صنعاء نيوز/معاذ الخميسي -
▪️اليوم تغمرنا السعادة ..رغم أننا كنا مع زملاء أعزاء يخالطون أوجاع الألم والمرض ..ويعيشون جور الحال والفُرجة والإهمال..وليس لهم ولنا إلا الدعاء والابتهال ..!
▪️سعادتنا في راحة أنفسنا..فما أجمل أن تزور زميلاً لك وتسأل عن صحته وتطمئن عليه وهو على فراش المرض وإن لم تفعل معه شيئاً..أو لم تقدم عوناً..فيكفي أن تزوره..وأن تدعو له ..وأن تشعره بأهمية أن يبقى حبل الود والحب والاخاء والوفاء متصلاً وإن تغيرت الأيام وجارت الأعوام ..وتقطعت بنا السبل !
▪️ذهبنا إلى العزيز الهادئ الأستاذ أحمد مظفر الذي تعافى تدريجياً وغادر العناية المركزة بفضل من الله..وتركناه وهو مبتسم ونحن في راحة
▪️وانتقلنا إلى الذي لم نعرفه إلا بشوشاً وخدوماً لكل زملائه وصاحب واجب الأستاذ ياسر الشوافي الذي أجرى عملية جراحية لإزالة 7 حصوات وتركيب دعامات في الكلى..بعد أن كاد يدخل مرحلة الفشل..كعادته كان مبتسماً وهو مازال في وضع صعب..أخذنا نضحك سوياً عن حجم (الحصوات) الكبير ..وإمكانية أن يشتري له قلاب ويبيع (حجار )..أو يشلهن يفحصهن يمكن يطلعين أحجار كريمة ..ويفتح الله عليه..!
وبعد أن غادرنا لحقنا بإتصال وهو يتحدث بشعور فائض بالمحبة والسعادة ..الله ما أعظمها من لحظات ومن شعور !
▪️وذهبنا بعد ذلك لزيارة حبيب الصحافيين وأول شخص نفكر فيه مع أي (مشكلة) في أي قسم أو جهة أمنية الأنيق قلباً وروحاً العميد الدكتور محمد الماوري الذي تعرض لجلطة دماغية..قطعنا المسافة إلى منزله الذي نعرفه فقالوا أنه في البيت الثاني..ثم تواصلنا معه وعرفنا أين منزله الآخر..ووجدناه أيضاً قوياً وصامداً ..وعلى طول باغتناه بتلطيف الجو وقلنا له طيب والزوجة الثالثة أين بيتها ..؟ ويمكن به رابعة وماحد داري (تحت المدني ألف جني) فضحك كعادته ..وأصر أن (نتغدى) عنده فاعتذرنا فجاب لنا (ملوج حامي ) قلت له أيوه هذه زواجه مش من حق هذه الأيام حافظة فقط (اطلب سفري) ! ..ما أجمله الفندم محمد وما أحلى ضحكته في عز مرضه ..!
▪️ومن أقصى شرق صنعاء إلى أقصى جنوبها ذهبنا للزميل الحبيب الجميل الأنيق عبدالوهاب مزارعة الذي أوجعنا كثيراً تعرضه لجلطة دماغية وشلل وهو مصاب من سابق بالسكر وبترت ساقه من (الغرغرينا) وله سنوات يعاني بمفرده وبجانبه (كل الحياة) الحبيبة الوفية التي لا تتركه أبداً حتى بعد تعرضها (لورم وخضوعها لجلسات إشعاعية)..تعود إليه وإلى جانبه (الله ما أعظمها من امرأة) ..رحبت بنا ابنته التي هي الأخرى وجدناها تمده بجرعة هائلة من الحب والسعادة ..!
طبعاً..كم فرحنا عندما زرناه على عكس مرات سابقة..هذه المرة أفرحنا لانه مختلف تماماً (قوي ومبتسم) ويتحدث بأريحية ورضا تام وشيء من دعابة..ضحكنا والله كثيراً..وشعرنا بأنه مرتاح جداً وأخذ يسأل عن فلان وفلان وعن زملاء ويقول سلموا عليهم..وحقيقة أننا تركناه ولا نريد أن نتركه ..شفاه الله وعافاه هو وزوجته المؤمنة القوية الصابرة..وحفظ لهما أولادهما فهم ما تبقى لهما من ضوء وحب وسند وحياة
▪️كان يوماً مختلفاً..لي وللأساتذة الأعزاء أصحاب الواجب والوفاء أحمد الشاوش وجميل مفرح ومحمد العزيزي وهشام الحكمي وأبن أخي ضياء
▪️شعرنا بكم كبير من الارتياح لأننا زرنا أحباء وزملاء ..وحاولنا أن نسأل ونطمئن رغم تقصيرنا الكبير ..وصدقوني كانت بمثابة رحلة استشفاء لنا من أدران الحياة وقساوتها ومرّها وعلقمها..فليس هناك في هذه الحياة أجمل من أن تطبب الجروح العميقة.. أو أن تنعش النفسية المتعبة أو أن تتعافى ولو للحظات القلوب التي أنهكها الزمن..!
▪️أيها الاحبة الغاليين..ندعو الله دوماً وأبداً الشفاء والعافية لكم ولنا جميعاً ..والصبر ليكتب الأجر..فنحن في دار عبور
معاذ الخميسي
#على_البال
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid0q9ZjyombxuHY1oyTBL57wwwBVbcHAVsE1vjpJTAHBqSraBxD7QwxsFBqkLpEcqwFl&id=100001168216884&mibextid=wwXIfr |