صنعاء نيوز/ - جامعة ذمار تحتفي بالبن اليمني في يومه الوطني بندوة علمية وزراعة شتلاته في حرمها الجامعي
□إعلام جامعة ذمار / 22 شعبان 1446هـ، الموافق 20 فبراير 2025م
■في إطار الاحتفالات باليوم الوطني لزراعة البن اليمني، وتجيسداً للهوية الإيمانية واليمانية، نظمت جامعة ذمار، اليوم برعاية رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور محمد محمد الحيفي، ندوة علمية بعنوان "البن اليمني تاريخ ومكون هوية"، بحضور قيادات أكاديمية، وشخصيات اعتبارية، وتكللت الفعالية بجلسات علمية، وتوصيات طموحة، وختام رمزي بتدشين زراعة 100 شتلة بن في الحرم الجامعي.
وخلال الفعالية أكد الأستاذ الدكتور الحيفي أن البن اليمني يمثل جزءاً لا يتجزأ من تاريخنا وهويتنا، وكان سبباً في شهرة بلادنا عبر موانئنا التي هي محطات لتصدير الذهب الأسود إلى العالم، مشدداً على ضرورة حماية أصالته من التحديات التي تهدده، مثل التغيرات المناخية ومنافسة القات، وترسيخ اعتماد شجرة البن بوصفها رمزاً وطنياً في الفعاليات الرسمية والثقافية.
وفي الفعالية التي حضرها، نواب رئيس الجامعة، للدراسات العليا والبحث العلمي الأستاذ الدكتور عبدالكريم زبيبه، وشؤون الطلاب الأستاذ الدكتور عبدالكافي الرفاعي، والشؤون الأكاديمية الأستاذ الدكتور عادل عبد الغني العنسي، والأمين العام للجامعة الدكتور محمد حطرم، فضلاً عن عمداء الكليات، ومدراء الإدارات، أشاد منسق الندوة، الدكتور عصام واصل، رئيس دائرة المكتبات، بالجهود الرامية إلى تعزيز الوعي بالتراث، وأهمية البن اليمني.
وتطرقت محاور الندوة إلى الجذور التاريخية لزراعة البن، والتحديات المعاصرة لاستمرار ريادته، وانطلقت الجلسات العلمية بمداخلة للأستاذ المشارك الدكتور بشير زندال، الذي استعرض تاريخ القهوة اليمنية منذ اكتشافها، موضحاً أن تسمية "قهوة" تعود إلى أصول يمنية، وقال: ارتبط اسم اليمن بالبن عبر القرون، فمن ميناء المخا انطلقت رحلته إلى العالم، ليصبح رمزاً ثقافياً خاض معارك سياسية وعقائدية في أوروبا والمشرق والمغرب العربي، مضيفاً أن شجرة البن تجسّد حضارةً حيةً ما تزال تروي حكاية ارتباط اليمنيين بأرضهم.
وفي المحور الثاني، سلّط الأستاذ المشارك الدكتور فتحي الشاوش الضوء على الأصول الوراثية الفريدة لشجرة البن اليمني، محذراً من استغلالها دولياً دون إشارة إلى مصدرها الأصلي، ودعا إلى استكمال حصر الأصناف اليمنية للبن، وإجراء دراسات جينية لتوثيق بصمتها الوراثية، لاسيما أن بعضها يباع عالمياً بأسعار تفوق ثلاثة أضعاف السعر العالمي للبن ، مشيراً إلى احتكار اليمن زراعة البن لأكثر من خمسة قرون، وأكد على أهمية عودة الريادة لليمن على الأقل من باب الجودة والتميز للبن اليمني.
في حين تناول الدكتور حسان الخولاني ممثل الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي في المحور الثالث، الجهود العلمية لحماية الأصناف اليمنية، موضحاً أنه تم حتى الآن استكمال دراسة 44 صنفاً من البن اليمني، وتسجيلها محلياً بعد دراسة خصائصها ومميزاتها، ويتم حالياً دراسة تحمل كل نوع للتغيرات المناخية، ومقاومتها للآفات، مؤكداً أهمية تعزيز سلسلة القيمة لضمان وصول المنتج بجودة عالية إلى الأسواق المحلية والعالمية.
وخلصت الندوة إلى عدد من التوصيات تلاها رئيس دائرة الإعلام جمال البحري، التي شددت على أهمية توسيع زراعة (الذهب البني) المتجسد في البن اليمني وتسويقه، وأيضاً أكدت على ضرورة تسجيل البن اليمني، بوصفه تراثاً يمنياً، لدى اليونسكو، مع توثيق أدواته التقليدية مثل "الجمنة" وفنون تقديمه، وإنشاء بنك وراثي لحماية أصنافه من الانقراض، وإعادة إحياء المناطق التاريخية لزراعته عبر دعم المزارعين، ومحاربة توسع القات في مناطق زراعته، كما دعت التوصيات إلى ضرورة متابعة تنفيذ إجراءات اعتماد البن اليمن كونه مشروباً رسمياً في المؤسسات الحكومية، والمناسبات الوطنية والاجتماعية، وإنشاء منصة إلكترونية عالمية لتسويقه، مع التركيز على قصته التاريخية، وتمويل أبحاث علمية لمواجهة التحديات المناخية.
وبعد اختتام الندوة توجه رئيس الجامعة، ونوابه، والأمين العام، وعدد من الكوادر المختصة في الإدارة العامة للخدمات العامة، وإدارة المشاتل بالجامعة، إلى الساحة المخصصة ضمن الحرم الجامعي، إذ تم توفير 100 شتلة بن للزراعة، الأمر الذي يمثل رسالة رمزية تؤكد التزام الجامعة بدعم زراعة البن.
وقال الأستاذ الدكتور محمد الحيفي خلال الزراعة:"هذه الشتلات ليست مجرد نباتات، بل هي إرث ننقله للأجيال القادمة، ليتذكروا أن كل كوب قهوة يمنية يحمل في طياته مجد أسلافهم، ويمثل تاريخاً ثقافياً وحضارياً رائداً لهذه البلاد الطيبة.
https://t.me/tueduye/9216
https://www.tu.edu.ye/page/views/1/3128 |