صنعاء نيوز - تناولت كثيراً المنظومة السياسية العربية وأكدت أن جيوش الأنظمة العربية أسست لقمع الشعوب ولم تأسس لمحاربة إسرائيل وتحرير الأرض العربية المحتلة

الأربعاء, 11-ديسمبر-2024
صنعاء نيوز/د. صلاح الصافي -


تناولت كثيراً المنظومة السياسية العربية وأكدت أن جيوش الأنظمة العربية أسست لقمع الشعوب ولم تأسس لمحاربة إسرائيل وتحرير الأرض العربية المحتلة، واليوم وبعد هزيمة إسرائيل أمام حزب الله اللبناني بدأت الخطة البديلة وهي عزل الحزب وقطع الامدادات عنه لتنفيذ مشروع توسع الدولة الصهيونية وهذا مشروع لم يكن وليد اليوم وكما حال السياسة الغربية إنما وضع منذ سنوات ليس بالقليلة.
فالنظام السوري وكما أغلب الأنظمة العربية نظام دكتاتوري مستبد قسى على شعبه وحكمه بالنار والحديد لا توجد حقوق للإنسان ولا حريات مطلقة إنما عصابة تحكم وتقتل وتسرق وإذا أردنا أن نسوق أمثلة للظلم والقهر نحتاج إلى مجلدات فالسجون مليئة وطرق التعذيب والقتل يشيب لها الرأس نعم كل هذا وأكثر.
اليوم سقط النظام السوري وانتهى حكم آل الأسد الذي استمر أكثر من خمسون عاماً والسؤال المهم هل انتهى الظلم وهل سيتمتع الشعب السوري بالحقوق والحريات؟، هناك تجارب سابقة لتغيير أنظمة دكتاتورية تماثل النظام السوري من حكم شعوبها بيد من حديد لكن وبعد مضي فترة زمنية قليلة نرى الشعوب تتحسر على أيام حكم الطاغية فقد سقط نظام صدام على يد الأمريكان وكانت الوعود كثيرة والآمال أكبر بعد الخلاص من الطاغية والذي دمر الشعب والوطن من مجازر وظلم وقهر ودخول في حروب عبثية أضرت بالمواطنين والوطن لكن البديل كان تشرذم الوطن ونهبه بأسلوب ممنهج أدى بكثير من المواطنين أن يحنوا لزمن الدكتاتورية والأكثر من هذا فقد العراق سيادته وأصبح الوطن مستباح.
أما في ليبيا وبعد سقوط دكتاتورها لم يختلف الوضع كثيراً فها هي ليبيا بقايا وطن تجول وتصول بها المليشيات العسكرية والوضع الاقتصادي ساء بشكل كبير وأصبحت كل ليبيا مستباحة ناهيك عن القتل والسلب والنهب وفقدان الأمن والاستقرار ومقارنة مع الوضع السابق فإن المواطن يشعر أنه لم يفقد الحرية والحقوق بل زاد عليه استباحة الوطن كله فليبيا في ظل النظام الجديد وطن متهرأ وسائر للهاوية.
لنعد لسوريا بعد سقوط الصنم ماذا ينتظر الشعب السوري مقارنة مع الشعب العراقي والليبي الذي تخلص من الدكتاتورية نعم تخلص الشعب من النظام الظالم لكن أصبح أمام تحديات كبيرة إن تكن تحديات أكبر من السابق فتحالف تحرير الشام يتكون من عدة فصائل وكل فصيل أو كثير من هذه الفصائل مدعوم من دول خارجية وهذا وحده سوف يُأزم الوضع المستقبلي يمكن أن ينزلق إلى الاقتتال فيما بينهم والأهم من هذا كله الموقع الجغرافي لسوريا والذي يختلف عن ما ذكرناه من أنظمة فسوريا تقع على حدود الكيان الصهيوني وهنا الخطر الأكبر والأسباب كثيرة أهمها أن الفرصة أصبحت سانحة أمام الكيان للتوسع وتنفيذ الجزء الأول من الخارطة التي عرضها نتنياهو في الأمم المتحدة والتي تعاطف معها الرئيس الأمريكي ترامب بقوله أن مساحة أرض إسرائيل صغيرة غير كافية لشعب إسرائيل وبدأ التنفيذ بتدمير القدرات العسكرية السورية بشكل كبير من خلال الغارات التي نفذها طيران العدو خلال اليومين الماضين والتوغل البري للجيش الإسرائيلي والذي كما أكدت بعض المصادر أصبحت القوات الاسرائيلية تبعد عشرون كيلو متراً من العاصمة دمشق.
فهل ثمن الحرية للشعوب العربية ضياع الوطن هذا ما لمسناه عند كل سقوط دكتاتور وهل نستمر بالدعاء بالتخلص من الدكتاتورية أم نغيير دعائنا للاستمرار بالحكم الدكتاتوري للحفاظ على أوطاننا ولا حول ولا قوة إلا بالله.
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 23-يونيو-2025 الساعة: 06:40 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://sanaanews.net/news-100425.htm