صنعاء نيوز/عبد الواحد محمد البحري -
عندما تُذكر محمية عتمة، يُستدعى إلى الذهن لوحة فنية غارقة في جمال الطبيعة وسحر الأرض. تقع هذه المحمية في قلب محافظة ذمار سلة غداء الجمهورية اليمنية، وتمتد كجوهرة خضراء تتناغم فيها التضاريس، حيث تتعانق الجبال مع الأودية والسهول في مشهد أشبه برواية خطّتها يد الخالق بإتقان.
عتمة ليست مجرد محمية طبيعية؛ بل هي عالم كامل من الحياة المتجددة.. تتنوع فيها النباتات بشكل مذهل، حيث يحتضنها الغطاء النباتي الكثيف الذي يضم مئات الأنواع، بعضها لا يوجد إلا في هذه الرقعة الساحرة.. وبين تلك النباتات، تصدح أصوات الطيور المتنوعة والنادرة، كأنها جوقة موسيقية تعزف مقطوعات صباحية ومساءية، تبعث الطمأنينة في الروح.
ولكن، ما يميز محمية عتمة الطبيعية ليس طبيعتها فقط، بل أبناؤها الذين يرتبطون بها ارتباطاً روحياً وإنسانياً وينتشرون في مختلفة مدن الجمهورية اليمنية فهم أبناء الأرض وأوصياء الجمال، حافظوا على موروثهم البيئي والثقافي بثبات وشغف.
يعمل سكان محمية عتمة في الزراعة والرعي، وهي المهن التي ورثوها عن أجدادهم جيلاً بعد جيل.
ترى في وجوههم حب الأرض وصبر الفلاحين والمزارعين، وفي أياديهم قوة تحفظ التوازن بين الإنسان والطبيعة.
في الحقول المدرجات الخضراء يزرع أبناء المحمية الطبيعية الحبوب والخضروات بأساليب تقليدية، مستخدمين مهارات تعلموها من الطبيعة نفسها..
يجمعون في مايعرف بالبريك والمواجل الخاصة بتخزين وحفظ مياه الامطار ويعيدون توجيهها بطرق ذكية تسقي الحقول دون أن تفسد جمال البيئة.
هذه العلاقة الفريدة بين الإنسان والطبيعة أكسبت المحمية الطبيعية استدامة نادرة في عالم بات يفتقد إلى الانسجام البيئي.
لم يكتفِ أبناء المحمية بالزراعة فقط، بل أضفوا على حياتهم لوناً ثقافياً يبرز في أشعارهم وأغانيهم الشعبية، التي تستمد كلماتها من الأرض، والجبال، والأمطار.
يروون قصص أسلافهم عبر الحكايات والسمر تحت ضوء القمر، وكأنهم يؤكدون أن عتمة ليست مكاناً فقط، بل روحٌ تعيش فيهم
إن المحمية الطبيعية تقدم درساً عميقاً للبشرية عن أهمية الحفاظ على البيئة، والعيش في انسجام مع الطبيعة. هي ليست فقط مكاناً للاستمتاع بجمال الأرض، بل نموذجاً يُحتذى به في التوازن بين الإنسان وموطنه.
عتمة، بجمالها وأهلها، تدعونا إلى إعادة التفكير في علاقتنا مع الأرض، وتذكّرنا أن الطبيعة ليست مجرد مشهد عابر، بل حياة نحياها ونتركها إرثاً للأجيال القادمة.
وما تنعم به هذه المحمية من خدمات في مجال الطرق التي تربط القرى ببعضها البعض وبمركز المديرية وكذا بمديريات وصاب العالي ووصاب السافل ومغرب عنس وآنس ومنطقة القفر بمحافظة اب لدليل على اهتمام القيادة السياسية في حكومة الانقاذ الوطني واهتمام قيادة مديرية المحمية ممثلة بالشاب المهندس عبد المؤمن الجرموزي مدير عام المديرية الذي كرس جهوده لتنمية الخدمات في ربوع المحمية وعلى رأسها الطرق حيث جرى تنفيذ عدد كبير من الطرق (شق ورصف) مما نعكس ايجابا لخدمة ابناء المحمية مما سهل وصول الحصادات وبقية الخدمات الصحية والتوعية للمزارعين والخدمات التعليمية الى معظم قرى المحمية..
|