صنعاء نيوز/بقلم/ احمد الشاوش -
الخميس, 19-ديسمبر-2024
كم نحن بحاجة الى اعادة الاعتبار للحمير تحقيقاً للرحمة والعدالة وقيم التعايش والتسامح ؟.
وكم نحن بحاجة الى انصاف الحمير والبغال ووضع أكثر من تمثال للحمير في الميادين الرئيسية كرمز للشقاء والصبر والوفاء والمظلومية بدلاً من بناء المجسمات وتماثيل القادة والزعماء والرؤساء والملوك والامراء والعملاء والقتلة وتجار الحروب المتآمرين على بعضهم البعض الذين تفننوا في تدمير أوطانهم وافقار شعوبهم وتهريب ثروات بلدانهم وتحويل الشعوب الى عبيد ورقيق ودقيق في طواحين السجون والتضليل .
كم نحن بحاجة الى الاعلان عن اعادة الاعتبار للكلاب الذكية والوفية التي يقطع فيها العيش والملح والمرؤة والمعروف واعلان البراءة من من الفاسدين والمفسدين في الزمن الاغبر الذي صار فيه الاخ يبيع أخيه والصديق يبيع صديقه والقريب يساوم قريبة في زمن المتغيرات العجيبة ؟.
شاهدنا الكثير من التماثيل والاصنام والصور العجيبة والغريبة التي أعتلت الشوارع والميادين العربية المشهورة للرئيس المهيب والقائد العظيم والمجاهد الاكبر والثائر المنقذ والمُخَلص الشديد وظل الله في أرضه ، لنكتشف ان تلك التماثيل والاصنام العتيقة والمعتقة على رقعة الشطرنج تتساقط كأوراق الخريف عند اول شرارة أو عاصفة بمعاول القوى المتربصة أو الصاعدة والشعوب المطحونة نتيجة للغرور والاستبداد والطغيان والظلم واستعرض العظلات ومنازعة الله في حكمة.
تماثيل تنتصب في ارقى الميادين العربية يتباهى بها الخونة والعملاء والقتلة واللصوص وقطاع الطرق والمتآمرين على اوطانهم وشعوبهم من صانعي الجهل والفقر والجوع والبطالة والدماء والدمار والاطلال .. بينما عباقرة اليمن والعالم العربي في العلوم والتكنولوجيا والصناعة والتجارة والطب والهندسة والفن والثقافة والفكر والادب والشعر والابداع وكافة فنون الحياة خارج اطار الاهتمام والتكريم الرسمي والشعبي ، بينما المناصب توزع للمنحنقة والمتردية والنطيحة وبعض الصالحين.
والسؤال الذي يطرح نفسه وفقاً لمنطق العقل والحكمة ، بعيداً عن الغرور والتحسس والشكوك والاسقاطات السياسية والمذهبية هو متى سننتصر للحمير في اليمن ، بعد ان تم الانتصار لحقوق الانسان وفضاياه المصيرية في الغرب ، وتم معاملة الحمير بصورة ارقى من الانسان اليمني والعربي في عمله ومؤسسته ووزارته ومشافيه وأقسام الشرطة والسجون والتعامل.؟.
والى متى يظل المواطن اليمني المغلوب على امره يقاتل ويناضل ويجاهد ويدفع ثمن عمره من أجل الحصول على حقوقه الدستورية والقانونية والشرعية وانسانيته من باب تحقيق العدالة والمساواه وتأمين السكن ولقمة العيش والتامين الصحي وخدمات الماء والكهرباء وتوفير فرص العمل ، ومجانية التعليم والكتب لتحقيق الحياة الكريمة للمواطن ، لاسيما بعد ان تحولت المدارس الحكومية ومؤسسات الدولة الى اشبه بالقطاع الخاص وأصبح المربي والمعلم الفاضل الى ضحية ونكرة في زمن الجهل والانحطاط السياسي المبرمج.
والشيء المؤسف والمخجل كما نسمع ونقرأ ان كلاب الغرب منذ عقود حصلت على حقوق الحيوان والرعاية والاكل والشرب من أفضل الاسواق والماركات والاستحمام والاستجمام وتأمين السكن والكشف الطبي والمعاملة اللائقة ، بينما المواطن اليمني يهم فاتورة المااااء والصرف الصحي والكهرباء التي ارتفعت الى مبالغ خيالية لا توجد في أي دولة في العالم.
والغريب اننا نشاهد تلك الكلاب الجميلة والوسيمة والمسمنة والرشيقة ذات السلالات نادرة والمعروفة بعضها بمعية الرؤساء والقادة والسفراء ورجال الاعمال والفنانين واجهزة المخابرات والشرطة والجمارك والبعض الآخر مع المواطنين في بلاد الله الواسعة في قمة النعمة والصحة والسعادة والرضاء.. بينما السواد الاعظم من اليمنيين تحولوا الى هياكل عظمية ولم يحصلوا على حقوقهم القانونية والشرعية وحق المواطنة والتعايش السلمي وحقوق الانسان في ظل الانتشار الرهيب لثقافة المناطقية والمذهبية والسلالية والفئوية والفجور السياسي والاختلاف المذهبي الذي ضرب اليمن بطولها وعرضها ، وأكبر دليل على ذلك هو أن الانتقال من صنعاء الى ماراب والعكس او من تعز الى صنعاء والحديدة والمخاء أصبح محفوف بالمخاطر والمصائب والتعقيدات والتصنيفات والتهم الجاهزة ..
لذلك يتساءل المواطن الشريف والمغلوب على امره متى يعود الاعتبار للحمير والكلاب والانسان المشرد والمُهجر من باب الرحمة والعدالة والانصاف ومتى تتجسد الوحدة الوطنية ويتلاحم النسيج الوطني ، بأعتبار الكل من مخلوقات الله وفي طليعتها الانسان الذي كرمه الله من سابع سماء؟.
كنا نقول ان " البروليتاريا " طبقة العمال في النظام الشوعي هي الطبقة الكادحة والمستهلكة والشغالة من اجل راحة المجتمع ، بينما الحمار اليمني ظل الاكثر شقاء وكد وعمل ونكد في ظل الانظمة الشيوعية والوطنية والقومية والليبرالية ذات الخطابات والشعارات الحنانة والطنانة ، التي صار من ادبياتها مقولة " تخفيظ الراتب واجب .. ومقولة "كنا نشكو من حرية القول واليوم صرنا نشكي من حرية البول " والفايدة عند مؤسسة المياه واما أعفاط اللحظة في كل ربوع اليمن فحدث ولا حرج .. يا ويلك يلي تعاديها..
قد يستغرب البعض من هذه المقالة المخصصة للدفاع عن حقوق الحمير والكلاب ، لكننا في الواقع نتحدث عن نفس وروح وجسم أشبه بالانسان وسوق العرج بالعاصمة صنعاء خير شاهد على تفعيل الضمير الغائب والرحمة بالعباد والبلاد ورفع الظلم عن الغلابة المطحونين والمخلوقات الاخرى .
ومن الطريف ان شعوب العالم تحتفل يوم 8 مايو، باليوم العالمي للحمير ، وهو تقليد دأبت على إحيائه فعاليات حقوقية تدافع عن الحيوان ، بينما الكثير من اليمنيين يحتفلون طوال العام بعيد العميان المتمثل في الفقر والجوع والبطالة والغلاء وضياع الحقوق في ظل سياسة التضليل .
واذا كان هناك من يحتفل في العالم باليوم العالمي للحمير وهذا من حقهم لاسيما بعد ان أصبح "الحمير" هو شعار للحزب الديمقراطي الامريكي ، فمن حقنا أن نحتفل بنحو 60 مليون حمار في العالم والمطالبة بحقوق الحمير بعد ان أصبحت الحمير لها أعياد ومواسم وبطولات وصولة وجولة وحقوق لاتُعد ولا تحصى بينما نحن اليمنيون أصبحنا بلا حقوق ولا أمل ولا افق ولا طموح ولا قضية مصيرية بقدر مانسعى الى تأمين لقمة العيش فقط وأصبحت كوادر اليمن ومخرجات 60 عام من التعليم العالي والتخصصات المتنوعة والكفاءات والخبرات الكبيرة تُهاجر الى دول الخليج والغرب للحصول على فرصة عمل وبعضها يتنقل من مقهى الى آخر ومن شارع الى شارع ومن سوق الى سوق والغالبية أسير منزله وتحت البطانية يصارع الجوع والموت والمرض وفق سيناريو سياسي مُحكم اتفقت عليه جميع اطراف الصراع بعد ان فقدنا هويتنا وثقتنا وهويتنا وقيمنا وقول كلمة الحق بسبب التيار الجارف والغريب للمبادئ والعدالة والمساواة والحقوق وتخندق الكثير مع من غلب.
أخيراً .. ينعت العالم الحمير بالغباء والشقاء ، وحمل الاثقال ونتيجة لنضاله وقضيته العادلة تم الالتفات اليه بعين الاعتبار والاحتفال به سنوياً ، بينما الشعب اليمني يحمل هموم الدنيا والآخرة لم يحصل على ابسط حقوقه الشرعية والدستورية والقانونية ، فلا هو الذي أنتصر لهويته وكرامته وحقوقه وسيادته ووطنه وأصطف على قلب رجل واحد ضد الاجندات المحلية والاقليمية والدولية المشبوهة لاطلاق حريته ولا هو الذي طال عنب اليمن ولا بلح الشام ونخشى ان يكون مثل حراف اليهود لادنيا ولا آخرة بسبب ثقافة النفاق والفيد.. |