صنعاء نيوز/✍إيمان عبد الرحمن الدشتي -
حقاً إننا نستلهم من كربلاء كل شيء، كل شيء! حتى تجدد أحزاننا!
يا بضعة من الحسين، يا من صاغك ربك من فاضل طينته، أوَرِثت سمتاً من الحسين أم جسّدته؟! شابهته في يقينه، في عزّته، في بطولته، في سيرته، في عزمه، في إلهامه، في هيبته، في هيهاته!
ظل الحسين سيداً للشهداء؛ وستظل أنت سيد شهداء المقاومة، ما عرفناك إلا أبياً، شامخاً، نبراساً، مقداماً، تهندس الحروب وتقتحم غمارها، ولا تطلّ علينا إلا بالنصر المؤزر، فكيف لا وأنت نصر الله!
يا درّة مكنونة في ضمائر الشرفاء والأحرار، يا سِفراً ملائكياً يسكّن أفئدة المؤمنين، وصوتاً عذباً يسحر ببيانه عقول الحيارى ومن له رمق من ضمير! لقد جمعت أضداد الصفات بعقيدة علوية فاطمية حسنية حسينية عباسية! إذ كنت عنيداً عنيفاً جبّاراً صلباً مع أعدائك الشياطين، ومرعباً لقلوبهم الآثمة، ونسمة لطيفة هادئة حانية للمستضعفين.
يوم ارتحلت خلّفت في عشّاقك كفتين، كفة من ألم، وكفة من عزم وثبات يقتحمون بها حدود المستحيل، فيقمعون رؤوس الشر بهيهات العزّة والكرامة والصمود، ويواصلون مسير التحرر من قضبان المستكبرين، موطئين لحكم الله ومؤمّلين الأقصى بكرّة لكم، تنفضون عنه مع سلطان الأرض ووارثها آلام الأسر!
سيدي أبا هادي؛ كجدك الحسين؛ لم تطوِ شهادتك صفحة رحيلك، حتى تجدد الحزن كأربعينه، فهامت قلوب الوالهين مع أكفّهم أيها الطود العظيم، لتحمل "نعوشك" في بقاع الأحرار والمقاومين، والمَشَاهد تشهد للأُمناء حسن الختام، وتُخرس الخائنين والمطبعين والعملاء، وتطمس رؤوسهم العفنة في وحل العار والذلّة!
يا أيها الحر الذي أبيت الهوان؛ يا مستلهماً الإباء من كربلاء لك عهد المخلصين، أننا على العهد باقون، وأن بني صهيون وداعموهم لزائلون، فسلام عليك منّا، وعلى صفيك، وعلى كل قادة الانتصارات وشهداء المقاومة، ورحمة الله وبركاته.
٢٣/ شباط/ ٢٠٢٥
|