صنعاء نيوز - صنعاءنيوز

الإثنين, 30-ديسمبر-2024
صنعاء نيوز/بقلم/ احمد الشاوش -

الاثنين, 30-ديسمبر-2024



الكل يتطلع الى دولة الحب والتسامح والتعايش والعدالة والمساواة وانصهار الاسماء والالقاب والاجناس والطبقات والافكار في بوتقة الوحدة الوطنية واليمن الكبير.

نشتاق الى دولة الحب والمواطنة التي نفتخر بحكومتها الرشيدة ومؤسساتها المدنية وانجازاتها الكبيرة ومشاريعها العملاقة وخدماتها الجليلة واستراتيجيتها الطويلة لمحاربة الفساد والفقر والجوع والجهل والتخلف وتعزيز قيم الحرية والشفافية والتنمية والازدهار.

نبحث عن الرئيس القدوة والسياسي الشريف والدبلوماسي المحنك والوزير المسؤول والمعلم المتنور والقاضي المنصف والطبيب البارع والمهندس العبقري والجندي الامين والموظف الكفؤ والمواطن الايجابي والنُخب الصادقة.

نريد دولة حرة ومحررة تحافظ على قرارها السياسي والسيادي واراضيها وثرواتها وتحترم موطنيها ، بعيداً عن النُخب الفاشلة والمعقدة والمضلله والاحزاب الكرتونية والجماعات الفاشلة التي تُبث سموم الحقد والكراهية والفجور في اوساط الشعب اليمني ، وتشتغل قرعة للاطراف الاقليمية والدولية.

نبحث عن سلطة تنفيذية تحتكم للدستور والقانون وسلطة تشريعية تصدر القوانين والتشريعات التي تعكس عظمة وطموحات وآمال الشعب اليمني وتُحاسب الفاسدين ومراكز القوى العابثة ..

نبحث عن سلطة قضائية تطبق شرع الله والقانون واللوائح بعيداً عن الرشوة والمحسوبية والابتزاز والاستغلال وعمليات البيع والشراء ونظر القضايا في البيوت والدكاكين والشركات خارج اطار الدولة

نبحث عن هوية يمنية واحدة جامعة دامغة بعيداً عن ألوان الطيف السياسي والمذهبي والعصبيات القبلية والسلالية والمناطقية والافكار الاقليمة والدولية التي مسخت هوية الشعب اليمني وأصبح بلاهوية ولا هوى ولا انتماء ولا هدف.

المواطن يبحث اليوم بعد عشر سنوات من الرعب والظلم والجوع والمرض عن دولة مثل الاب والام تعتني بفلذات كبدها وشعبها وتركز على التنمية والاقتصاد والاستثمار والرخاء والازدهار والتطلع الى الغد المشرق بعيداً عن الخطابات الاستهلالكية والمزايدات والمكايدات والثارات والصراعات وحروب الوكالة وهيكلة المواطن..

نبحث عن دولة تُقدس العلم والعلماء ، والحكماء والعباقرة ، والمبدعين والكفاءات ، وغرس القيم الفاضلة في المجتمع بعيداً عن المذاهب والمتارس والاعراق والانساب والقبيلة والتجهيل والتجويع والافقار.

نبحث عن المدينة الفاضلة والحاكم القدوة والحكيم والشجاع والمنصف العاصب على بطنه الذي يجمع ولايفرق ، واذا قال صدق واذا صدق طبق واذا طبق ساد الخير والعدل وسقط الظلم وامن الناس مكره وبطش بطانته.

نبحث عن ثقافة الحب والجمال والابداع والفنون والادب والشعر والصحافة وسائر العلوم الانسانية.. نبحث عن الامن والاستقرار والسلام والبناء والتعمير والاخاء بدلاً من ثقافة الموت والنعوش والجنائز والفقر والجوع والدماء والاطلال التي عطلت الانتاج ودفعت الناس للهروب والهجرة والنزوح والتشتت والتسول والمستقبل المجهول.

جميعنا يبحث عن دولة القيم والاخلاق والنظام والقانون والتنمية والاقتصاد والاستثمار والخدمات والمنجزات والتعليم العصري والاجور والمرتبات والحوافز وتوفير فرص العمل والنظر الى الايتام والفقراء وبناء المدن السكنية..

هنا وهنا فقط سيشعر الانسان اليمني بحب واحترام دولته وقادته ومؤسساته ووطنه وارضه وهويته ورزقه وسيكون اول المدافعين عن دولة الحب والعدل والمساواة والامن والاستقرار .. فهل نجد من يستطع ان يحقق هذه الاهداف النبيلة.

أخيراً..لماذا المواطن الامريكي والغربي يدافع عن دولته ومؤسساته بقوة ويقف ضد أي رئيس او قائد او حزب يريد ان يفسد او ينقلب على الدولة ، لان المواطن الغربي يرى في الدولة حنان ورعاية الوالدين ، من حيث التعليم الراقي والرعاية الصحية و الضمان الاجتماعي وتوفير فرص العمل وتطبيق قيم العدالة والمساواه بين الناس بمختلف اشكالهم والوانهم واعراقهم ومناطقهم ومذاهبهم.

والسؤال ايضاً لماذا يدافع الاسرائيليون عن وطن غير وطنهم رغم انهم محتلين وجاءوا من اوروبا الغربية والشرقية واصقاع العالم ، الجواب لان الصهيونية وفرت لهم سُبل العيش والمساكن المجانية والتعليم وفرص العمل والتأمين الصحي والاجتماعي والعدالة والمساواة بين الكبير والصغير ، لذلك تجدهم احرص الناس للدفاع عن ذلك ، لان الوطن هو الرزق لذلك يدافع عن مصلحته .

فهل يبدأ حكام اللحظة في الشمال والجنوب ، والشرق والغرب ، صفحة جديدة مع المواطن اليمني ومع انفسهم للجلوس على طاولة الحوار والمصالحة الوطنية بنوايا صادقة للتوصل الى السلام الشامل واعادة بناء البيت اليمني وفق الدستور وقيم العدالة بدلاً من التحول الى مجرد شقاة وشركات مقاولة للقتل والدمار والانتقام وتقسيم اليمن الكبير بمدافع الغرب ورصاص الشرق وشياطين الداخل ، مالم فكل الاطراف منتهية على غرار القاعدة وداعش وسوريا بعد الانتهاء من مهامها.. أملنا كبير في الاحتكام الى لغة العقل والحكمة والحفاظ على الثروة التي تم تجميعها بالحلال والحرام؟.

[email protected]
تمت طباعة الخبر في: السبت, 04-يناير-2025 الساعة: 11:36 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-100734.htm