمنية كافة في الداخل والخارج، برعاية الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودعم مجلس التعاون الخليجي.. بحسب ما قرأناه في صحيفة الخليج الإماراتية!!
وعتبي كثير رغم بوادر انصلاح المعوج على أصحابنا في الداخل حين لا يبيحون بمفرجات الأحزان إلا في صحافة الخارج ويتركون لصحافتنا المحلية الشتائم ومورثات الأحزان وكأنهم ينفذون علينا عقوبات يومية تنقص من أعمارنا.. التي تشتغل عداداتها أصلا بسرعة الرياح منذ بدء الأزمة.
يالله.. لايهم ..مادامت بعض المعارضة قد بدأت تفكر بالتخلص تدريجيا من حادي "حجر وسيري سايره" التي رددته طيلة الستة الأشهر الماضية وكان المانع بينها وبين الحوار مع الإخوة الأعداء وبدأت تقرأ الواقع بعيدا عن لغة متارس شوالات الحصبة والستين وخنادق الإسفلت واستفزازات أشاوس الفرقة التي أعادتنا نتائجها المؤلمة إلى زمن الرثاء في الشعر الجاهلي فكم من الأبرياء يستحقون المراثي ذهبوا إلى العالم الأخر لكن لا قضاء ولا سلف!!
وكم سيكون رحيما لو حدت من حجم الدعاية الإعلامية وغسيل الدماغ الذي ينسكب على رؤوس الشباب من لدن أهل المنصة في كل ساعة وحين إلى حد أن ورثهم ذلك مشاكل نفسية ونوبات رعب تتسلل إليهم عبر أثير وعاظ لجنة النظام الذي يصلهم على شكل زوامل رعب يومية تقصفهم بالتخويف من ترك جنتهم الموعودة (الساحات) لأن الأمن القومي يترصدهم والحرس الجمهوري يعتبرهم الشر المستطير ويتمنى زوال نعمتهم والأمن المركزي شاهرا صميله وخراطيم مياه سيارات مكافحة الشغب في وجهوههم على الدوام.
مع أن الحقيقة أن الساحات هي الأماكن التي نُكل بهم فيها وحُبسوا في أقبية عماراتها وكممت فيها أفواههم.. وكانت سجنهم الكبير!!
تلفتوا يمينا شمالا.. لا مفر من سلام الجيران والأخوة ..ولاطريق ونحن على مرمى حجرمن شهر الصوم إلا طريق الوئام وتناسي الخلافات.
ودعونا من مباراة الديكة على الفضائيات التي لا تأتينا إلا بالفأل السيئ ولتفكر الأطراف السياسية بخارطة طريق لحل المشكلات كافة أولاً بأول وبصورة جدية ومخلصة ولا تقبل المواربة.
ومغادرة محطة إسقاط النظام الذي أنتم جزء أصيل منه وترك المعزوفات التي تصور مسألة بقاء النظام وكأنه تعطيل لحركة الكون وإعاقة لحل مشكلة ثقب الأوزون والاعتلال المناخي!!
باليمني.. يكفي هدار وسيروا جميعا في طريق الحوار قبل أن تأتي ريح قوم عاد العقيمة، التي لا تحمل أي خير، لأنها لا تسوق سحابا ولا تلقح نباتا.. وقبل أن تسمعوا أغنية "بودعك" التي بدأ ساكنو حي الجامعة بترديدها وسيرددها معهم كل الناس في وجه من يرفض الحوار.
تحاوروا ولا تسدوها بعودي كالعادة ..وقولوا لجمال بن عمر مبعوث الأمم المتحدة :"بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا"!! لأن لا عاصم للجميع اليوم من أمر الحوار.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 22-ديسمبر-2024 الساعة: 01:58 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-10020.htm