صنعاء نيوز/ بقلم/ احمد الشاوش -
الحقيقة التي لاجدال فيها ان انقلاب 11 فبراير 2011م أو مايسمى بالربيع العربي و "العبري" ، كانت وماتزال وستظل النكبة الكبرى التي يعاني منها اليمنيون الشرفاء بكافة مشاربهم السياسية والفكرية والاجتماعية والتي دقت المسمار الاول والاخير في نعش الدولة ونعث المؤسسات وتدمير منظومة القيم الانسانية لدى الشعب اليمني الاصيل .
لم تكن 11 فبراير مشروعاً للاقتتال فقط وانما مشروع للحقد والفجور والكراهية والمناطقية والخصومة والارتزاق ، لانها لوكانت ثورة حقيقية لما سقطت أنهار من الدماء ولما اغتالت مئات القادة والعلماء والرموز الوطنية في المساجد والطرقات والاسواق والمنازل ..
ورغم الهامش البسيط من الفساد الا انه كان لليمنيين دولة وسيادة ومؤسسات وجيش وثروات ومرتبات وحوافز واكراميات وسمعة وثقة واحترام وتقدير في الشرق والغرب الا ان عيال الشوارع وأخطبوط الاحزاب والنُخب المتسرطنه التي كانت جزء رئيسي من النظام السابق وشريك اساسي في الفساد والافساد ومساندته كانت اول من خرج عليه تحت قناع النزاهة والطهارة والخطب الرنانة وهي أكثر بشاعة.
ثورة أسقطت الاخلاق والقيم السامية والعادات النبيلة والتقاليد والاعراف والاسلاف الجميلة وماتوارثة اليمنيون من تاريخ مُشرف وحضارة ساميه وسمعة طيبة وثقة كبيرة عبرآلاف السنين لا أعتقد انها ثورة تصحيح بل نكبة كبرى.
والمتابع للاحداث السياسية والمأساوية وأثر الفوضى الهدامة وما خلفه بلاطجة وفساد رموز انقلاب 11 فبراير وصل الى قناعة تامة بان اللقاء المشترك الذي كان مشاركاً للنظام السابق في السلطة والتسلط وتوزيع المناصب على مستوى الجيش والاجهزة الامنية والمؤسسات والوزارات ونهب الثروات شاهد عيان على ان "فتنة" 11 فبراير لم تكن ثورة " شريفة ولا ابوها فاضل " ضد الفساد ورموزه أو " ثورة "وطنية" أو بسبب أكليشة " التوريث" أو تصحيح المسار والشروع في بناء الدولة المدنية الحديثة ، لانها ثورة لصوص تقاتلوا على المناصب السيادية والثروة والولاءات والتبعية وفق سيناريو امريكي - بريطاني ومخطط إسرائيلي وتمويل " قطرررري " من اجل تدمير الدولة والجيش والسلاح والمؤسسات والمنجزات والنسيج الاجتماعي ونهب الثروات والسيطرة على المواقع الاستراتيجية وعودة اليمن الى العصور الوسطى.
ثورة كان يحكمها ويحركها ويوجهها ويمولها السفير الامريكي والبريطاني والقطري والتركي ، دون ان يكون لتلك الرموز والنُخب وقادة الاحزاب والمشايخ أي أرادة أو رأي أو استقلال وانما توجه كل تلك الادوات بالريموت عن بُعد لتدمير اليمن وادخالة النفق المظلم مع سبق الاصرار والترصد.
أحزاب قروية ومناطقية حاقدة وفجور سياسي بلاحدود دفع الكثير من المسعورين والمأجورين الى التمرد على الدستور والقوانين واللوائح والشرعية والدولة وأهداف ثورة 26 سبتمبر المجيدة والوحدة الوطنية ، كيف لها ان تنجح او تبني ماهدته من اخلاق وقيم ومنجزات ؟.
ثورة فوضوية احتكمت الى الشوارع والساحات والمعسكرات والخنادق والبنادق والرصاص واغتيالات القادة والمسؤولين والشخصيات الوطنية والرموز الاجتماعية وملاحقة الجيش ونشر الحقد والفجور والكراهية بين ابناء الشعب اليمني الواحد ونشر الاشاعات واساليب التضليل والتزوير وأستغلال المساجد ووسائل التواصل الاجتماعي والاعلام وقناة الجزيرة القطرية للاثارة والتشويه والتحريض واحداث ازمات اقتصادية وبث الذعر والقتل حتى وصل الامر الى تفجير مسجد دار الرئاسة في صنعاء خلال خطبة وصلاة الجمعة للتخلص من الرئيس صالح والاطاحة بالحكومة وملاحقة رموز النظام حتى المستشفيات للقضاء عليهم رغم حديثهم الزائف عن الاحتكام لكتاب الله ومنطق العقل والسلمية لؤاد الفتنة وعدم التجاوب مع أي حل ورفع سقف المطالب والتعجيز.
ثورة سقطت فيها النُخب الفاسدة والاحزاب والقيادات الفاشلة ومشايخ القبيلة المدنسين ورجال الدين المؤدلجين ومرضى المناطقية والمزايدين والانتهازيين والخونة والمغامرينً الذين كان شعارهم واهدافهم وثقافتهم يسقط النظام .. يرحل الرئيس .. لا دراسه ولاتدريس .. وغيرها من السقوط .. كيف ستبني وطن او تصحح وضع او تُعبد الطريق نحو الغد المشرق.
ثورة مناطقية .. شللية.. مذهبية.. ايدلوجية .. قبلية جمعت المنخنقة والمتردية والنطيحة من كل عزلة وقرية ومدينة ومحافظة مقابل نصف حبة دجاج ونفر رز وخيام نُصبت وسط الشوارع الرئيسية والطرقات وامام منازل ومحلات الناس وأصوات ومحاكم تفتيش وبدرومات وضرب وتقييد حريات وتهديد ووعيد بين أصحاب الساحة الواحدة.
قتال عنيف على ميكرفون المنصة وتبادل الاتهامات وازعاج وفي النهاية سقط الجميع .. هرب الجميع .. فر مجاذيب ونُخب الساحة الى تركيا ولندن والسعودية والامارات ومصر والاردن وسلطنة عمان وامريكا بعد ان دمروا الوطن وحولوا الشعب الى فقير وجائع وسلموا السلطة للقوى الصاعدة التي سيطرة على كل شيء ومارست فنون التاديب والتهذيب والانتقام والعقاب!!..
عجبي من لصوص الجمهورية اليمنية ولصوص ثورة 26 سبتمبر والوحدة اليمنية الذين كان كل واحد منهم أفسد من الآخر والاغلبية مخبراً وتابعاً لسفارة خليجية واوروبية وامريكية وروسية وبريطانية يتحدث عن الوطنية والقومية والاسلام والدين والقيم والنزاهة ليكتشف الشعب انه كان جاسوساً حتى النُخاع ومجرد اول اشارة فجر الشرارة و" خرج الحمار للسوق".
والعجيب في الامر ان مايسمى بثوار وأثوار وثورة 11 فبراير 2011م مازالوا تحت تأثير الصدمة ونرجسية النضال الزائف مستمرين في الاحتفال برقصة الزار على طريقتهم الخاصة في الغرف والاجنحة والمسابح والفنادق والشركات والمطاعم الفاخرة والفلل ومتابعة الارصدة الحرام في تركيا وقطر وبريطانيا وامريكا ومصر والاردن وغزواتهم على تويتر وانستغرام.
لقد ابتلى الله تعالى اليمانيون بنُخب فاسدة حتى العظم وقادة وأحزاب تُدمن العمالة والارتزاق وقيادات ضعيفة لاتدري تمضي في عجلة التنمية والبناء والاعمار والاهتمام بالانسان وحماية السيادة وارساء الامن والاستقرار ام تنتبه وتلتفت للكثير من الخونة والجواسيس والفاسدين والانتهازيين والمزايدين والمسؤولين المعينين في أجهزة الدولة..
ما احوجنا الى الاعتذار الكبير للشعب اليمني من قبل ثواااار الشوااااارع والساحات ووخز الضمير ، فذلك هو البداية الحقيقية للمصارحة والمصالحة والوحدة الوطنية والشروع في بناء الثقة للوصول الى السلام بعيداً الغرور والكبرياء والاستقواء بالسفارات وفزاعة " نوووووووبل" ..
كنت معزز يا دكتور ياسين سعيد نعمان .. كنت مكرم في وطنك ياسلطان العتواني .. كنت حراً يا عبدالملك المخلافي .. ياشيخ حمود .. ياصعتر .. يازنداني .. ياتووووكل .. ياعليمي .. يا ابن دغر .. ياعلي محسن.... كان لديكم حرية .. ارادة .. مناصب .. مسؤولية .. فلل .. أموال .. اراضي .. سيارات .. مرافقين .. اليوم كيف حالتكم الاجتماعية والسياسية والنفسية؟
أخيراً .. خالص احترامي لكل وطني وشريف وصادق ومظلوم وبريء خرج الى الساحات وشارك في 11 فبراير 2011م من اجل انصافه وتحقيق العدالة وتصحيح اخطاء وتجاوزات الدولة. |