صنعاء نيوز/ -
صنعاء نيوز
في أزقة حي بيت عاطف بمنطقة بني حوات بمديرية بني الحارث بصنعاء، تتكسر الأحلام تحت وطأة الجشع، وتتحول آمال المواطنين الذين كدّوا وجمعوا تحويشة العمر إلى كابوسٍ مؤرق، بعدما وجدوا أنفسهم محاصرين داخل منازلهم، بقرارات فردية من اصحاب الاراضي أغلقت شوارعهم وحاصرت أحلامهم.
"اشتريت منزلي.. فحاصرتني شبوك مزارع القات!"
يقول المواطن عبد الواحد البحري، بصوت ممتزج بالمرارة والخذلان:
قبل سبع سنوات تقريبا اشتريت منزلاً متواضعاً على مساحة أربع لبن ونصف وثمن اللبنة، كان جاهزًا للسكن، على شارع بعرض ستة أمتار.
ظننت حينها أنني حققت أمنيتي في تأمين مأوى آمن لعائلتي، لكن سرعان ما اكتشفت أن الأرض التي بني عليها منزلي يُقال إنها كانت مخصصة كحديقة عامة وفق مخطط مكتب الأشغال والبلدية بمديرية بني الحارث. رغم ذلك، لم يخبرني البائع ولا الأمين الشرعي الذي وثّق عملية الشراء.
لم تقف المفاجآت هنا، فبعد مرور سبع سنوات ونيف، جاء من أغلق الشارع الوحيد الى منزلي الذي وُثق في بصيرة البيع، ليجد البحري وجيرانه أنفسهم محاصرين داخل منازلهم، بلا منفذ سوى مدخل ضيق بالكاد يسمح بمرور الرجل.
لا شارع ولا حديقة.. بل عبث لا رادع له!
ليس البحري وحده من يواجه هذا المصير، فالأخ علي المطري، أحد السكان المتضررين، يروي قصته قائلًا:
اشتريت منزلي على شارع بعرض ستة أمتار كما هو موثق في أوراق البيع، واليوم أتفاجأ بأن أصحاب الأرض قرروا إغلاق الشارع وتحويله إلى مدخل ضيق فقط! هل يُعقل أن تُلغى حقوقنا بمزاجية أشخاص دون حسيب أو رقيب؟ أين الأمانة الشرعية التي وثّقت عقودنا؟ وأين الجهات المختصة من هذا العبث؟ واين القانون ومكتب الاشغال الذي يرى شوارع تغلق وهو لايحرك ساكن.
يشعر السكان وكأنهم في مواجهة غير متكافئة، فلا سلطة تردع المتنفذين الذين صادروا حقوقهم، ولا قانون يُطبّق ليعيد الأمور إلى نصابها. فأين ذهبت الوعود بحماية المخططات السكنية؟ وأين دور مكتب الأشغال في مديرية بني الحارث (بني حوات) بالعاصمة صنعاء، الذي يبدو وكأنه يغض الطرف عن هذه التجاوزات؟
حلم المنزل.. عالق بين الفوضى والطمع
أما الأخ مبروك القهالي، أحد المواطنين المتضررين من إغلاق الشارع، فيروي قصته بألم:
اشتريت أرضيتي المحددة والمبصرة بثلاث لبن منذ أكثر من عشر سنوات، وكان من المفترض أن يكون لي حق المرور عبر شارع ستة أمتار، لكن اليوم، أغلق الشارع أمامي.
حيث كنت أجمع المال حتى اتمكن و
بيت أحلامي، لكن الظروف حالت دون ذلك، والآن حتى حقي في الشارع سُلب!
استغاثة في مهب الريح
يتساءل السكان، هل ستظل شكاواهم حبراً على ورق، أم أن الجهات المسؤولة ستتحرك لإنصافهم؟ هل سيُعاد فتح الشوارع وفق المخططات الرسمية أم ستظل الأراضي مسرحًا للفوضى والتعديات؟
بين حلم الاستقرار وكابوس الإغلاق، يظل سكان بيت عاطف في انتظار عدالة قد تأتي من قبل أمين المكتبات في حي بيت عاطف الذي يشهد له بالثقة والحكمة والامانة ومن مكتب الاشغال في بني الحارث أو لا تأتي، بينما يواصل جشع المتنفذين من ملاك الاراضي مصادرة حقوقهم دون خوف من مساءلة أو محاسبة.
|