صنعاء نيوز/سبتة : مصطفى منيغ -
الغرض لن يقتصرَ عمَّن أخفقَ أو أصاب ، إذ الحاصل لن يخرج عن وقوع كارثة الكوارث وما بَقِيَ أصْعَب مِن كُلِّ الصِّعاب ، حيث من الأعلَى امتزجَ البارود بالسحاب ، فجاء المطر قنابل تروي حقد المُتغطرس طويل الأظافر والأنياب ، المُصاب بسغب لا يفتر إلا ليزداد افتراساً لمن إليهم أشارَ فأصاب ، ومِن الأسفل تكنولوجية الغدر زاحفة تبشر الظالمين أن عهد الحق أصبح في حُكْمِ الغائب الذي من تلقاء ذاته عاب ، لترحل وحدة أنصاره مَظهرياً لاحتضان فارضِ العدوان كأنه من أعز الأحباب ، وغداً اسْتُبْدِلَ بالبارِحَةِ لمُعانقة الجاهليَّة بزعامة شبه الجزيرة مُبدعة نظرية أسباب الأسباب ، لمن اصطفَّ خلف منافذ غسلِ الألباب ، لقلبِ الصحيح للمعتل وخلع الأصيل لفائدة الأغراب ، والرقص بدل المشي على نغمات غارات جوية تُرغم من بداخل العروبة الإسراع بإغلاق الأبواب ، حتى تمر من كانت بالأمس مشَبَّهَة بالخنازير لتُصبح الآن صاحبة مكانة مرموقة ومقام مُهاب .
... ما في الأرض تحالف خائب كالمتجمِّعة دويلاته فوق بحور نفط مردود تسويقه من أجل أفساد الفساد ذاب ، فغدي الجزء الصحراوي من الشرق كلما ناشد البعض فيه التطور أنجز في شأنه المُعاب ، كان حريا عليه تصحيح بوصلة إبحار نوقه فوق بيداء قاحلة ظلت رغم ناطحات السحاب المتدفقة من أحلها لعاب ، البائعين كل شيء من أجل البقاء نخبة ولو عوضوا مطايا يركبها من تعربد طائراتهم فوق رؤوس الفلسطينيين واللبنانيين وقريبا جل أعضاء الجامعة القريبة من عُشِّ فِرَاخِ شؤْمِ الغراب .
...لم يعد العزم معقودا على مصر فقد قيَّدها عبد الفتاح السيسي لتكون حارسة وفية لدولة إسرائيل ، بل لتساهم فيما تعرضت اليه غزة ، أقله وَقْعاً الحصار المضروب عليها بحدة حتى تتمكن ذات إسرائيل من تنفيذ إبادتها الوحشية الموثَّقة بالصوت والصورة ، في حق المدنيين الفلسطينيين الأبرياء العُزَّل ، ولم تكتفي بذلك بل استمرت مشاركة عملياً في كل مفاوضة تخص حماس وكأنها فاعلة ذلك من باب الحياد وهي أشد الكارهين لتلك المنظمة المجاهدة بأصدق ما يكون الجهاد لتحرير الأرض الفلسطينية من استبداد وغطرسة الاحتلال الصهيوني ، واضعة على وجهها في كل مناسبة قناعاَ يلائم أحداثها ، وهي مدركة أتم ما يكون لادراك ، أنها تُخالف الحقائق والمنطق والحق العربي الصريح والشامل ، اجل العربي الذي كان من المفروض أن تكون مصر في طليعة رواده ، وليس الاكتفاء باللهث خلف ذيل إسرائيل ، من أجل رغبة رئيس لم تعرف أرض الكنانة أفشل منه وأخطر على العرب والعروبة مثله على الإطلاق ، البائع لأجزاء من ارض المصريين ، فما هو فاعل بأراضي الغير ومنها ما للفلسطينيين عليها حق السيادة .
... تأخذُ الثَّمن وتزيد عليه التسوُّل عسى الولايات المتحدة الأمريكية تشفق عن خدمات السيسي المبنية على خداع الأمة العربية لصالح إسرائيل ، وتدفع إدارة البيت الأبيض وليس عشقا في مصر بل تعلُّقاً بأمن وسلامة الدولة العبرية ، ومصر صمام أمان بالنسبة للموضوع ، لذا توصلت الجمهورية العربية المصرية مؤخراً بأكثر من أربعة ملايير من دولارات دافعي الضرائب في أمريكا ، مخصَّصة لتطوير الدبابات المصرية و تحيين مفعولها ، ومَن يدري فالسيسي بارع في تحويل مبالغ لأهداف أخرى تحت أي غطاء أو عنوان ، طبعا الاستعلامات الأمريكية على بينة بذلك ، فهي أقرب اليه مما لا يتخيل ، تاركة إياه حتى يتبخر نظامه من تلقاء نفسه ، والمبررات مجمّعة حوله أقواها كما سبق الذكر غضب الشغب المصري حفظه الله ورعاه ، البالغ نصف تعداده صنفاً من الفقر لا يليق بكرامة الإنسان كانسان ، داخل دولة علمت التحضر والتطور والإنتاج الرفيع اعتمادا على خيرات أرضها الطيبة التي رغم الطابع الصحراوي تكيفت عبر العصور لتكون الأولى في مجالات ما كان الغرب ليعرفها وهو لا زال في طي الغيب لم يوجد بعد ، فماذا حصل ؟؟؟ وأي إبليس سيطر عليها لتصبح قبل الأخيرة في جل مقومات الحياة ، حتى الجيش الذي كان من أركان عظمة مصر عبر التاريخ حوله السيسي بمعية حلفائه غير المصريين من خبراء غير مرئيين ، إلى تاجر خضروات ، ومقاول لحفلات ، ومنتج لأفلام تمجِّد غير القابل للتمجيد إلا في عقلية المدفوعين للتزمير والتطبيل من أجل منافع تورط ولا تغني عن المساءلة متى عادت الأمور لنصابها .
... الاتجاه لبراعة تمثيل استعراض القوة خلال مواسيم الكلام الزائد عن وقائع الحال ، ليعلن السيسي أنه الأقوى بجيش يعد الأكثر قدرة على صد العدوان ، عسى بعض دول الخليج تعيره اهتماما وتجعله سندا لها مقابل ثمن ، لكن حتى الأخيرة توصلت لقناعة أن المسألة لم تعد كما يوهم بها السيسي البعض أثناء لقاءات التبادل الحر الذاتي العائد عليه وذويه وقلة بالمناصب الرفيعة وما يترتب عليها من نفوذ التصرف فوق القانون المطبَّق في مصر فقط على أغلبية الشعب المغلوب على أمره ، والسجون المكتظة بالمعتقلين السياسيين أحسن دليل على ذلك ، وأخيرا انسحب السيسي من إجماع المؤيدين لزراعة إكليل رمز ومظاهر العزة الحقيقية لما كانت عليه سوريا من أمجاد وعظمة ، ليلازم التفرُّد بالتدخل فيما لا يعنيه ، مناصرة لشقيقه في الاستبداد والدكتاتورية بشار الأسد .
مصطفى منيغ
مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في سيدنس – أستراليا
سفير السلام العالمي
[email protected]
https://mounirhcom.blogspot.com/